يا عزيزى .. كلهم فبراريون

الفبراريون على مختلف توجهاتهم الفكرية و إختلافاتهم السياسية و صراعاتهم العسكرية يتفقون حول مبدأ واحد يقول لا لعودة النظام السابق ، نظام الشهيد معمر القدافى و كل رموزه الوطنية .
قد يقبلون بإطلاق سراح بعض المعتقلين و عودة المهجرين و قد يقبلون حتى أن يكون لأصحاب الراية الخضراء جسم سياسى يتحدث بإسم أنصار القدافى تحت مظلتهم .. لكنهم أبدا لن يقبلوا بعودة الحكم تحت الراية الخضراء .
الفبراريون إنقسموا بحكم الإختلاف الإيديولوجى إلى قسمين : القسم الأول إتجاه ليبرالى يمثله برلمان طبرق و القسم الثانى إتجاه إسلامى " و الإسلام براء منهم " يمثله برلمان طرابلس ، و كلاهما تحالفا مع بعضهما غداة العدوان .
برلمان طبرق برلمان ضعيف بحكم أن أعضائه بين مرتشى و سارق و منبود و هو فى النهاية برلمان تابع لقوات حفتر ، و برلمان طرابلس برلمان قوي بحكم الدعم الإستشارى و المالى و الإستخباراتى من قبل عدة حكومات تابعة لدول عربية و غربية و ليس من قبل قطر و تركيا فقط كما يُشاع و لو خيرت تلكم الحكومات لأختارت الإنحياز لبرلمان طرابلس الذى يوفر لهم المطالب و يُحقق لهم الأهداف و هو فى النهاية برلمان مشارك للميليشيات فى الحكم و ليس تابع لهم ، و صراعهما على السلطة باقى ما لم يتم الإتفاق على تقاسم السلطة إما بوساطة دولية أو نتيجة إتفاق ثنائي بينهما ، و عليه لا ننتظر شيئا ملموسا من قبل هذان الطرفان المتصارعان على السلطة .
ولاء برلمان طبرق و طرابلس هو ولاء للسلطة و ليس لليبيا ، و كلاهما تابعان لدول إقليمية تملى عليهما شروطها و تضع لهما الخطوط العريضة ، لكن الوضع الليبى لم يصل بعد للحالة السورية التى يستحيل اليوم حلها من دون توافق دولى و إقليمى ، ليبيا اليوم تتجه بخطوات ثابثة نحو الحالة السورية فى التشردم و التبعية للخارج و بعدها لن يكون هنالك حل سوى الحل الدولى أو الإقليمى وفق المصالح الأجنبية ، و لولا بعض النفط الذى مازال يُسير الإقتصاد الليبى لوصلنا للحالة السورية منذ فترة .
لو تحصل المعجزة و تتفق القبائل الليبية فى ما بينها ممثلة فى مجالسها الإجتماعية و من دون مشاركة مجالسها العسكرية ، لو يتحقق هذا الحلم سيُسحب البساط من تحت كلا البرلمانين و من تحت كل الدول الأخرى .
يكذب من يقول أنه ثمة فرق بين البرلمانين لأن كلاهما لا يهمهما سوى كيفية البقاء فى السلطة و السيطرة و مواصلة الحكم ، و إذا أردتم التأكد من ذلك إسألوا كلا الطرفين حول موقفهما من نكبة فبراير ..!؟
سيكون الجواب واحد .. و أنظروا إلى الزنتان الذين يحتفظون بورقة الأسير سيف الإسلام القدافى كورقة ضغط و إبتزاز و مساومة ، إسألوهم حول موقفهم من نكبة فبراير قبل أن تسألوهم إلى أي برلمان يتبعون ..!؟
ثم إنهم لم يعلنوا عن موقفهم إلا بعد أن تم طردهم من مطار طرابلس بعد صراع عسكرى مع فجر ليبيا .
الإختلاف الحاصل هو إختلاف سياسى و ليس مبدئي و متى إتفقت مصالح الدول سيتوافق الطرفان .
سيصبحون مثل " السمن على العسل " حالما يتفق أسيادهم على تقاسم كعكة النفط الليبى ، هنالك بعض الإختلافات الحاصلة اليوم بين دول عصابة النيتو نتيجة الأزمة المالية و لكن بمجرد توافقهم سينتهى الصراع فى ليبيا.
يا عزيزى .. إنهم فبراريون هذا هو حالهم الأمس و اليوم ، و هذا ما يجب أن يفهمه الأحرار الشرفاء .