حفتر يطلق أبواقه الإعلامية ضد الجزائر

لأن الجزائر ماتزال ترفض كل تدخل عسكرى أو خارجى فى الشؤون الداخلية للدول و هذا هو خطها و دأب سياستها منذ الإستقلال ، و لأن الجزائر ماتزال رافضة لأي تدخل عسكرى أو سياسى فى الشؤون الداخلية للدولة الليبية فإن خليفة حفتر و من معه قرروا إطلاق أبواقهم الإعلامية ضد السياسة الخارجية للجزائر .
يجب أن نفهم أن إحدى أهم الركائز السياسية لمواقف الخارجية للدولة الجزائرية تقوم على مبدأ عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول و إحترام السيادة الوطنية ، و لو عدنا إلى التاريخ القديم أو الحديث لنشأة الدولة الجزائرية بعد الإستقلال سنجدها محافظة على هذا المبدأ لغاية اليوم ، الإستثناء الوحيد كان فى الحرب العربية - الصهيونية حيث سُمح للجيش الجزائرى المشاركة على الجبهة المصرية .
خليفة حفتر أطلق مؤخرا حملة إعلامية ضد مواقف الجزائر الثابثة و وصفها بالدولة غير الشقيقة مدعيا أن هدف النظام الجزائرى من رفضه لأي تدخل عسكرى فى ليبيا إقتصادى بحث طمعا فى النفط الليبى ، و كأن الجزائر بلد على باب الشحادة مثله مثل تونس و مصر زمن الإخوان حينما تعاونا على إدخال السلاح و المسلحين أثناء عدوان النيتو طمعا فى بعض فتات كعكة النفط الليبى و كأن كل دول عصابة حلف النيتو تدخلت فى ليبيا لسواد عيون حفتر ، و كأن موقف الجزائر الرافض للتدخل العسكرى و الإستخباراتى و المالى فى كل من العراق و سوريا و اليمن قد تغير عنه فى ليبيا علما أن هذه الدول تبعد عنا ألاف الأميال .
خليفة حفتر يحاول إقناع أنصار القائد الشهيد معمر القدافى بالإنضمام إليه ضد عدوهما المشترك المتمثل فى ميليشيات فجر ليبيا ، هكذا أصبح الخائن العميل يُنّظِر و يعطى دروسا فى الوطنية لأنصار الفاتح أن إبتعدوا عن أحقادكم و خلافاتكم مع نكبة فبراير و أنضموا إلي تحت رايتى كي تقاتلوا لصالحى ضد من ظلمكم ..!؟
منذ متى كان الخائن العميل يبحث عن مصلحة الوطن و أبناء الوطن ..؟
فى كل المواثيق و القوانين الدولية و فى كل مكان و عبر كل زمان يتم تنفيد حكم الإعدام فى حق الخائن خاصة إذا كان هذا الخائن عسكرى يتم تنفيد حكم الإعدام فيه رميا بالرصاص إلا فى ليبيا إنعكست الأية .
لو كان خليفة حفتر أخطء فى حق قبيلته أو عائلته أو حتى حكومة بلده و أبناء بلده ، فقتل هذا أو سرق ذاك لقلنا السماح أما أن يتخابر مع الخارج و يخون بلده و يقاتل تحت طائرات عدوان النيتو ثم يأت ليعطينا دروسا فى الوطنية فتلكم لعمرى " صحانة وجه " ما بعدها " صحانة ".
و عوض أن يخجل من فِعلته و يتوب إلى ربه و يعتدر إلى أبناء بلده و يُصحح غلطته و يقدم إستقالته ، هاهو خليفة حفتر يهاجم البلد الذى رفض العدوان الصليبى على ليبيا و رفض تقديم أي دعم مباشر أو غير مباشر للنيتو و إستقبل عائلة الشهيد معمر القدافى و عدد من اللاجئين الأحرار و رفض المساومة و البيع و الشراء حول المبدأ و فوق هذا تعتبر الجزائر البلد الأكثر تضررا من الفوضى الخلاقة المنتشرة فى ليبيا و ما عملية الهجوم على" تيقنتورين " ببعيدة عنا .
مشكلة خليفة حفتر مع الجزائر تعود بالدرجة الأولى إلى وقوف السلطات الجزائرية على مسافة واحدة من كلا الطرفين المتصارعين على السلطة و إستقبالها لممثلين عن برلمان طرابلس " بوسهمين و بلحاج " و كأن الدول الأخرى التى توسطت لإيجاد حل سلمى للأزمة الليبية لم تستقبل ممثلين عن برلمان طرابلس..؟
مشكلة خليفة حفتر أنه يريد موقف جزائرى على الطلب ، يشبه تماما الموقف المصرى و الإماراتى بحكم الإختلاف الحاصل بين حكومتي هاذين البلدين مع تنظيم الإخوان و كأن الإمارات العربية لم تشارك النيتو عدوانه و كأن مصر الإخوان و ما بعد الإخوان ليس لها مطامع فى ليبيا حينما يتمكن حفتر من الحكم ..؟
مشكلة خليفة حفتر أنه لا يريد تقاسم الحكم مع الإخوان المنافقين هو يريد الجمل بما حمل ، فى حين قبل أن يضع يده فى يدهم أثناء و بعد عدون النيتو على ليبيا تحت رعاية أسياده من الدول العربية و الغربية .
و من كان يقاتل خليفة حفتر تحت طائرات النيتو ، هل كان يقاتل فى زملائه من أفراد الشعب المسلح أم كان يقاتل فى كتائب القدافى ..؟
ثم كيف يكون الموقف القطرى - التركى مقبولا لدى حفتر غداة عدوان النيتو و مرفوضا اليوم ..؟
لا يجب أن نستغرب هذا الحراك " الحفترى " و هذه السفاريات و التنقلات المكوكية بين الدول العربية و الإسلامية طلبا فى المعونة العسكرية و التدخل العسكرى ، فمن قبِل التدخل أول مرة سيقبله دائما و أبدا ، و من قبِل التنازل عن السيادة الوطنية لا يستحق أن يكون عسكريا فى الجيش الليبى لأن دور أي جيش فى العالم هو حماية البلد من التدخل الخارجى و حماية تراب البلد من أي هجوم عسكرى خارجى .
السؤال : ماهي الضمانات التى قدمها حفتر للحكومات التى قبلت بالتدخل العسكرى فى ليبيا ، و كم باع و كم إشترى مقابل تقديم تلكم الضمانات من دون العودة إلى الشعب الليبى صاحب القرار و صاحب الأمر..؟
هو المال الليبى مال أبوك يا حفتر ..؟
طيب .. يا خليفة حفتر
أنت تقول أنك تريد مقاتلة الميليشيات الإجرامية التابعة لفجر ليبيا و أنت اليوم فىحاجة لأنصار القائد لمساعدتك على قتال من تحالفت معهم بالأمس و إختلفت معهم اليوم على المناصب و المكاسب و المغانم .
لكن أنصار القائد يقولون لك : لن نقاتل تحت إمْرة خائن و تحت راية رفعها برنار ليفى ، راية فرضها علينا النيتو .
ترد عليهم : عليكم التنازل لصالح الوطن و لنؤجل نقاش الراية إلى ما بعد دحر الميليشيات الإجرامية .
طيب يا أستاد الوطنية .. لماذا لا تبدأ بنفسك و تتنازل من أجل الوطن و تقدم إستقالتك ، و تأت بمن هو أفضل منك على رأس الجيش الليبى شخص مقبول من طرف الخضر ، أي شخص عسكرى لم يتورط فى دماء الليبيين ..؟
لماذ لا تذهب إلى الزنتان و تطالبهم مثلا بإطلاق سراح ممثل الشعب الليبى أو ممثل الغالبية العظمى من الشعب الليبى إسمه المهندس سيف الإسلام القدافى أو على الأقل تفتح معه نقاش يُفضى إلى توافق أو إتفاق مبدئي معه ..؟
لماذا لا تبادر بخطوات تسمى بخطوات حسن النية كإطلاق سراح رجال الوطن فعليا و ليس كلاميا ..؟
لماذا مثلا لا تعتدر للشعب الليبى عن مشاركتك فى نكبة فبراير أو على الأقل تتبرأ من نتائجها ..؟
لماذا لا تساهم فى تسليح قبائل الغرب الليبى و على رأسهم قبيلة ورفلة بنى وليد و باقى القبائل ..؟
أجب على هذه الأسئلة و غيرها ، فلم نعد نسألك الأسئلة السابقة التى عجزت عن الإجابة : لماذا لا تقصف مطار و ميناء مصراتة أو مطار معيتقة و مقرات قادة الميليشيات رأس الوباء و البلاء فى البلاد ..!؟
أو على الأقل أجب على الأسئلة التقنية و العسكرية التى طرحها عليك الدكتور شاكير بخصوص المنطقة الشرقية ..؟
البوق الإعلامى الذى يحاول التسويق لخليفة حفتر بما فى ذلك قناة ليبيا ٢٤ نقول له : إذا رفضتم التسويق لسيف الإسلام بصفته جامع شمل الليبيين و أملهم فى المستقبل سوقوا لمن هو أفضل من خليفة حفتر ، أم أن خليفة حفتر يعتقد نفسه أنه القادر المقتدر على إخراج ليبيا من هذا النفق الذى كان سببا فيه.
تبقى ليبيا بلد ولادة بعيدا عن أمثالك يا حفتر .