شهادة أميركي وزوجته حول حقيقة ما حدث في ليبيا

غني عن القول أننا نادرا ما نحصل على تمثيل دقيق للواقع في وسائل الإعلام الموجهة عكس وسائل الإعلام المستقلة. يوم الأحد الماضي جو كوين قابلت زوجين عاديين جدا مع قصة غير عادية على الاطلاق: رجل الأعمال جيمس موريارتي وجوان زوجته وكيف هرب من الاعتقال من قبل إرهابيي القاعدة خلال "الثورة الليبية "2011. الاستماع إلى جيمس وجوان وقصتهما امر مثير للغاية، هناك ثلاثة عوامل محفزة دفعت لتدمير ليبيا من قبل القوى الغربية ومموليها:

-    إحباط خطة القذافي لإنشاء العملة المدعومة بالذهب كعملة لعموم أفريقيا، وبالتالي توحيد اقتصاديات الدول الافريقية وتحريرها من الإمبريالية الغربية.
    - رغبة الولايات المتحدة في إنشاء أفريكوم للسيطرة العسكرية على أفريقيا لدرء الاستثمارات الصينية.
  -   تحرك القذافي لرفع دعوى، نيابة عن جميع الدول الأفريقية للمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي تكبدتها جراء المعاهدات المجحفة مع الدول الأوروبية أثناء "حقبة الاستعمار".
بدعوي "تحرير الشعب الليبي من ديكتاتور"،  دمرت ليبيا وكان قصف حلف شمال الأطلسي في عام 2011 يهدف في الحقيقة الى الحفاظ على  هيمنة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على افريقيا.
ما يتبين فعلا في هذه المقابلة مع عائلة موريارتي هو التهور المطلق في ليبيا من قبل كل من حلف شمال الاطلسي وقوات "المتمردين"، فضلا عن الرغبة التي كانوا يتمتعون بها بشكل واضح لتمزيق ليبيا وتدميرها

العصابات المجنونة تمكنت من الحصول على أسلحة لم يسبق لها مثيل في التكنولوجيا الفائقة والسيارات وتمكينهم من "تحقيق انتصارات مدمرة" .
من بين الأمور التي تمت مناقشتها في المقابلة كانت القصة مرة أخرى كيف جاء اثنان من رجال الأعمال من تكساس ليكونا في ليبيا في عهد القذافي ما قبل 2011؛ الدوافع الأيديولوجية الحقيقية ل"التدخل الإنساني" للناتو.

. الفظائع وجرائم الحرب التي شهدعليها  موريارتي الذي سافر في جميع أنحاء البلاد واطلع علي الفظائع التي شهدتها ليبيا علي يد الناتو والعصابات الارهابية.
كان القذافي قد أحب ان يلقب في جميع أنحاء القارة بأنه زعيم زعماء القبائل الافريقية احاسيس جعلت منه "ملك أفريقيا"
واحدة من أهم النقاط لفهم حول ليبيا في عام 2011 هو أن القذافي لم يعد الزعيم السياسي الرسمي للبلاد. منذ عام 2006 كان أساسا الزعيم الليبي الروحي ومجرد رمز، على الرغم من انه يستمر في تمثيل مصالح الشعب على الساحة الدولية. وكان  يتبني الاشتراكية اسميا على الاقل بمعنى أن الثروة كما يعتبر القذافي قد وزعت إلى حد ما في الجماهيرية العربية الليبية. وكان القذافي مصدر إلهام للجماهير كما يعتقد في نفسه كما يرى "المدينة الفاضلة" على الأرض. وكانت ليبيا ليست بعيدة فقط  من الديمقراطية (بالمعنى الإيجابي للكلمة لكنها كانت تعيش خارج حسابات العصر وانماط حكمه).
هذا العالم الخيالي كنت قد حلمت به حيث لا يوجد دين و لا توجد شركات تأمين، ولا بنوك (بالتأكيد ليس البنك المركزي) وحيث يتم أخذ احتياجات الجميع ورعايتهم حسنا هكذا كانت ليبيا قبل عام 2011. وجرت تسوية النزاعات بشكل كبير بين الناس دون تدخل الدولة. تم تجهيز الجيش بشكل بسيط بالاسلحة السوفيتية منذ 1980وكان بالتالي هدفا سهلا لنيران الناتو الساحقة.

منذ تفجيرات لوكربي وملهى برلين، والتي كانت مؤطرة من قبل وكالة المخابرات المركزية والأصدقاء وكان حينها القذافي منبوذا في 'المجتمع الدولي'. بعد هجمات 11/9 قال انه سعى لدفن الأحقاد مع الغرب و اعلن ان ليبيا ملتزمة بالحرب على الإرهاب  التي قادهابوش والتزم بمواجهة المتطرفين في بلاده وعقد الصفقات التي من شأنها أن ترفع الحصار المستمر منذ عقود في ليبيا، عبر رشاوى ضخمة لزعماء غربيين مثل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وباراك أوباما (عن طريق أحد أعمامه). وكان التحقيق قد فتح مع ساركوزي من قبل الشرطة لقبوله 50 مليون يورو لحملته الانتخابية الرئاسية 2007  مقدمة من القذافي.

موريارتي يصف كيف قصفت قوات حلف شمال الاطلسي المباني الأرشيفية في البلاد، في محاولة واضحة للقضاء على جميع آثار التاريخ الليبي. إذ قاموا بتفجير المنازل والشوارع ومحلات المواد الغذائية، والمدارس والمستشفيات والبنية التحتية الأساسية مثل إمدادات المياه، وحقول القمح وبساتين النخيل انها 'غزوة' حولت البلد الى ما هو عليه اليوم "دولة فاشلة" حقا مع العنف اليومي ولكن لا احد في الحكومتين المتنافستين في ليبيا لديه القدرة علي حماية الآثار الرومانية المحفوظة في كل منطقة البحر الأبيض المتوسط. أنا لا أعرف ما إذا كان قصف الناتو قد طالها ولكن بناء على ما يحدث في سوريا، انها فقط مسألة وقت قبل أن يتم تدميرها هي أيضا.

"الثوار الليبيون تحولوا اليوم الى عصابات تتاجر بالمخدرات وتنشط في عالم الجريمة.

ويقول موريارتي كيف انهم سمعوا صراخ الجنود الليبيين الذين يعذبون في احد الفنادق في طرابلس حيث تم اقتياد هم إلى الطابق العلوي للتعذيب حتى الموت. وقد تحولت المساجد إلى مراكز التعذيب من قبل المتمردين "الإسلاميين" حيث النساء تعرضن للاغتصاب  والآلاف من الناس قطعت أطرافهم .

عدد القتلى في قصف الناتو وفرق الموت الجوالة و استنادا الى ارقام جمعها  زعماء القبائل و تم تمريرها إلى موريارتي 600000 قتيل على الأقل من عدد سكان ليبيا 6 ملايين في ذلك الوقت

ويقول موريارتي ان 40000 تعرضوا للتعذيب حتى الموت.

وبناء على لقاءات مع زعماء القبائل ذكرت لجنة لتقصي الحقائق أن  100000 شخص قتلوا خلال قصف حلف شمال الاطلسي في الشهر الأول. ويزعمون ان حلف شمال الاطلسي أسقط المزيد من القنابل على ليبيا من مارس الي أكتوبر 2011  اكثرمن ما أسقط خلال الحرب العالمية الثانية.

الرقم الإجمالي لعدد "المتمردين" هو أعلى بكثير من المتوقع .

 دخل اكثر من 250000 من الإرهابيين إلى البلاد من جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه. فمن الواضح أن الإرهابيين استهدفوا بشكل خاص الأفارقة السود، موريارتي وضف ماحدث بالمذبحة فهي"إبادة جماعية اللسود". هناك على الأقل 128  من المقابر الجماعية في البلادوالمشردون حوالي مليوني شخص، وبالكاد على قيد الحياة في مخيمات اللاجئين على الحدود التونسية والمصرية.

ربع مليون من الإرهابيين ... وهذا يعطيك فكرة عن حجم هذه الحروب بالوكالة التي تقودها الولايات المتحدة.

القوى الغربية التي اخضعت ليبيا للحظر من الغذاء والماء والمستلزمات الطبية تماما مثل  مايحدث في اليمن الآن.

 توالت الاف الاطنان من الاسلحة عبر سفن الشحن في الموانئ وتفريغ عربات همفي و سيارات الدفع الرباعي وسيارات بيك آب محملة بالمدفعية الثقيلة والمرتزقة و مروحيات هجومية وصولت إلى طرابلس من حاملات الطائرات وإطلاق النار العشوائي على كل شيء 1300 شخص، معظمهم من المدنيين، قتلوا في اليوم الأول من إنشاء منظمة حلف شمال الأطلسي ما يسمى ب "منطقة الحظر الجوي".

ستة أيام بعد الهجوم فرض الغرب" انشاء المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا "،  وفتح أول بنك مركزي في ليبيا وتم 'الترحيب بعودة  ليبيا الى المجتمع الدولي "، بكل ما فيها من النقد والمعادن الثمينة، وغيرها من الأصول - في الداخل والخارج و يقول موريارتي اتفقوا أيضا على بناء قاعدة عسكرية دائمة لاسرائيل في ليبيا، وهناك وثائق تثبت ذلك.

لو كنت صحافيا في ليبيا خلال ذالك الوقت الذي كانت  فيه آمنة نسبيا لادركت  ان هذه العصابات لاتحترم الصحفيين المحايدين فهم يرتاحون لقناة الجزيرة المملوكة لقطر التي كانت مع الإرهابيين في كل مكان وتغطي الغارات الجوية وتزيف الحقيقة.

موريارتي على معرفة بما حدث في "القنصلية" خلال هجوم بنغازي يوم 11 سبتمبر، 2012. كان لديهم علم مسبق بالهجوم، ولكن لا أحد في واشنطن DC كان مهتما بما كانوا يسمعون على أرض الواقع.

وكان إعلان وزارة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت عن "مكافأة 10 ملايين دولار لمن يعطي معلومات تؤدي الى القبض على قتلة ستيفنز"

وصف موريارتي لنا بالتفصيل استنادا إلى روايات عن شهود عيان ماحدث في اقامة السفير تلك الليلة. يبدو ان ستيفنز قد لقي مصرعه قبل بدء الهجوم.

لماذا تمت التضحية بالسفير كريس ستيفنز، كانوا يشتبهون في أنه "يعرف الكثير". ستيفنز كان يشرف أو متورط على الأقل بعمق في  شحنات الأسلحة للإرهابيين من خلال إقامته في بنغازي الذي كان في الواقع منزلا آمنا لوكالة المخابرات المركزية

يقول موريارتي ان ستيفنز قد يكون حاول تسليم 20000 من قاذفات صواريخ "MANPAD" المحمولة -جوا للإرهابيين.
يقول موريارتي انهم عندما أصبحوا محاصرين داخل ليبيا لم تستطع حكومة الولايات المتحدة انقاذهم  لكن السفير الروسي توجه نحو سفينة الإنقاذ التي أرسلتها الحكومة المالطية بينماحاول الامريكيون عبثا تحديد موقع السفينة لأن الوضع كان خطيرا جدا.

 مرة أخرى في فندقهم في طرابلس كان الامريكيون محشورون من قبل بعض "المتمردين"، بعض منهم على قوائم الارهاب.

وبعد أن تعلمت في هذه المرحلة أن هؤلاء المجانين يقتلون وينهبون ويحرقون الجثث ادركت ان اعمالهم اشد واخطر من 'الفظائع التي ارتكبها نظام القذافي".
"لقد نجونا باعجوبة في نهاية المطاف لقد تم دفع 16 الف دولارإلى احد قادة المتمردين ليدفعنا إلى بر الأمان. احد عملاء من وكالة الاستخبارات الأمريكية قال في وقت لاحق نحن نحتاج إلى أن نكون ن في كتاب غينيس للأرقام القياسية لأنه لا يوجد أحد قد نجا في أي وقت مضى من تنظيم القاعدة  وبقي على قيد الحياة."

أخيرا موريارتي عاد إلى الولايات المتحدة، عبر تونس وروماواستجوب لدى وصوله من  قبل الوكالات الاستخباراتية المختلفة. أراد المسؤولون الأميركيون اخفاء قصة موريارتي بدليل أن معلوماتهم كانت تستخدم لمساعدة الإرهابيين في ليبيا بدلا من محاربتهم بعد أن قالوا صراحة "اسكت، وإلا وتبعت ذلك تهديدات بالقتل ونجيا بأعجوبة من محاولة اتهامهما بحيازة المخدرات. يتعرضن للتحرش بشكل منتظم من قبل عملاء الحكومة وهما علي القائمة السوداء  وهما يمنعان من استئناف أعمال التنظيف أو الحصول على وظيفة.

تعيش اسرة موريارتي بفضل التبرعات ومبيعات أقراص DVDحول قصة 'الهروب من تنظيم القاعدة.
الفرنسي "الفيلسوف" برنار هنري ليفيي تحدث مع اثنين من الجهاديين
ويتآمرون علي ليبيا  اضافة  الي مقابلة مع النائب الامريكي دنيس كوسينيتش حول تدخل الولايات المتحدة في ليبيا،ولقطات لم تسبق مشاهدتها من الدمار الذي أحدثه الهجوم العسكري الغربي في ليبياو القوات الخاصة الامريكية العاملة هناك، ومسيرات قوامها اثنين مليون نظمت من قبل الليبيين العاديين، في ذروة الحرب الخاطفة لحلف الناتو وذلك دعما للقذافي وحكومته ويتضمن DVD أيضا فيلم وثائقي أنتج من قبل لجنة لتقصي الحقائق على أساس تقارير موريارتي وأود أن أحذركم بأن DVD يحتوي على بعض اللقطات البشعة للغاية فبعض 'المتمردين' يضحكون كلما قطعوا رؤوس ضحاياهم ويجبرون الجنود الليبيين الذين أسروا - علي أكل أجزاء من رفاقهم القتلى)، ولكن يجب أن تجبر نفسك لمشاهدة ذلك على أي حال، مرة واحدة على الأقل، مع مراعاة: كل هذه المشاهد . ".

يجب ان نتحدث مع الناس لندحض الأكاذيب القطرية حول ماحدث في ليبيا لإقناعهم بمواجهة الأكاذيب في وسائل الإعلام الغربية حول ما كان يحدث هناك، والتي أوهم بها الليبيون من قبيل كذبة إنقاذ لنا ". انها سذاجة كبري وغباء لايعقل الغرب كان يعرف الحقيقة لكنه كان يخفيها ومايزال.
موقع سوت نت - ترجمة بوابة افريقيا الإخبارية