إيطاليا تهدد أوروبا بإصدار تأشيرات للمهاجرين

هددت إيطاليا بإصدار تأشيرات للمهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى أراضيها، تسمح لهم بالتحرك في جميع أنحاء أوروبا، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق منصف بين الدول الأوروبية لتحمّل أعباء هؤلاء المهاجرين.

وقال رئيس الحكومة الإيطالي ماتيو رينتسي إنه إذا اختارت أوروبا التضامن فهذا أمر مستحسن. وإن لم تفعل ذلك لدينا «خطة بي» جاهزة، وهي البدء بإصدار تأشيرات دخول مؤقتة للمهاجرين.

وصعّدت إيطاليا لهجتها تجاه فرنسا التي نفت بشكل قاطع أن تكون أغلقت حدودها في فنتيميليا، حيث تجمع عشرات المهاجرين على أمل الوصول إلى شمال أوروبا، في آخر فصل من أزمة الهجرة إلى أوروبا، دون ظهور حل في الأفق. وانتقد وزير الداخلية الإيطالي آنحيلينو آلفانو قرار فرنسا غلق نقطة الحدود مع إيطاليا، واعتبر ما يحدث في مدينة فينتيميليا الحدودية مع فرنسا «عاراً، ولكمة قاصمة» في وجه الاتحاد الأوروبي لقساوتها. وطالب بخطوة عاجلة لمعالجة الأزمة الناجمة عن غلق الحدود من الجانب الفرنسي، وتعطيل العمل باتفاقية شينغن بشكل مؤقت. وشدّد آلفانو على «أن ما تواجهه أوروبا في هذا الظرف إزاء ملف الهجرة مباراة لا تعادل فيها، فإما نحن خاسرون أو منتصرون في مواجهة هذا الملف»، فالرهان، على حد قول الوزير الإيطالي، هو في مقدرتنا على إدارة هذه الأزمة.

مشاهد

وقال آلفانو، في كلمة ألقاها في استراسبورغ أمام نُظرائه الأوروبيين: «إنّ تلك المشاهد تؤكد أن المهاجرين لا يأتون إلى إيطاليا، لكونهم راغبين في البقاء في إيطاليا، بل لأنهم يرغبون في الذهاب إلى الدول الأوروبية الأخرى، وينبغي على الجميع استخلاص الدروس من تلك المشاهد، وأعتقد أيضاً بأن تلك المشاهد لكمة في عين من لا يرغب في رؤية الأشياء على حالها».

استقبال

إلى ذلك، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية المتحدة في جنيف إن الاتحاد الأوروبي قادر على استقبال مليون لاجئ خلال سنوات عدة من مناطق النزاع في سوريا وغيرها، مشيراً إلى أن هؤلاء المهاجرين ليسوا مجرمين. وقال إن هذا لن يمثل سوى 0.2 في المئة من عدد سكان أوروبا، في حين يشكّل اللاجئون في لبنان 26 في المئة من عدد سكانه. وأضاف أمام 750 مشاركاً في الاجتماع أن المهاجرين «إن كانوا يملكون تأشيرة أم لا، هم أشخاص لديهم الحقوق الإنسانية نفسها التي لدينا جميعاً».