أموال تُنفق و ميزانية عاجزة .. و خدمات معدومة

هذا هو حال الإقتصاد الليبى بعد أربعة سنوات من حكم الميليشيات ، الشيء الوحيد المزدهر فى البلاد هي تجارة السلاح و المرتبات الوحيدة التى تصل كاملة إلى أصحابها فى موعدها الصحيح هي مرتبات المسلحين .
بحسب إحصائيات البنك المركزى الليبى فإن الإنفاق العام منذ بداية العام حتى شهر نهاية يوليو فاق ال ١٦،٩ مليار دينار ليبى بعجز فاق ال ٤،٥ مليار دينار ، و بزيادة فى الواردات ١٢، ٤ مليار ليبى و مع هذا لا كهرباء و لا بنزين و لا ماء و لا مرتبات و لا دواء و لا غداء ... و لا هم يحزنون .
" المال السايب يعلم الأخرين السرقة " و مال ليبيا لا نعلم عنه شيئا .
من بستطيع أن يُحدد لنا من حكام ليبيا الجدد و بالتفصيل قيمة الأموال الليبية فى الخارج ..؟
قيمتها فى البنوك الغربية تحديدا و الفوائد المترتبة عليها ..؟
من يستطيع تحديد لنا قيمة المداخيل و قيمة النفقات منذ أربعة سنوات كيف دخلت و أين صُرفت ..؟
و من سيقدم لنا الديون المترتبة على ثوار النيتو من سياسيين و مسلحين التى دُفعت و التى مازالت تُدفع ..؟
كم قيمة الأموال و قيمة وزن الذهب الذى تركه الشهيد معمر القدافى قبل أن يغادر عاصمة البلاد إلى قضاء الله ..؟
اليوم كل فريق فرحا بما لذيه لأجل ذلك رأينا الخلاف يخف و يستعر بين مختلف الحكومات التى شاركت فى العدوان على ليبيا كلما تقدمت مصلحة طرف على حساب مصلحة الطرف الأخر .
الوضع الحالى هو الوضع المناسب بالنسبة لدول عصابة حلف النيتو كل واحد منهم يعرف مكانه و ما له و ما عليه و لكنه ليس بذاك الوضع المثالى الذي يحلمون به ، فالوضع غير المستقر داخل ليبيا يخيفهم لأنهم لا يثيقون فى الخونة العملاء الذين جاؤا بهم للحكم ، و فى نفس الوقت لا يثيقون فى هذا الصمت القاتل لليبيين الذين إذا ما قرروا فجأة الإنتفاضة سوف يجرفون فى طريقهم كل خوان عميل و سيجرفون أيضا مصالح كل الأسياد السارقون الناهبون لثروات الشعب الليبى .
ضف إلى ذلك هم لن يقبلوا المساومة على إطلاق سراح المهندس الأسي سيف الإسلام القدافى من دون أن يُقدم لهم هذا الأخير ضمانات تحفظ لهم مصالحهم إذا ما قرروا إعادة الأموال المنهوبة فى شكل إستثمارات متبادلة.
لأجل ذلك هم يفكرون بتحسين الوضع الداخلى لليبيين لإمتصاص نقمة الشعب الغاضب و التى لا يمكن التكهن فيها بلحظة الإنفجار ، هم يريدون حكومة وفاق وطنى على المقاس " حكومة لا تجوع الديب و لا تبكى الراعى " تُبقى لهم الأموال فى الجيوب و تُدفع ديون الحرب لدول الشحادة العربية و الإفريقية أما " سنبور " النفط فيمكن فتحه بالتقسيط على طريقة عملية الترهيب و الترغيب وفق حكاية جحا المشهورة .
الإشكالية المطروحة حاليا بخصوص ملف الأموال الليبية تكمن فى هذه الضبابية التى قد تعمى الأبصار و فى هذه الفوضى الخلاقة التى قد تنقلب عليهم .. هم لا يثيقون فى المستقبل لأن المستقبل بيد الشعب الليبى .
و هذا ما يجب أن يفهمه الليبيون .. بيد أعدائهم الربط و بيدهم وحدهم الحل .
و لكن لا حياة لمن تنادى .