الخيانة

مصطلح أختلط على الناس فهمه من كثرة تداوله من قبل الجميع . فأصبح الكل يطلقه على خصومه لتشويههم ويبدع في إيجاد المبررات لتأكيد تهمته . وهذه الفوضى في الإستخدام ليست إستثناء على مصطلح الخيانة بل شملت كل المفاهيم والمصطلحات بداية من الجهاد حتى الثورة والربيع والإستقلال والبركة والحرية والديمقراطية .
الخيانة سياسيا تعرف بأنها الإتصال بدول خارجية بقصد زعزعة الأمن والإستقرار وجلب أساطيل وإستخبارات العدو لبلدك وتسريب أسرارها وبيع وثائقها وأرشيفها وأثارها وبيع ذمتك مقابل إغراءات المال والمصالح لخدمة العدو .
ودينيا تعرف بأنها التفريط في الأمانة ونقض العهود والمواثيق وموالاة أعداء الله والرسول والدين وفتح لهم أبواب الوطن والطاعة لهم والتفريط في الشرف والعرض .
إذن الحدود واضحة في الدين والمعايير واضحة في السياسة وتكاد تكون واحده في كل دول العالم من حيث التشريع . لكن دائما هناك تناقض في التطبيق لأنه خاضع لمصلحة وأهواء الذين يمتلكون سلطة التنفيذ والإعلام والمال فيتلاعبون بالألفاظ ويوظفون المفهوم وفقا لذلك . فيصنفون العدو خائنا والحليف أمينا . وهكذا
لكن لنطرح بعض الاسئلة البسيطة
هل يكون من حنث قسمه ونكث بيعته ومواثيق عهوده وجلب أساطيل الصليبيين وقاتل معها وكبر لها وأجتهد في إعطائها إحداثيات ومواقع جيش وأمن وشرطة بلده وعمل طاهيا لجنود العدو في الجبهات وفتح لهم بلده وبيته ودار نومه ( وطنيا أمينا ) ومن أبر بقسمه وأوفى ببيعته ومواثيق عهوده ورفض إنتهاك أساطيل الصليبيين للسيادة وإعتدائها على شعبه وقاتلها ومات بصواريخها أو سجن في مواجهتها أو هجر من مطاردتها ( خائنا للأمانة ) ؟
هل يكون من سرق مليارات الأرصدة والإستثمارات الخارجية والمؤسسات وأملاك الناس وأستولى عليها عنوة ( وطنيا أمينا ) ومن جمع تلك المليارات وأنشأ الإستثمارات الخارجية وحافظ عليها لمدة عقود بسياسات حكيمة رغم الحصار لعشر سنوات والأزمة المالية العالمية ( خائنا للأمانة ) ؟
هل يكون من وضع يده في يد أعداء الله ورسوله وكتابه الحكيم من ليفي الذي المدافع عن الرسوم المسيئة لرسول الله وكتاب آيات شيطانية المحرف للقرأن الكريم إلى ماكين الذي توعد بهدم الكعبة إلى كل الماسونيين ساركوزي وكلينتون ورايس وكاميرون ( وطنيا أمينا ) ومن رفض دخول هؤلاء الشياطين وموالاتهم وقاتلهم ( خائنا للأمانة ) ؟
هل يكون من ذهب لحكومة الإستعمار الإيطالي وقال إن فترة إحتلالها لليبيا هي أفضل حقبة مرت علي البلاد . ورفع أعلامها في المدن الليبية ورسمها على خدود بناته . وقاد إبن شيخ الشهداء لقطر والإمارات لتقبيل أيادي شيوخها ( وطنيا أمينا ) . ومن ركع دول الإستعمار الصليبي وأجبرهم على الإعتذار والتعويض وتقبيل أيادي أبناء المجاهدين والمنفيين والمعذبين في العقيلة وأنتج أكبر شريط سينمائي عالمي عن الجهاد الليبي وأحيا معارك الجهاد وشيد لها النصب التذكارية لتبقى شاهدا للأجيال ( خائنا للأمانة ) ؟
هل يكون من أدخل الإستخبارات الأجنبية وجواسيس العالم بمافيهم الإسرائيليين لمؤسسات الدولة وباع لهم أرشيفها ووثائقها السرية وملفاتها الحيوية وأسرارها وباع لهم الآثار والمخطوطات والوثائق التاريخية ( وطنيا أمينا ) ومن عمل على جمع كل تلك الوثائق التاريخية من كل العالم وتجميعها وأنشأ لها المتاحف الرائعه وأجبر إيطاليا على إرجاع الأثار المسروقة قديما وحافظ على الدولة ومؤسساتها وأرشيفها من أي إختراق مخابراتي أجنبي طيلة عقود ( خائنا للأمانة ) ؟
غيض من فيض أسئلة لايسع هذا المنشور طرحها . ونضع بعضها بين أيادي من يمتلكون ( عقل ) يميز الرشد من الغي . و ( لسان ) قادر على نطق الحقيقة في شهر الصوم والتوبة . و ( قلب ) من يفترض أنهم مؤمنون بالله ورسله وكتبه وملائكته لقول شهادة يحاسبون عليها أمام الله يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ... الفارس الليبي

اليوم من شارع عشرين فى بنغازي
بسم الله الرحمن الرحيم ( ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ) صدق الله العظيم