شقاق في صفوف المسلحين حول سبل إدارة المعركة المرتقبة...الجيش يطلق «عاصفة الشمال» لتطهير ريف حلب

في وقت أطلق الجيش العربي السوري «عاصفة الشمال» لدحر المسلحين عن ريف محافظة حلب، دبت الفرقة والشقاق في صفوف مسلحي ريف حلب الشمالي نتيجة لتباين الرؤى والأفكار حول إدارة المعركة المرتقبة مع الجيش العربي السوري الذي يحشد قواه استعداداً لخوضها، ورأى بعضهم أن خير وسيلة لتغيير ملامحهم بهدف التنكر حلق لحاهم!. وكشفت مصادر عسكرية خاصة، نقل عنها موقع «روسيا اليوم» الالكتروني، عن بدء وحدات الجيش عملية أطلق عليها «عاصفة الشمال» تهدف إلى دحر المسلحين عن ريف حلب.

وفي تمام الساعة الخامسة من يوم السبت بدأت العملية وتحركت الوحدات العسكرية باتجاه حريتان وكفر حمرة والأتارب حيث يتجمع مقاتلو «الجيش الحر»، في حين بدأت في الساعة العاشرة ليلاً من نفس اليوم عملية عسكرية باتجاه بلدة عندان في محاولة لاسترجاع طريقين حيويين يشكلان شرياناً استراتيجياً للدعم اللوجستي للمسلحين.
إلى ذلك، أشارت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن قادة التشكيلات المسلحة باتوا يواجهون تمرداً واضحاً في صفوف مقاتليهم قبل بدء المعركة «بسبب تقديم القادة مصالحهم الشخصية على المصالح العامة وإعطائهم الأولوية لحماية مكتسباتهم في مناطق سيطرتهم فقط، مثلاً راح معظمهم ينقل محتويات المستودعات الضخمة المسروقة إلى أماكن أكثر أمناً يوفرون لها الحماية اللازمة بدل حماية النقاط والممرات العسكرية المهمة، ولذلك ازداد سخط ونقمة السكان عليهم»، وفق قول أحد سكان بلدة عندان التي عرفت بـ«تخريج» دفعة من القادة انحصرت مهمتهم بسرقة المدن الصناعية مثل الليرمون والشقيف والأحياء السكنية التي استولوا عليها كالأشرفية والشيخ مقصود حتى أطلق عليهم لقب «مليارديرية الثورة»!.
ولا يختلف حال قادة ومسلحي بلدة حيان عن عندان، إذ سارع لصوصها من المسلحين إلى نقل مسروقاتهم إلى تركيا لبيعها بثمن بخس آلاف معدودة من الليرات السورية أو إخفائها في المناطق الحدودية من الجانب السوري إثر تشديد الإجراءات التركية في المعابر الحدودية وفي نقاط التهريب نظراً لما تعانيه تركيا من اضطرابات وإثر اكتشاف شبكات تهريب بحوزتها غاز السارين لم تكسف التحقيقات بعد عن ماهيتها والمهام المنوطة بها.
ولعل من أهم الأخطار المحدقة بمسلحي ريف حلب الشمالي والتي أججت مشاعر الخوف والانقسامات في صفوفهم، نقل المعركة إلى أرضهم بدل أن تدور رحاها خارج قراهم وبلداتهم كما جرت العادة في حلب التي دمرت أحياؤها وأسواقها القديمة وسرقت محالها التجارية ومنازلها لأن المسلحين لا تربطهم علاقة ود معها ولا يقيمون وزناً لمقتنيات غيرهم والممتلكات العامة.
يقول أحد سكان بلدة تلرفعت (30 كيلومتر شمال حلب): «ابتعد المسلحون عن تكتيكهم العسكري القائم على تفخيخ المساكن والمباني لإيقاع خسائر في صفوف الجيش كما جرت عليه العادة في أحياء حلب كبستان الباشا وبني زيد وسليمان الحلبي لأن المنازل تعود ملكيتها لهم هنا ولا يمكنهم تدميرها على الرغم من ثرائهم الفاحش لكن بيوت الآخرين حلال حرقها وتخريبها»، ولفت إلى أن المسلحين في قرى وبلدات الريف الشمالي ركزوا جهودهم على تلغيم الطرقات لاسيما الطريق العام الدولي الذي يصل حلب بمدينة اعزاز بالإضافة إلى الوصلات الطرقية التي تصل الطرق بمساقط رؤوسهم.
وبينما انصبت جهود الأهالي على تنظيف جدران منازلهم من شعارات المسلحين المناوئة كما في بلدة حريات وقريتي كفر حمرا ومعارة الأرتيق، انشغل الكثير من المسلحين في مدينة الباب والقرى المحيطة بها بحلق لحاهم التي أطالوها كثيراً تيمناً بالمقاتلين الأجانب التكفيريين الذين أقاموا في ضيافتهم «خشية أن يتم القبض عليهم عند دخول الجيش العربي السوري إلى مناطقنا ظناً منهم أن فعلتهم هذه تجنبهم التعرف على شخصياتهم علماً أن جميعنا يعرف أن لدى الجيش معلومات استخبارية تعرف كل شاردة وواردة عن جميع المسلحين وخصوصاً المتورطين بأعمال قتل وتخريب»، بحسب قول أحد سكان مدينة الباب.
وعلمت «الوطن» أن قادة المسلحين حشدوا مقاتليهم كلاً في منطقته وخصوصاً حول بلدتي عندان وحيان، اللتين تورط معظم أبنائها بالحرب الدائرة، باستثناء بعض المجموعات المسلحة التي هبت لنجدتهما باعتبارهما خط دفاع متقدماً عن مناطقهم على حين آثر مسلحو بعض مناطق الريف الجنوبي والشرقي الوقوف على الحياد وعدم الدفاع عن مسلحي الريف الشمالي لقناعتهم بأن معظمهم امتهنوا اللصوصية!.