علي شندب .برحيل الفريق الخويلدي الحميدي
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
علي شندب .برحيل الفريق الخويلدي الحميدي
ﺑﺮﺣﻴﻞ # ﺍﻟﺨﻮﻳﻠﺪﻱ- ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﻱ، ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ # ﺛﻮﺭﺓ_ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻣﻦ
ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻻﺧﺮﺓ، ﺑﺎﺳﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ
#ﻋﺒﺪ_ ﺍﻟﺴﻼﻡ _ ﺟﻠﻮﺩ ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﺧﺮﻯ ﺗﻤﺎﻣﺎ .
ﻭﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﺫ ﻧﻨﺸﺮ ﻣﺎ ﺍﻭﺭﺩﻧﺎﻩ ﻋﻦ ﺟﻠﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ
# ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ_ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻥ ﻧﻌﺮﻱ ﺧﻴﺎﻧﺘﻪ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ، ﻭﺍﻧﻤﺎ
ﻟﻨﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ، ﻣﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺨﻮﻳﻠﺪﻱ
ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﻱ.
///////////
/
ﺇﺣﺼﺪ ﻳﺎ ﻗﺬّﺍﻓﻲ ﺯﺭﻋﻚ ﺑــــ « ﺟﻠّﻮﺩ»
/
ﺇﻧّﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺇﺫﻥ؛ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻮﻥ ﻭﺍﻷﻭﻓﻴﺎﺀ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧّﻬﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻪ
ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻻ ﺑﻞ ﻣﻨﺬ ﺃﻥْ ﻛﺎﻥ
ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻳﺘﺸﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻬُﻢ ﻭﻧُﺤﻠّﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻗﻮّﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﻣﻌﻬﻤﺎ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺨﻴﺎﻧﺎﺗﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ .
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺤﺴﺐ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻛﻞ ﻫﺰﺍﺋﻤﻨﺎ ﻭﺧﺴﺎﺋﺮﻧﺎ، ﻭﺃﺗﺤﺪّﻯ ﻣﻦ
ﻳﻮﺍﺟﻬﻨﻲ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ، ﻛﻴﻒ ﺿﺎﻋﺖ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺧﺎﻧﻬﺎ؟، ﻛﻴﻒ
ﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻣﻦ ﻭﺷﻰ ﺑﻪ؟، ﻭﻣﻦ ﻭﺷﻰ ﺑﺼﺪّﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ؟، ﻛﻴﻒ
ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﺳﻤّﻤﻪ؟، ﻣﻦ ﺗﺂﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ
ﺗﺒﺪﺃ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﻲ؟، ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻟﻢ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ
ﻣﻌﻤّﺮ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ، ﻫﻞ ﻷﻧّﻪ ﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ، ﺃﻡْ ﻷﻧّﻪ ﺃﺭﺍﺩ
ﻟﺼﻘﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﻦ ﻃﻌﻨﻮﻩ ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻴﻜﻤﻠﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻃﻌﻨﻬﻢ
ﻟﻤﺆﺧﺮﺗﻪ .
ﺇﻧّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺧّﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﻥْ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﺪِّﻣﺎﺗﻨﺎ ﻭﺗﻘﺪﻳﻤﺎﺗﻨﺎ
ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗُﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻬﺎ ﺧﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻟﻲّ
ﺍﻷﻣﺮ. ﻓﻠﻨﻨﺤﻦِ ﺇﺫﻥ ﺇﺟﻼﻻً ﻭﺇﻛﺒﺎﺭﺍً ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ
ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﺧِّﺮﺍﺕ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻟّﺎ ﺃﻭﻻﺩ ﺷﺮﻋﻴﻮﻥ
ﻟﻤﻘﺪّﻣﺎﺕ؛ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺷﻚّ ﺳﺘﻀﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ،
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﺘﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻘﺪﺓ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺧّﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺞ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥْ
ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻴﻀﻴﻔﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻻﺗﻬﻢ ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻻً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﺇﺳﻤﻪ
ﺑﺮﺗﻮﻛﻮﻝ « ﺍﻟﺨﻮﺯﻗﺔ» .
ﻳﻮﻡ ﺍﻧﺘﺼﺐ ﺭﻓﻴﻖ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻠّﺎﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺧﻠﻒ
ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ، ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﻳﻘﻴﻦٌ ﻳﻔﻴﺪ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ
ﺃﺿﺤﺖ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً،
ﻓﻈﻬﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛّﺮ، ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ، ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ
ﺑﺪﺕ ﻟﻲ ﻣﻔﺼﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻘﻮﻁ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﻦ، ﺟﺎﺀ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺳﺮ
ﺃﻭ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺼﻔّﺎﺭﺍﺕ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﺗﻨﺬﺭ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺁﺕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، «ﺃﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ
ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ» ؟ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠﻮﺩ .!
ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﻐﺰﻭﻧﻲ ﺇﺣﺴﺎﺱٌ ﻳﺸﻲ ﺑﺄﻥّ ﺑﻘﺎﺀ ﺟﻠّﻮﺩ ﻓﻲ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ،
ﺑﺴﻜﻮﺗﻪ ﻭﺻﻤﺘﻪ، ﺣﺘﻰ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺩ ﺑﺎﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ
« ﺑﺸﻴﺮ ﻫﻮﺍﺩﻱ » ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً ﻟﻠﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻭﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻨﺬ
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﺍﻝ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺳﺎﻃﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﺗﺪﻙ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺣﺘﻰ
ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺑﺰﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺍﺿﻌﺎً ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻗﺎﺋﺪﻩ
ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ، ﻫﻮ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣّﻦ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻟﻤﻘﻮّﻣﺎﺕ ﻭﻣﺮﺗﻜﺰﺍﺕ
ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺻﻤﻮﺩ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﻋﺰﻳﺰﻳﺘﻪ . ﻓﻌﺒﺪ ﺍﻟﺴﻠّﺎﻡ ﻫﺬﺍ
ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﺘﺤﺮﻛﻪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻢ ﻇﻬﺮ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺍﻟﻤُﺼﺎﺏ
ﺑﺨﻨﺎﺟﺮ ﻟﻮ ﺃﺩﺭﻛﻬﺎ « ﻳﻮﻟﻴﻮﺱ ﻗﻴﺼﺮ» ، ﻟﻌﺪﻝ ﺭﺑّﻤﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ
ﻟﻴﻘﻮﻝ: « ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ» .
ﻟﻜﻦّ « ﻣﻌﻤّﺮ » ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩ «ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ» ﺃﻥْ ﻳﻨﺎﺩﻳﻪ، ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ
ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻮﻟﻴﻮﺱ ﻗﻴﺼﺮ ﺫﺍﺕ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ، ﺑﻞ ﺣﺒﺲ ﺩﻣﻌﺘﻪ ﻭﺗﻌﺎﻃﻰ ﻣﻊ
ﻓِﻌﻠﺔ ﺻﺪﻳﻖ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﺭﻓﻴﻖ ﺩﺭﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺎﻃﻰ ﻣﻊ ﻓَﻌَﻼﺕ «ﺍﻟﺸﻠﻘﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ» ، ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺟﺰﻡ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺃﺩﻣﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻌﻤّﺮ ﺃﺳﻴﺮﺍً ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻳﺘﻼﻃﻤﻮﻧﻪ ﻳﻤﻨﺔ
ﻭﻳﺴﺮﻯ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ. ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﻋﺘﺮﻑ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺃﻧّﻪ ﺇﺭﺗﻜﺐ ﻓِﻌﻠﺔ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﻭﻟﻲّ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻭﺛﻮﺭﺓ ﻣﻌﻤّﺮ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﺍﻟﺨﻮﻳﻠﺪﻱ ﻭﺍﻟﺨﺮّﻭﺑﻲ
ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻗﺪﻱ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﻃﻐﻴﺎﻥ
ﻭﻣﺬﻟّﺔ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺳﻴﺔ، ﻓﻲ ﻋﺰّ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ.
ﻭﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﺟﻠّﻮﺩ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺗﻬﺮّﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﻘﻴﺔ ﺇﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻧﻘﻼﺑﻪ ﺍﻟﻔﺎﺷﻞ ﻷﻧّﻪ ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺟﻠّﻮﺩ
« ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻘﻪ» ﻭﺑﺄﻧّﻪ « ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﻒ ﺑﺒﺎﻗﻲ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺜﻘﻔﺎً ﻭﺛﻮﺭﻳﺎً» .
ﻭﻛﺄﻧّﻤﺎ ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻳﻮﻡ ﻧﻈّﻢ ﻣﻊ « ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ» ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺭﺑﺎﻋﻴﺔ
ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺗﺒﺮﻳﺮﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺣﻠﻘﺎﺗﻪ، ﺳﻤّﻬﺎ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ، ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺢ ﻋﻤﺮ
ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻋﺬﺭﺍً، ﻓﻘﻂ، ﻟﻴُﺴﻘﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺳﻮﺓ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﻚ
ﺑﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﻮﻡ ﻗﻀﻰ ﻣﻌﻤّﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﺑﺎﺭﻙ ﺟﻠّﻮﺩ
ﻟــــ « ﻣﻌﻤّﺮ» ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺑﻮﻗﻮﻓﻪ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻗﻔﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮﺓ
ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺗﺒﻮّﺃ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺳﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ . ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺑﺤﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻣﻊ « ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ» ﻋﻦ ﺻﻚ
ﺑﺮﺍﺀﺓ؟ .
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻫﻮ ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﻧّﻪ ﻋﻤﻴﻞ
ﻟﺤﻠﻒ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭﺍً ﺑــــ « ﻧﺎﺗﻮ» ، ﻭﻟﺴﺎﻧﻪ
ﻗﺒﻞ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻳﻨﻄﻖ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺯﻟّﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻡ ﻗﺼﺪﺍً .
ﻓﻔﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺳﺮﺩ ﻭﻋﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﻘﺼﺔ ﻓﺮﺍﺭﻩ ﺃﻭ ﻫﺮﻭﺑﻪ
ﺃﻭ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﺃﻭ ﺗﺴﻠّﻠﻪ ﺃﻭ ﺧﺮﻭﺟﻪ، ﺳﻤّﻬﺎ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ، ﻳﻘﻮﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺟﻠّﻮﺩ ﺣﺮﻓﻴﺎً ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﻧﺼﻪ :
«ﺭﻓﻀﺖ (ﺃﻱ ﺭﻓﺾ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ) ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺑﺤﺮﺍً ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻟــــ « ﻧﺎﺗﻮ» ﻷﻧﻨﻲ ﺧﻔﺖ ﺇﺫﺍ ﻓﺸﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺧﺮﺍﺟﻲ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺃﻥْ
ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻴﻨﻲ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﻳﺒﻴّﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﻤﻴﻞ ﻟﻠــــ
« ﻧﺎﺗﻮ» .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤُﻠﻔﺖ ﻟــــ «ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ» ﻳﺴﺘﺄﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣّﻞ، ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥّ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺗﻨﺒﻊ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺮﺍﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﺠّﺖ ﻭﺗﻀﺞ ﺑﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻭﺧﺒﺎﻳﺎ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ، ﻟﻜﻨّﻪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﻮ ﻳﺪﺭﻱ.
ﺃﻭﻻً : ﻳﺒﺪﻭ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ
ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﺃﻭ ﺍﻹﺧﺮﺍﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤّﻴﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ
ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺧﺎﻑ
ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻃﻴﻠﺔ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻳﺸﺤﺬ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺳﻴﻒ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻼﺫﻋﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺨﻒ ﺃﻳﻀﺎً
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ « ﻣﻌﻤّﺮ» ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺑﺄﻧّﻪ ﺃﻱ ﻣﻌﻤّﺮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥْ ﻳﺸﺎﻫﺪ
ﺭﺟﺎﻝ ﺃﻣﻨﻪ ﻳﻬﻴﻨﻮﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻗﺒﻞ ﻗﺘﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺗﺤﺮﻳﻀﺎﺕ
ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ . ﻭﻛﺄﻧّﻤﺎ ﺟﻠّﻮﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﻂ ـــــ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺃﺳﻴﺮ ﻗﺼﺔ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻟﻤﻌﻤّﺮ
ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ . ﻓﻔﻲ ﺫﻫﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﺍﺳﺘُﺤﻀﺮ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻣﺮﺓ
ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ، ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻤﺎ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻭﻓﻖ ﻧﻤﻄﻴﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ
ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻖ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﻧﻄﻼﻗﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﺟﻠّﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻟﻤﺪﻟّﻞ ﻟﻠﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ .
ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﻳﺒﺪﻭ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻣﺪﺭﻙ ﺃﻧّﻪ ﻳﺮﺗﻜﺐ
ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﻖ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻭﺗﺮﺻّﺪ، ﻓﻬﻮ ﻳﺨﺎﻑ ﺃﻥْ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻓﻴﻤﺎ
ﻟﻮ ﻓﺸﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻫﺮﻭﺑﻪ ﻭﻳﻔﻀﺢ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻛﻌﻤﻴﻞ ﻟﻠﻌﺪﻭ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ
ﻣﺒﻴّﻨﺎً ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﺃﻥّ ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ « ﻳﺒﻴّﻦ» ، ﻹﺩﺭﺍﻛﻪ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻱ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺃﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺃﻧّﻪ ﻗﺒﻞ ﻣُﺨﺘﺎﺭﺍً ﻭﺿﻊ
ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺨﺪﻣﺔ ﻭﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ . ﻭﻫﻮ ﻻ ﺗﻬﻤّﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ، ﻟﻜﻦ ﻳﻬﻤّﻪ
ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻟﻴﻠﺘﺤﻖ ﻣﻊ ﺷﻌﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻟﻴﻜﺘﻤﻞ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻮﺍﺕ ﺑﺮﻳّﺔ ﻟﻠﻨﺎﺗﻮ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﻠﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ . ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﺃﻥّ « ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ» ﺃﺗﻘﻦ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ
ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ﻭﻧﺠﺎﺡ ﺑﺎﻫﺮ، ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻑ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻔﻲ
ﺭﺃﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻓﺈﻥّ ﻛﻞ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻭﻥ ﺃﻥْ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺣﺠﺎﺭﺍً، ﻳﺤﺮﻛﻬﺎ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ
ﻣﺘﻰ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻛﻴﻔﻤﺎ ﻳﺸﺎﺀ، ﻓﻬﻮ ﻳﺄﻣﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺳﻮﻯ
ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ، ﻓﻬﻮ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺜﻦ ﻣﻮﺳﺎ ﻛﻮﺳﺎ ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﻭﺯﻧﻪ
ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ، ﻧﺠﺪﻩ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺜﻦ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﺑﻦ
ﺟﻨﻮﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺷﻠﻘﻢ ﺭﻏﻢ ﺃﻧّﻪ ﻧﻔّﺬ ﻣﻌﻪ ﻓﻌﻠﺔ ﻏﺰﻝ ﻻﻓﺘﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﺟﻠّﻮﺩ ﺑﺄﻥّ ﺷﻠﻘﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﻤّﺎً ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻭﻳﻠﻌﺐ
ﺩﻭﺭﺍً، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﺘﺔ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺑﺈﺗﺠﺎﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺷﻠﻘﻢ؟ .
ﻭﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﺘﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻥّ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ
ﺑﺨﺮﻭﺟﻪ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻭﺣﺪﻩ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺣﺪﺍً ﻏﻴﺮﻩ.
ﻭﻗﺪ ﺗﺠﻠّﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻝ ﺟﻠّﻮﺩ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﺄﻥّ ﻛﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺸﻘﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ
ﻟﻴﺲ ﻹﻧﺸﻘﺎﻗﻬﻢ ﺃﻱ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮّﺓ ﻣﻌﻤّﺮ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ، ﻣﺮﻳﺪﺍً
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﺃﻧّﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﻲّ ﺫﺭﺍﻉ
ﻣﻌﻤّﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻧﺸﻖّ ﻭﻫﺮﺏ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺸﻖّ ﻭﺻﺪﻕ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ،
ﻓﺎﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺼﻠﺖ ﺑﻴﻦ ﺻﺮﺍﺥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ
ﻭﺑﻴﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻴﻠﺔ .
ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥّ ﻓﻌﻠﺔ ﺟﻠّﻮﺩ ﺟﺎﺀﺕ ﻛﺨﻄﻮﺓ ﺃﻭﻟﻰ
ﻟﻄﻤﻮﺡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﺮﻧﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻘﺼﺪ ﺟﻠّﻮﺩ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻪ
ﺃﻥْ ﻳُﻨﻬﻴﻪ ﻣﻌﻤّﺮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺒﻜﻬﺎ ﺟﻠّﻮﺩ
ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺗﺴﺠﻴﻼﺕ ﻫﺎﺗﻒ «ﺍﻟﺜﺮﻳﺎ» ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺟﻠّﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ؟ .
ﺃﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥّ ﻭﺿﻊ ﺟﻠّﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﺇﻧّﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ
ﺗﻔﺎﻫﻢ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﻭﻣﺪﺑّﺮﻱ ﻣﺨﺎﺭﺝ
ﺧﻮﺍﺭﺝ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﻳﺘﺒﻮﺃ ﺍﻟﻤﺘﺒﻮﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﻣﺮﻣﻮﻗﺎً ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﺿﺮﺑﺔ ﺃُﺭﻳﺪﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺿﻴﺔ
ﻟﻠﻘﺬّﺍﻓﻲ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ؟.
ﻭﻟﻮ ﺃﻥّ ﺟﻠّﻮﺩ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺎﺻﺪﺍً ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻢ ﻳُﺒﺮﻡ ﺗﻔﺎﻫﻤﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻣﺼﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﺟﻠّﻮﺩ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺟﻠّﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ،
ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥّ ﺇﻓﺸﺎﻝ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻟﻤﺨﻄّﻂ ﻫﺮﻭﺑﻪ
ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻔّﺮ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ « ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻲ» ﺑﺘﺒﻴﺎﻥ ﻋﻤﺎﻟﺘﻪ ﻣﻊ
ﻣﻔﻌﻮﻝ ﺭﺟﻌﻲ؟ .
ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺟﻠّﻮﺩ ﺧﺎﺋﻔﺎً ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ «ﺑﺒﻖ
ﺑﺤﺼﺘﻪ» ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥّ ﺟﻠّﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻳﻜﺎً ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻓﻲ
ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﺍﻟــــ 75 ﻟﻜﻨّﻲ ﺃﻫﻤﻠﺖ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺇﻛﺮﺍﻣﺎً ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﺣﺔ ﻭﺇﻣﻌﺎﻧﺎً
ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﻟﺤﻠﻔﻬﻢ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ، ﻓﺮﺷﻮﺕ ﺟﻠّﻮﺩ ﺑﺄﻥْ ﻣﻨﺤﺘﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ، ﻛﻲ
ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﺷﻌﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﺑﺄﻧّﻪ ﻣﻐﺒﻮﻥ ﻭﺛﻮﺭﻱ ﻭﻣﺜﻘﻒ
ﻓﻴﺴﺘﺄﻫﻞ ﺃﻛﺜﺮ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻮﻥ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻓﻲ
ﻋﻮﻥ ﺟﻠّﻮﺩ؟ .
ﻭﻫﻞ ﺇﻥّ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻘﺮﺣﻲ
ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻣﻨﺤﻪ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻹﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻮ ﺫﻛﺎﺀ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﻛﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﺬّﺍﻓﻲ، ﻓﺠﺎﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺟﻠّﻮﺩ ﻳﻮﻣﻬﺎ، ﻟﻴﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺳﻲ ﺑﻤﻔﻌﻮﻝ ﺭﺟﻌﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻮﻝ
ﺃﻥّ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺳﻲ ﻫﻮ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺃﺩﺍﺓ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻣﻌﻤّﺮ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ؟ ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻔِﻌﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻌﻠﻬﺎ
ﺟﻠّﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .
ﻭﺿﻤﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﺸﺪّﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺟﻠّﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﻧﻴﻞ ﻣﻌﻤّﺮ
ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻣﻨﻬﺎ، ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻟﻴﺲ ﻷﻧّﻨﺎ ﺣﻠﻠﻨﺎ ﻣﺤﻞّ « ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ» ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻷﻥّ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻟﻢ
ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﻠّﻮﺩ ﺇﻛﻤﺎﻟﻬﺎ:
ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻣﺴﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥّ ﻫﻤّﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﻫﻮ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ
ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺻﻔﻮﺓ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ:
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺟﻠّﻮﺩ ﺑﺎﻟﺤَﺮَﺩ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻘُﻢ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﻘﻠﺐ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﻭﺿﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﺼﺮّﻑ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺑﺪﻝ ﺃﻥْ
ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺑﺘﺼﺮّﻑ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ؟ .
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺰﻋﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﻤّﺮ ﻭﺑﻄﺮﺡ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻹﻧﻘﺎﺫ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﺮﻣﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻠّﺔ
ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ؟ .
ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻤّﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻳﺮﻣﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠّﺔ، ﻫﻞ ﻷﻧّﻬﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﺭّ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺃﻡ ﻷﻥّ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ
ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ؟ .
ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥّ ﺟﻠّﻮﺩ ﻻ ﻳﻬﻤّﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻓﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﻔﻀﻠﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤّﻴﻪ ﻭﻛﻤﺎ
ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧّﻪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ
ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮّﺍﺕ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﻄﺒّﺐ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺃُﺻﻴﺐ ﺑﻬﺎ :
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺣﻴﺚ ﻋُﻮﻟﺞ ﻭﻳﻘﻮﺩ ﺗﻤﺮّﺩﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ؟ ﻫﻞ ﻷﻥّ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺗﻄﺒّﺐ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺃﺳﻴﺮﺓ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ
ﻓﺘﻔﻀﻞ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺟﻠّﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﺮﻳﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﺪﻭﻟﺔ ﺻﺪﻳﻘﺔ، ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻞ
ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻣﻨﻬﺎ، ﺃﻡ ﻷﻥّ ﺟﻠّﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻗﺪ
ﻳﻄﺎﻟﻪ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎً؟ .
ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻠّﻮﺩ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺃﻧّﻪ ﺍﻟﻤﺤﻤﻲ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧّﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﻤّﺮ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻓﻜﺎﻥ ﺷﺮﻳﻜﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ :
ﻫﻞ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻮﺳﻰ
ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺗﺤﺘﻤﻞ
ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻭﺍﻟﻠﺒﺲ ﻭﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ، ﻭﻛﺄﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﻨﻬﺎ، ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻣﻮﻇﻔﺎً ﺩﺭﺟﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﺼﺮﻩ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ؟.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ
ﺃﻧّﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺸﻮﺍﺭﻩ ﻣﻊ ﻣﻌﻤّﺮ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻛﺎﻥ ﺻﻔﺮﺍً، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺤﻖّ
ﻟﻪ ﻋﺸﻴﺔ ﺳﻘﻮﻁ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺃﻥْ ﻳﺸﻌﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ
ﻓﻴﻨﻔِّﺬ ﻓِﻌﻠﺘﻪ؟.
ﻭﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺷﺎﻓﻴﺔ، ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥّ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻭﻣﻨﺬ ﺗﻮﻇﻴﻔﻪ ﻓﻲ ﻓﺮﻉ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﺳﻘﺎﻁ
ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻏﺎﺋﺐ ﻏﻴﺎﺑﺎً ﻛﻠﻴﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ
ﻟﺼﻮﺗﻪ ﺃﻱ ﻧﺒﺮﺓ ﺃﻭ ﺻﺪﻯ ﺑﻞ ﺃﻱ ﻧﻄﻖ .
ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘُﺠﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ : ﻫﻞ ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻫﻮ ﺳﻴﺴﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺃﻡ ﺃﻭﻏﻠﻮ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﺃﻡ ﺃﻧّﻪ ﻟﻴﺲ
ﺇﻟّﺎ ﻧﺴﺨﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻘﺮّﺭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻧﻘﻼﺑﻪ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺇﻟّﺎ ﻟﻐﻴﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺣﻈﻮﺓ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ
ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ « ﻣﻌﻤّﺮ» ﺩﻓﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻋﻘﺎﺏ ﻣﻌﻤّﺮ
ﻟﻠﻤﺤﻴﺸﻲ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻫﺪّﺩ ﻣﻌﻤّﺮ ﺑﺈﻧﺰﺍﻟﻪ ﺑﻌﺒﺪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻟﻜﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﻣﻌﻤّﺮ ﺑﺤﻖّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﺳﺘﻤﺮّﺕ ﺇﻟﻰ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﺮﺍﺭ ﺟﻠّﻮﺩ ﻭَﺷَﺖْ ﺑﺄﻥّ ﻣﻌﻤّﺮ ﺑﻘﻲ
ﻣﺨﻠﺼﺎً ﻟﺼﺪﻳﻖ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮّﺭ ﺃﻥْ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﻴﺸﻴﺎً ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﺰﻭﻡ . ﻓﻜﻢ
ﻣﻦ « ﻭﻳﻜﻴﻠﻴﻜﺲ» ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ؟
ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻻﺧﺮﺓ، ﺑﺎﺳﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ
#ﻋﺒﺪ_ ﺍﻟﺴﻼﻡ _ ﺟﻠﻮﺩ ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﺧﺮﻯ ﺗﻤﺎﻣﺎ .
ﻭﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﺫ ﻧﻨﺸﺮ ﻣﺎ ﺍﻭﺭﺩﻧﺎﻩ ﻋﻦ ﺟﻠﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ
# ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ_ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻥ ﻧﻌﺮﻱ ﺧﻴﺎﻧﺘﻪ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻓﺔ، ﻭﺍﻧﻤﺎ
ﻟﻨﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ، ﻣﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺨﻮﻳﻠﺪﻱ
ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﻱ.
///////////
/
ﺇﺣﺼﺪ ﻳﺎ ﻗﺬّﺍﻓﻲ ﺯﺭﻋﻚ ﺑــــ « ﺟﻠّﻮﺩ»
/
ﺇﻧّﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺇﺫﻥ؛ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻮﻥ ﻭﺍﻷﻭﻓﻴﺎﺀ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧّﻬﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻪ
ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻻ ﺑﻞ ﻣﻨﺬ ﺃﻥْ ﻛﺎﻥ
ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻳﺘﺸﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻬُﻢ ﻭﻧُﺤﻠّﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻗﻮّﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﻣﻌﻬﻤﺎ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺨﻴﺎﻧﺎﺗﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ .
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺤﺴﺐ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻛﻞ ﻫﺰﺍﺋﻤﻨﺎ ﻭﺧﺴﺎﺋﺮﻧﺎ، ﻭﺃﺗﺤﺪّﻯ ﻣﻦ
ﻳﻮﺍﺟﻬﻨﻲ ﺑﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ، ﻛﻴﻒ ﺿﺎﻋﺖ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺧﺎﻧﻬﺎ؟، ﻛﻴﻒ
ﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻣﻦ ﻭﺷﻰ ﺑﻪ؟، ﻭﻣﻦ ﻭﺷﻰ ﺑﺼﺪّﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ؟، ﻛﻴﻒ
ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﺳﻤّﻤﻪ؟، ﻣﻦ ﺗﺂﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ
ﺗﺒﺪﺃ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﻲ؟، ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻟﻢ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ
ﻣﻌﻤّﺮ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ، ﻫﻞ ﻷﻧّﻪ ﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ، ﺃﻡْ ﻷﻧّﻪ ﺃﺭﺍﺩ
ﻟﺼﻘﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﻦ ﻃﻌﻨﻮﻩ ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻴﻜﻤﻠﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻃﻌﻨﻬﻢ
ﻟﻤﺆﺧﺮﺗﻪ .
ﺇﻧّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺧّﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﻥْ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﺪِّﻣﺎﺗﻨﺎ ﻭﺗﻘﺪﻳﻤﺎﺗﻨﺎ
ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗُﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻬﺎ ﺧﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻟﻲّ
ﺍﻷﻣﺮ. ﻓﻠﻨﻨﺤﻦِ ﺇﺫﻥ ﺇﺟﻼﻻً ﻭﺇﻛﺒﺎﺭﺍً ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ
ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﺧِّﺮﺍﺕ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻟّﺎ ﺃﻭﻻﺩ ﺷﺮﻋﻴﻮﻥ
ﻟﻤﻘﺪّﻣﺎﺕ؛ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺪّﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺷﻚّ ﺳﺘﻀﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ،
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﺘﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻘﺪﺓ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺧّﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺞ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥْ
ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻟﻴﻀﻴﻔﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻻﺗﻬﻢ ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻻً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﺇﺳﻤﻪ
ﺑﺮﺗﻮﻛﻮﻝ « ﺍﻟﺨﻮﺯﻗﺔ» .
ﻳﻮﻡ ﺍﻧﺘﺼﺐ ﺭﻓﻴﻖ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻠّﺎﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺧﻠﻒ
ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ، ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﻳﻘﻴﻦٌ ﻳﻔﻴﺪ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ
ﺃﺿﺤﺖ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً،
ﻓﻈﻬﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛّﺮ، ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ، ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ
ﺑﺪﺕ ﻟﻲ ﻣﻔﺼﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻘﻮﻁ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﻦ، ﺟﺎﺀ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺳﺮ
ﺃﻭ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺼﻔّﺎﺭﺍﺕ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﺗﻨﺬﺭ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺁﺕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، «ﺃﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ
ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ» ؟ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠﻮﺩ .!
ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﻐﺰﻭﻧﻲ ﺇﺣﺴﺎﺱٌ ﻳﺸﻲ ﺑﺄﻥّ ﺑﻘﺎﺀ ﺟﻠّﻮﺩ ﻓﻲ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ،
ﺑﺴﻜﻮﺗﻪ ﻭﺻﻤﺘﻪ، ﺣﺘﻰ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺩ ﺑﺎﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ
« ﺑﺸﻴﺮ ﻫﻮﺍﺩﻱ » ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً ﻟﻠﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻭﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﻨﺬ
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﺍﻝ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺳﺎﻃﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﺗﺪﻙ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺣﺘﻰ
ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺑﺰﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺍﺿﻌﺎً ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻗﺎﺋﺪﻩ
ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ، ﻫﻮ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻣّﻦ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻟﻤﻘﻮّﻣﺎﺕ ﻭﻣﺮﺗﻜﺰﺍﺕ
ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺻﻤﻮﺩ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﻋﺰﻳﺰﻳﺘﻪ . ﻓﻌﺒﺪ ﺍﻟﺴﻠّﺎﻡ ﻫﺬﺍ
ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﺘﺤﺮﻛﻪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻢ ﻇﻬﺮ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺍﻟﻤُﺼﺎﺏ
ﺑﺨﻨﺎﺟﺮ ﻟﻮ ﺃﺩﺭﻛﻬﺎ « ﻳﻮﻟﻴﻮﺱ ﻗﻴﺼﺮ» ، ﻟﻌﺪﻝ ﺭﺑّﻤﺎ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ
ﻟﻴﻘﻮﻝ: « ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ» .
ﻟﻜﻦّ « ﻣﻌﻤّﺮ » ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩ «ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ» ﺃﻥْ ﻳﻨﺎﺩﻳﻪ، ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ
ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻮﻟﻴﻮﺱ ﻗﻴﺼﺮ ﺫﺍﺕ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ، ﺑﻞ ﺣﺒﺲ ﺩﻣﻌﺘﻪ ﻭﺗﻌﺎﻃﻰ ﻣﻊ
ﻓِﻌﻠﺔ ﺻﺪﻳﻖ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﺭﻓﻴﻖ ﺩﺭﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺎﻃﻰ ﻣﻊ ﻓَﻌَﻼﺕ «ﺍﻟﺸﻠﻘﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ» ، ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺟﺰﻡ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺃﺩﻣﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺷﺎﻫﺪ ﻣﻌﻤّﺮ ﺃﺳﻴﺮﺍً ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻳﺘﻼﻃﻤﻮﻧﻪ ﻳﻤﻨﺔ
ﻭﻳﺴﺮﻯ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ. ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﻋﺘﺮﻑ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺃﻧّﻪ ﺇﺭﺗﻜﺐ ﻓِﻌﻠﺔ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﻭﻟﻲّ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻭﺛﻮﺭﺓ ﻣﻌﻤّﺮ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﺍﻟﺨﻮﻳﻠﺪﻱ ﻭﺍﻟﺨﺮّﻭﺑﻲ
ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻗﺪﻱ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﻃﻐﻴﺎﻥ
ﻭﻣﺬﻟّﺔ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺳﻴﺔ، ﻓﻲ ﻋﺰّ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ.
ﻭﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﺟﻠّﻮﺩ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺗﻬﺮّﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﻘﻴﺔ ﺇﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻧﻘﻼﺑﻪ ﺍﻟﻔﺎﺷﻞ ﻷﻧّﻪ ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺟﻠّﻮﺩ
« ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻘﻪ» ﻭﺑﺄﻧّﻪ « ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﻒ ﺑﺒﺎﻗﻲ
ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺜﻘﻔﺎً ﻭﺛﻮﺭﻳﺎً» .
ﻭﻛﺄﻧّﻤﺎ ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻳﻮﻡ ﻧﻈّﻢ ﻣﻊ « ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ» ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺭﺑﺎﻋﻴﺔ
ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺗﺒﺮﻳﺮﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺣﻠﻘﺎﺗﻪ، ﺳﻤّﻬﺎ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ، ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺢ ﻋﻤﺮ
ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻋﺬﺭﺍً، ﻓﻘﻂ، ﻟﻴُﺴﻘﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺳﻮﺓ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﻚ
ﺑﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﻮﻡ ﻗﻀﻰ ﻣﻌﻤّﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﺑﺎﺭﻙ ﺟﻠّﻮﺩ
ﻟــــ « ﻣﻌﻤّﺮ» ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺑﻮﻗﻮﻓﻪ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻗﻔﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮﺓ
ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺗﺒﻮّﺃ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺳﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ . ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺑﺤﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻣﻊ « ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ» ﻋﻦ ﺻﻚ
ﺑﺮﺍﺀﺓ؟ .
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻫﻮ ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﻧّﻪ ﻋﻤﻴﻞ
ﻟﺤﻠﻒ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺍﺧﺘﺼﺎﺭﺍً ﺑــــ « ﻧﺎﺗﻮ» ، ﻭﻟﺴﺎﻧﻪ
ﻗﺒﻞ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻳﻨﻄﻖ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺯﻟّﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻡ ﻗﺼﺪﺍً .
ﻓﻔﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺳﺮﺩ ﻭﻋﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﻘﺼﺔ ﻓﺮﺍﺭﻩ ﺃﻭ ﻫﺮﻭﺑﻪ
ﺃﻭ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﺃﻭ ﺗﺴﻠّﻠﻪ ﺃﻭ ﺧﺮﻭﺟﻪ، ﺳﻤّﻬﺎ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ، ﻳﻘﻮﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺟﻠّﻮﺩ ﺣﺮﻓﻴﺎً ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﻧﺼﻪ :
«ﺭﻓﻀﺖ (ﺃﻱ ﺭﻓﺾ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ) ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺑﺤﺮﺍً ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻟــــ « ﻧﺎﺗﻮ» ﻷﻧﻨﻲ ﺧﻔﺖ ﺇﺫﺍ ﻓﺸﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺧﺮﺍﺟﻲ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺃﻥْ
ﻳﻘﺘﻠﻨﻲ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻴﻨﻲ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﻳﺒﻴّﻦ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﻤﻴﻞ ﻟﻠــــ
« ﻧﺎﺗﻮ» .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤُﻠﻔﺖ ﻟــــ «ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ» ﻳﺴﺘﺄﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣّﻞ، ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻥّ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺗﻨﺒﻊ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺮﺍﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﺠّﺖ ﻭﺗﻀﺞ ﺑﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻭﺧﺒﺎﻳﺎ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ، ﻟﻜﻨّﻪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﻮ ﻳﺪﺭﻱ.
ﺃﻭﻻً : ﻳﺒﺪﻭ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ
ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﺃﻭ ﺍﻹﺧﺮﺍﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤّﻴﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ
ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺧﺎﻑ
ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻃﻴﻠﺔ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻳﺸﺤﺬ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺳﻴﻒ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻼﺫﻋﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺨﻒ ﺃﻳﻀﺎً
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ « ﻣﻌﻤّﺮ» ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺑﺄﻧّﻪ ﺃﻱ ﻣﻌﻤّﺮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥْ ﻳﺸﺎﻫﺪ
ﺭﺟﺎﻝ ﺃﻣﻨﻪ ﻳﻬﻴﻨﻮﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻗﺒﻞ ﻗﺘﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺗﺤﺮﻳﻀﺎﺕ
ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ . ﻭﻛﺄﻧّﻤﺎ ﺟﻠّﻮﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﻂ ـــــ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺃﺳﻴﺮ ﻗﺼﺔ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻟﻤﻌﻤّﺮ
ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ . ﻓﻔﻲ ﺫﻫﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﺍﺳﺘُﺤﻀﺮ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻣﺮﺓ
ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ، ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻤﺎ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻭﻓﻖ ﻧﻤﻄﻴﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ
ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻖ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻹﻧﻄﻼﻗﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﺟﻠّﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺍﻟﻤﺪﻟّﻞ ﻟﻠﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ .
ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﻳﺒﺪﻭ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻣﺪﺭﻙ ﺃﻧّﻪ ﻳﺮﺗﻜﺐ
ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﻖ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻭﺗﺮﺻّﺪ، ﻓﻬﻮ ﻳﺨﺎﻑ ﺃﻥْ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻓﻴﻤﺎ
ﻟﻮ ﻓﺸﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻫﺮﻭﺑﻪ ﻭﻳﻔﻀﺢ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻛﻌﻤﻴﻞ ﻟﻠﻌﺪﻭ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ
ﻣﺒﻴّﻨﺎً ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﺃﻥّ ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ « ﻳﺒﻴّﻦ» ، ﻹﺩﺭﺍﻛﻪ ﺍﻟﻤﺴﺒﻖ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻱ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺃﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺃﻧّﻪ ﻗﺒﻞ ﻣُﺨﺘﺎﺭﺍً ﻭﺿﻊ
ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺨﺪﻣﺔ ﻭﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ . ﻭﻫﻮ ﻻ ﺗﻬﻤّﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ، ﻟﻜﻦ ﻳﻬﻤّﻪ
ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻟﻴﻠﺘﺤﻖ ﻣﻊ ﺷﻌﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻟﻴﻜﺘﻤﻞ
ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻮﺍﺕ ﺑﺮﻳّﺔ ﻟﻠﻨﺎﺗﻮ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﻠﻴﺒﻴﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ . ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﺃﻥّ « ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ» ﺃﺗﻘﻦ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ
ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ﻭﻧﺠﺎﺡ ﺑﺎﻫﺮ، ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻑ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻔﻲ
ﺭﺃﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻓﺈﻥّ ﻛﻞ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻭﻥ ﺃﻥْ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺣﺠﺎﺭﺍً، ﻳﺤﺮﻛﻬﺎ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ
ﻣﺘﻰ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻛﻴﻔﻤﺎ ﻳﺸﺎﺀ، ﻓﻬﻮ ﻳﺄﻣﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺳﻮﻯ
ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ، ﻓﻬﻮ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺜﻦ ﻣﻮﺳﺎ ﻛﻮﺳﺎ ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﻭﺯﻧﻪ
ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ، ﻧﺠﺪﻩ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺜﻦ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﺑﻦ
ﺟﻨﻮﺑﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺷﻠﻘﻢ ﺭﻏﻢ ﺃﻧّﻪ ﻧﻔّﺬ ﻣﻌﻪ ﻓﻌﻠﺔ ﻏﺰﻝ ﻻﻓﺘﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﺟﻠّﻮﺩ ﺑﺄﻥّ ﺷﻠﻘﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﻤّﺎً ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻭﻳﻠﻌﺐ
ﺩﻭﺭﺍً، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﺘﺔ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺑﺈﺗﺠﺎﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﺷﻠﻘﻢ؟ .
ﻭﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﺘﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻥّ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ
ﺑﺨﺮﻭﺟﻪ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻭﺣﺪﻩ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺣﺪﺍً ﻏﻴﺮﻩ.
ﻭﻗﺪ ﺗﺠﻠّﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻝ ﺟﻠّﻮﺩ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﺄﻥّ ﻛﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺸﻘﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ
ﻟﻴﺲ ﻹﻧﺸﻘﺎﻗﻬﻢ ﺃﻱ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮّﺓ ﻣﻌﻤّﺮ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ، ﻣﺮﻳﺪﺍً
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﺃﻧّﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﻲّ ﺫﺭﺍﻉ
ﻣﻌﻤّﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻧﺸﻖّ ﻭﻫﺮﺏ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺸﻖّ ﻭﺻﺪﻕ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ،
ﻓﺎﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺼﻠﺖ ﺑﻴﻦ ﺻﺮﺍﺥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ
ﻭﺑﻴﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻣﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻴﻠﺔ .
ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥّ ﻓﻌﻠﺔ ﺟﻠّﻮﺩ ﺟﺎﺀﺕ ﻛﺨﻄﻮﺓ ﺃﻭﻟﻰ
ﻟﻄﻤﻮﺡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﺮﻧﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻘﺼﺪ ﺟﻠّﻮﺩ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻪ
ﺃﻥْ ﻳُﻨﻬﻴﻪ ﻣﻌﻤّﺮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺒﻜﻬﺎ ﺟﻠّﻮﺩ
ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺗﺴﺠﻴﻼﺕ ﻫﺎﺗﻒ «ﺍﻟﺜﺮﻳﺎ» ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺟﻠّﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ؟ .
ﺃﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥّ ﻭﺿﻊ ﺟﻠّﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﺇﻧّﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ
ﺗﻔﺎﻫﻢ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﻭﻣﺪﺑّﺮﻱ ﻣﺨﺎﺭﺝ
ﺧﻮﺍﺭﺝ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﻳﺘﺒﻮﺃ ﺍﻟﻤﺘﺒﻮﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﻣﺮﻣﻮﻗﺎً ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﺿﺮﺑﺔ ﺃُﺭﻳﺪﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺿﻴﺔ
ﻟﻠﻘﺬّﺍﻓﻲ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ؟.
ﻭﻟﻮ ﺃﻥّ ﺟﻠّﻮﺩ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺎﺻﺪﺍً ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻢ ﻳُﺒﺮﻡ ﺗﻔﺎﻫﻤﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻣﺼﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﺟﻠّﻮﺩ ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺟﻠّﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ،
ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥّ ﺇﻓﺸﺎﻝ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻟﻤﺨﻄّﻂ ﻫﺮﻭﺑﻪ
ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻔّﺮ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ « ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻲ» ﺑﺘﺒﻴﺎﻥ ﻋﻤﺎﻟﺘﻪ ﻣﻊ
ﻣﻔﻌﻮﻝ ﺭﺟﻌﻲ؟ .
ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺟﻠّﻮﺩ ﺧﺎﺋﻔﺎً ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ «ﺑﺒﻖ
ﺑﺤﺼﺘﻪ» ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥّ ﺟﻠّﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻳﻜﺎً ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﻓﻲ
ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﺍﻟــــ 75 ﻟﻜﻨّﻲ ﺃﻫﻤﻠﺖ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺇﻛﺮﺍﻣﺎً ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﺣﺔ ﻭﺇﻣﻌﺎﻧﺎً
ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﻟﺤﻠﻔﻬﻢ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ، ﻓﺮﺷﻮﺕ ﺟﻠّﻮﺩ ﺑﺄﻥْ ﻣﻨﺤﺘﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ، ﻛﻲ
ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﺷﻌﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﺑﺄﻧّﻪ ﻣﻐﺒﻮﻥ ﻭﺛﻮﺭﻱ ﻭﻣﺜﻘﻒ
ﻓﻴﺴﺘﺄﻫﻞ ﺃﻛﺜﺮ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻮﻥ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻓﻲ
ﻋﻮﻥ ﺟﻠّﻮﺩ؟ .
ﻭﻫﻞ ﺇﻥّ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻘﺮﺣﻲ
ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻣﻨﺤﻪ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻹﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻮ ﺫﻛﺎﺀ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﻛﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﺬّﺍﻓﻲ، ﻓﺠﺎﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺟﻠّﻮﺩ ﻳﻮﻣﻬﺎ، ﻟﻴﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺳﻲ ﺑﻤﻔﻌﻮﻝ ﺭﺟﻌﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻮﻝ
ﺃﻥّ ﺍﻟﺴّﻨﻮﺳﻲ ﻫﻮ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺃﺩﺍﺓ ﻣﻦ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻣﻌﻤّﺮ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ؟ ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻔِﻌﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻌﻠﻬﺎ
ﺟﻠّﻮﺩ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .
ﻭﺿﻤﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﺸﺪّﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺟﻠّﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﻧﻴﻞ ﻣﻌﻤّﺮ
ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻣﻨﻬﺎ، ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻟﻴﺲ ﻷﻧّﻨﺎ ﺣﻠﻠﻨﺎ ﻣﺤﻞّ « ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ» ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻷﻥّ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻟﻢ
ﺗﻜﺘﻤﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﻠّﻮﺩ ﺇﻛﻤﺎﻟﻬﺎ:
ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻣﺴﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥّ ﻫﻤّﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﻫﻮ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ
ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺻﻔﻮﺓ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ:
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺟﻠّﻮﺩ ﺑﺎﻟﺤَﺮَﺩ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻘُﻢ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﻘﻠﺐ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﻭﺿﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﺼﺮّﻑ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺑﺪﻝ ﺃﻥْ
ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺑﺘﺼﺮّﻑ ﺍﻟﻨﺎﺗﻮ؟ .
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺰﻋﻞ ﻣﻦ ﻣﻌﻤّﺮ ﻭﺑﻄﺮﺡ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻹﻧﻘﺎﺫ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﺮﻣﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻠّﺔ
ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ؟ .
ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻤّﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻳﺮﻣﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠّﺔ، ﻫﻞ ﻷﻧّﻬﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﺭّ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺃﻡ ﻷﻥّ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ
ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ؟ .
ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥّ ﺟﻠّﻮﺩ ﻻ ﻳﻬﻤّﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻓﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﻔﻀﻠﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤّﻴﻪ ﻭﻛﻤﺎ
ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧّﻪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ
ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮّﺍﺕ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﺘﻄﺒّﺐ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺃُﺻﻴﺐ ﺑﻬﺎ :
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺣﻴﺚ ﻋُﻮﻟﺞ ﻭﻳﻘﻮﺩ ﺗﻤﺮّﺩﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ؟ ﻫﻞ ﻷﻥّ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺗﻄﺒّﺐ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺃﺳﻴﺮﺓ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ
ﻓﺘﻔﻀﻞ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺟﻠّﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﺮﻳﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﺪﻭﻟﺔ ﺻﺪﻳﻘﺔ، ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻞ
ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻣﻨﻬﺎ، ﺃﻡ ﻷﻥّ ﺟﻠّﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻗﺪ
ﻳﻄﺎﻟﻪ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎً؟ .
ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻠّﻮﺩ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺃﻧّﻪ ﺍﻟﻤﺤﻤﻲ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧّﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﻤّﺮ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻓﻜﺎﻥ ﺷﺮﻳﻜﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ :
ﻫﻞ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻮﺳﻰ
ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺗﺤﺘﻤﻞ
ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻭﺍﻟﻠﺒﺲ ﻭﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ، ﻭﻛﺄﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﻴﻨﻬﺎ، ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻣﻮﻇﻔﺎً ﺩﺭﺟﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﺼﺮﻩ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ؟.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ
ﺃﻧّﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺸﻮﺍﺭﻩ ﻣﻊ ﻣﻌﻤّﺮ ﺍﻟﻘﺬّﺍﻓﻲ ﻛﺎﻥ ﺻﻔﺮﺍً، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺤﻖّ
ﻟﻪ ﻋﺸﻴﺔ ﺳﻘﻮﻁ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺃﻥْ ﻳﺸﻌﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ
ﻓﻴﻨﻔِّﺬ ﻓِﻌﻠﺘﻪ؟.
ﻭﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﺷﺎﻓﻴﺔ، ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥّ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻭﻣﻨﺬ ﺗﻮﻇﻴﻔﻪ ﻓﻲ ﻓﺮﻉ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﺳﻘﺎﻁ
ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻏﺎﺋﺐ ﻏﻴﺎﺑﺎً ﻛﻠﻴﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ
ﻟﺼﻮﺗﻪ ﺃﻱ ﻧﺒﺮﺓ ﺃﻭ ﺻﺪﻯ ﺑﻞ ﺃﻱ ﻧﻄﻖ .
ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘُﺠﻴﺐ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ : ﻫﻞ ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﻫﻮ ﺳﻴﺴﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺃﻡ ﺃﻭﻏﻠﻮ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﺃﻡ ﺃﻧّﻪ ﻟﻴﺲ
ﺇﻟّﺎ ﻧﺴﺨﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﺸﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻘﺮّﺭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻧﻘﻼﺑﻪ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺇﻟّﺎ ﻟﻐﻴﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻠّﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺣﻈﻮﺓ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ
ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ « ﻣﻌﻤّﺮ» ﺩﻓﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻋﻘﺎﺏ ﻣﻌﻤّﺮ
ﻟﻠﻤﺤﻴﺸﻲ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻫﺪّﺩ ﻣﻌﻤّﺮ ﺑﺈﻧﺰﺍﻟﻪ ﺑﻌﺒﺪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻟﻜﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﻣﻌﻤّﺮ ﺑﺤﻖّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﺳﺘﻤﺮّﺕ ﺇﻟﻰ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﺮﺍﺭ ﺟﻠّﻮﺩ ﻭَﺷَﺖْ ﺑﺄﻥّ ﻣﻌﻤّﺮ ﺑﻘﻲ
ﻣﺨﻠﺼﺎً ﻟﺼﺪﻳﻖ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮّﺭ ﺃﻥْ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﻴﺸﻴﺎً ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﺰﻭﻡ . ﻓﻜﻢ
ﻣﻦ « ﻭﻳﻜﻴﻠﻴﻜﺲ» ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ؟
المهاجر الليبي- مشرف عام
-
عدد المساهمات : 4481
نقاط : 6790
تاريخ التسجيل : 20/05/2013
مواضيع مماثلة
» إرهابيون يهاجمون مزرعة الفريق الخويلدي الحميدي غرب ليبيا
» قبائل العربان تدعو عائلة الفريق الخويلدي الحميدي الى العودة الى الوطن
» كلمة ممثل قبيلة النوائل في مآتم الفريق الخويلدي الحميدي في مدينة الجميل.
» 2011/06/20 الذكري السابعة لقصف الناتو منزل الفريق الخويلدي الحميدي بصرمان
» ذكرى إستشهاد عائلة خالد الخويلدي الحميدي
» قبائل العربان تدعو عائلة الفريق الخويلدي الحميدي الى العودة الى الوطن
» كلمة ممثل قبيلة النوائل في مآتم الفريق الخويلدي الحميدي في مدينة الجميل.
» 2011/06/20 الذكري السابعة لقصف الناتو منزل الفريق الخويلدي الحميدي بصرمان
» ذكرى إستشهاد عائلة خالد الخويلدي الحميدي
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
الإثنين نوفمبر 25, 2024 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi