مخطط أردوغاني لتوريط الجيش التركي وإحراجه .. تل أبيض نموذجاً

علي مخلوف
بعد رفض رئيس هيئة أركان الجيش التركي مطلب أردوغان وحزبه بالتحضير لعملية توغل عسكري في الأراضي السورية، والاكتفاء بحشود عسكرية على الحدود فقط، دارت اشتباكات بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية من طرف، وعناصر من الجيش التركي من طرف آخر، قرب معبر تل أبيض الحدودي السوري، وقد وقع عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين، مما دفع بالجيش التركي لتعزيز مواقعه الحدوديةبدورها أرسلت هيئة الأركان التركية للجيش والقوات المسلحة دفعة جديدة من البطاريات المضادة للصواريخ والقذائف، إلى ولاية كيليش الحدودية في جنوب شرق محافظة غازي عنتاب، كجزء من أحدث الإجراءات الأمنية المتخذة على الحدود مع سورية.كيف حصل هذا التطور، وهل من رابط بينه وبين عدم موافقة الجيش التركي على عملية عسكرية في سورية؟هل من الممكن أن يكون حزب العدالة والتنمية قد أوعز لقواعد ومناصريه في صفوف الجيش التركي باختلاق تطور أمني كهذا، لإحراج رئاسة الأركان في الجيش التركي بعد رفضها سابقاً عمليةً عسكرية داخل الأراضي السورية؟ بمعنى آخر ماحدث عند معبر تل أبيض، لا يمكن أن يكون صدفةً، إذ أن الأكراد بغنى الآن عن استفزاز الجانب التركي في وقت تقاتل فيه وحدات حماية الشعب الكردية تنظيم داعش.كما أن تفصيلاً آخر يمكن أن يتكشف من خلال هذا التطور الأمني، وهو أنه بالتزامن مع وقوع تلك الاشتباكات بين الأكراد والجيش التركي،استطاع تنظيم داعش استعادة السيطرة على بلدة عين عيسى في ريف الرقة، فهل من رابط بين الحدثين؟إن سياق الأمور وما جرى حتى الآن، يوحي بأن رجب طيب أردوغان وفريقه عازمون على البدء بعملية عسكرية في سورية من خلال إحراج الجيش التركي بذريعة تعرضه لاعتداءات من قبل المقاتلين الأكراد في سوريا، كما أن وقوع اشتباكات بين الجيش التركي والأكراد سيسمح لتنظيم داعش باستعادة السيطرة على العديد من المناطق التي نجحت وحدات حماية الشعب الكردية بتحريرها، ما يعيد الأكراد إلى وضع صعب يكونون فيه بين كماشتي داعش والأتراك، فضلاً عن كون أنقرة تريد إفهام واشنطن الداعمة بقوة للأكراد، بأن هؤلاء حصان خاسر للرهان عليه، ولا مناص من الاعتماد على أنقرة.