و مع هذا لن يتخلوا على سلاحهم

التسريبات الأخيرة حول مفاوضات الوسيط الأممى " ليون " تقول بصعوبة التوافق بسبب الخلاف الجوهرى حول مصير ملف السلاح و المسلحين الذى يركز عليه برلمان طرابلس كثيرا و يُحظى الشق الأمنى منه بأهمية كبيرة و بالخصوص من قبل مصراتة ، و لأن الإخوان المنافقون لا يريدون تكرار التجربة المصرية فى ليبيا حيث تعلموا الدرس جيدا فإننا نجدهم اليوم أحرص الناس على إمتلاك السلاح و الإبقاء عليه بين أياديهم الأثمة . هناك محاولة من قبل " ليون " قصد لبننة الحل الليبى أي تطبيق الحل اللبنانى " إتفاق الطائف " على ليبيا أو على الأقل تطبيق الحل العراقى فى ليبيا و لكن هل سلم الأكراد سلاحهم حتى تسلم ميليشيات فجر ليبيا سلاحها..؟ ميليشيات فجر ليبيا تعلم جيدا أن قوتها فى السلاح الذى تملكه لأنها لا تملك أي شرعية أو جماهيرية داخل البلد و هي تعول على الدعم القطرى - التركى و دعم حكومات عصابة حلف النيتو " من تحت لتحت " و طبعا الدعم الداخلى الذى يوفره لها صغار السرّاق و المجرمين الذين يتقاضون الملايين سنويا من خزينة الشعب الليبى ضمن عصب المليشيات المسلحة . يمكن لخليفة حفتر ضرب مخازن السلاح و الدخائر فى كل من طرابلس و مصراتة فمكانها معروف لذى الجميع و ينتهى الأمر لكن أوامر الأسياد تحول دون تنفيد تلكم الضربات الجوية ، و لأن برلمان طرابلس أقوى من حيث النفود و الضغط و أوراق الإبتزاز السياسى من برلمان طبرق فإن الأمور ستبقى كما هي حاليا و التعادل سائد الموقف . و مع هذا مهما كانت الضغوط و التهديدات لن تتنازل ميليشيات فجر ليبيا عن سلاحها حتى و إن أقنعوها بالدخول فى شراكة مع حفتر لتقاسم مناصب الجيش و الأمن. ليبيا إلى التقسيم .. هذا هو الطريق الذى يتفق حوله جميع الأطراف المتصارعة على السلطة داخل ليبيا حاليا و يوافقهم على ذلك الأسياد .. أما الشعب الليبى فحسبه الله عز وجلى.