كيم جونغ أون يهدد البيتين الابيض والأزرق بالقصف ردًا على المناورات

“اعلان حرب”، “نزاع شامل”، “ضرب سيول والبيت الابيض” وغيرها من العبارات التي أطلقتها #بيونغ يانغ امس الخميس، فاقمت أجواء التوتّرفي دول أقصى شرق آسيا، بعد الإعلان عن التدريبات العسكريّة المشتركة بين #الولايات_ المتحدة و#كوريا_الجنوبيّة.

التدريبات المعروفة باسم “يولشي فريدوم” ستنطلق يوم الاثنين المقبل وسيشارك فيها عشرة آلاف جندي من اجل محاكاة غزو كوري شمالي عبر الكومبيوتر. هذه التدريبات استفزّت كوريا الشماليّة التي رأتها إعلان حرب حيث حذّرت “اللجنة الكورية الشمالية من اجل توحيد الكوريّتين سلميّاً”، من أنّ البيتين الابيض والازرق في واشنطن وسيول، هما على مرمى الاسلحة الكوريّة الشماليّة “بدقّة متناهيّة”.

فهل هناك جديد في تهديدات بيونغ يانغ أم أنها ليست الا حلقة من عرض العضلات لزعيمها الشاب كيم جونغ-أون؟

لا يقنع كوريا الشماليّة ادّعاء الطرفين بأنّ تلك التدريبات، بطبيعتها، دفاعيّة محضة. “وكالة الصحافة الفرنسيّة” أشارت الى أنّ الاعلان عن هذا التدريب جاء بعد فترة من التوتّر سادت الحدود بين #الكوريّتين إبّأن اتهام #سيول جارتها الشماليّة بزرع ألغام مضادّة للأفراد أدّت الى جرح جنديّين. وردّت كوريا الجنوبيّة عبر تشغيل مكبّرات الصوت الموضوعة على الحدود والتي تستخدمها لأغراض دعائيّة ضد جارتها. لكنّ هذه التوتّرات تبقى عرضيّة ومن المستبعد أن تؤدّي الى حرب بين الكوريّتين.

غير أنّ التهديد #الكوري_الشمالي للاميركيّين ينطوي على مسألتين: القدرة العسكريّة، وحجم العمليّة-الحدث.

على المستوى العسكريّ، تبقى قدرات بيونغ يانغ موضع شكّ بحسب العديد من الخبراء العسكريّين، بحسب الوكالة الفرنسية التي تعتبر في تقريرها أنّ كوريا الشماليّة تملك برنامجاً موسّعاً لتطوير الصواريخ من أجل استكمال استراتيجيّتها النوويّة، إلّا أنّ الخبراء منقسمون حول مدى التطوّر الذي يبلغه هذا البرنامج. وفي تعليق على عمليّة إطلاق صاروخ باليستي من غوّاصة كوريّة شماليّة في أيّارَ الماضي، يؤكّد الخبراء أنّ هذه العمليّة، فيما لو كانت صحيحة، تأخذ تهديدات تلك الدولة الى مستوى جديد. لكنّ خبراء كثيرين يعتقدون أنّ في تلك الصور تلاعباً رقميّاً، خصوصاً أنّ بيونغ يانغ، من جهة أخرى، لم تدعّم ادّعاءاتها بالقدرة على الوصول الى القارّة الاميركيّة عبر إجراء تجارب صاروخيّة.

على مستوى الحدث، لن تقوم #واشنطن و#سيول بعمل يخرق التوازنات العسكريّة في المنطقة. فالتدريب، وإن كان هو الأضخم إلكترونيّاً في العالم من حيث القيادة والسيطرة، إلّا أنّه لا يحمل أيّ جديد للعلاقة بين الطرفين. فهو برنامج مطوّر عن آخر سابق له وهو “يولشي فوكِس لانس” الذي بدأ منذ دمج مشروعين، دولي وكوري جنوبي، منذ 1976 بحسب موقع “غلوبل سيكيوريتي” الالكتروني.

هذا المشروع تطوّر لاحقاً ليصبح بصيغته الحاليّة “يولشي فريدوم غارديان” الذي تجريه واشنطن مع كوريا الشماليّة بالاضافة الى تدريبين مشتركين آخرين أجرتهما الدولتان معاً هذه السنة وهما: كي ريزولف و فول إيغل. وهذه المشاريع التي تشترك فيها الدولتان سنويّاً هي الاكبر بحسب “مركز الدراسات الاستراتيجيّة والدوليّة”.

الكاتبة في الموقع كاترين كاتز، تشير الى أنّ #الولايات_ المتّحدة، سنة بعد سنة، تؤكّد سلميّة وروتينيّة هذه التدريبات، كما تؤكّد أنّها غير مرتبطة “بالاوضاع الراهنة” لشبه الجزيرة الكوريّة. وهي تشير ثانياً الى أنّ كوريا الشماليّة، سنة بعد سنة هي أيضاً، تعتبر التدريبات تحضيرات للحرب وتؤكّد أنّها ستنتقم منها.
إذاً يظهر أنّ ردّ كوريا الشماليّة على الولايات المتّحدة بعيد عن أن يكون قريباً أو حتى واقعيّاً. فالتهديدات أقرب ما تكون الى لازمة تكرّرها بيونغ يانغ عند كلّ تعاون بين جارتها الجنوبيّة وواشنطن في أيّ مجال كان.

من جهة أخرى هنالك تعاون لافت بين #الولايات_ المتّحدة و#الصين بشأن الملفّ الكوري الشمالي. ففي الحوار الاستراتيجي والاقتصادي الذي تجريه الدولتان سنويّاً، والذي عقد يومي الثالث والرابع والعشرين من حزيران الماضي، اتفقت بيجينغ وواشنطن، ضمن سلّة من النقاط المشتركة، على “معالجة انتشار التحديات النوويّة التي تطرحها إيران وكوريا الشماليّة”. وأعاد الطرفان “تأكيد أهمية نزع السلاح النووي من الجزيرة الكوريّة بطريقة سلميّة …” بحسب الاتفاق الرسمي بين الدولتين الذي نشره الموقع الالكتروني لوزارة الخارجيّة الاميركيّة. وسيكون من شأن هذا التعاون، لجم أيّ ردّ عسكري محتمل لكوريا الشماليّة خصوصاً أنّ هذه الاخيرة تعيش حالة من العزلة في محيطها، حتى من حليفتها الصين منذ أكثر من سنة كما يشير الى ذلك موقع the diplomat .

من هنا، لا يُتوقّع غالباً، أن تشكّل تصريحات بيونغ يانغ أكثر من زوبعة في فنجان، خصوصاً أنّها دأبت كثيراً على إطلاقها في الماضي، عند كلّ تعاون سياسي أو عسكري بين واشنطن وسيول، أقل أو أكثر أهمية من “يولشي فريدوم”، بدون أن تنقل تهديداتها من عالم الاعلام الى أرض الواقع.