فى إنتظار القادم .. حافظوا على مناطقكم الجغرافية

و أخيرا بعد طول خلاف إتفقت عصابة دول حلف النيتو على تقاسم كعكة النفط و هي تريد فرض التقسيم الجغرافى ليصبح سطوها المسلح على أموال و مقدرات الشعب الليبى مجرد تحصيل حاصل .
عندما تعترف دول ببرلمان طبرق و تتعامل مع برلمان طرابلس كواقع موجود فإنها تؤسس لشيء جديد يقوم على تقسيم المقسم ، و عندما يتم تغدية هذا الصراع و الإقتتال الداخلى من قبل نفس دول عصابة حلف النيتو فتدعم هذا الطرف و ذاك الطرف فى أن واحد فإن ذلك يدل على أن مشروع تفكيك الوحدة الترابية لليبيا يبقى مشروعا قائم.
عليكم أن تشاهدوا الخريطة الجغرافية لليبيا من بعيد حتى تدركوا حجم الخطر الذى صار واقعا ملموسا على الأرض ، خريطة أبار النفط و الغاز و خريطة مد أنابيب النفط و خريطة الساحل ، ثم خريطة تموقع كل من جماعة خليفة حفتر و جماعة مصراتة و جماعة القاعدة بمختلف مسمياتها على مختلف المناطق الجغرافية للجماهيرية ثم قوموا بإيصال الخطوط مع بعضها البعض ستجدون أن ليبيا قد قُسمت و انتهى الأمر .
لمجابهة مشروع التقسيم القائم ، علينا أولا أن نقوم بعملية تأمين مناطقنا الجغرافية المقسمة أصلا ، تأمينها من الإقتتال الداخلى و من التدمير الذاتى و من ظاهرة إنتشار الأفات الإجتماعية .
بمعنى كل منطقة جغرافية تهتم أولا بنفسها من حيث توفير الأمن و الأمان بداخلها فى إنتظار قدوم الفرج لأنه إذا ما عمت الفوضى داخل المدن و بين المدن ستصبح عملية إعادة الجماهيرية إلى أهلها من سابع المستحيلات .
انظروا مثلا إلى ما يحدث بمدينة بنغازى و قارنوها بمدينة البيضاء و طبرق ، و أنظروا مثلا إلى مدينة بنى وليد و قارنوها بمدينة سرت أو سبها .. النتيجة واحدة إذا ما نظرنا إلى هذه المقاربة بعين الراصد .
إطمئنوا .. كل ليبيا اليوم صارت خضراء بعدما إنضم المغرر بهم من جماعة فبراير إلى جماعة الفاتح ، و بالتالى البلد موحدا سياسيا و الشعب الليبى اليوم هو أكثر توحدا من دى قبل لتبقى المشكلة المناطقية و الجغرافية هي سبب كل هذه البلاوى و هي التى تحاول دول عصابة حلف النيتو
اللعب بها و معها وعليها .
فحافظوا على أمن مناطقكم الجغرافية بما في ذلك مدينة سرت فمثلا إذا لم يستطع آهالى مدينة سرت اللجوء إلى خارج
المدينة فعليهم مجراة الدواعش إلى حين قدوم الفرج .
حافظوا على مناطقكم خضراء فإذا لم تستطيعوا رفع الراية الخضراء
فحافظوا على قلوبكم خضراء حتى لا يتكرر السيناريو العراقى فى ليبيا .
الأولوية اليوم هو الحفاظ على ما تبقى من أرواح و أرزاق الناس و حينما تحين ساعة الصفر تأكدوا أن جل الناس سيخرجون دفعة واحدة فى وقت نجهله رافعين الرايات الخضراء .. و إن غد لناظره قريب .