هكذا صارت سرت الليبية "مدينة الأشباح"

شيئا فشيئا باتت الحياة تنتهي في مدينة سرت وذلك بعد ستة أشهر من سيطرة تنظيم داعش على المدينة والمناطق المجاورة لها والتي تشكل حوالي 40 ألف كيلومتر مربع من مساحة التراب الليبي.
ويروي أحد السكان النازحين من سرت، أن المدينة اصبحت شبه خالية من السكان، وترفرف على مبانيها رايات التنظيم السوداء، والسكان ينزحون جماعيا وبشكل غير مسبوق بعد أن فقدوا الأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها، أمام تمدد نفوذ داعش واحكام قبضته على حتى على المناطق المجاورة لسرت.
وانقطعت الاتصالات عن سرت وضواحيها منذ شهر تقريبا ولا أحد يعلم ما يحدث في المدينة سوى من السكان النازحين إلى المناطق المجاورة، أو من الذين يخرجون لقضاء حاجيات أسرهم من المدن الاخرى.
وأكد نازح آخر من سرت، أن معظم سكان وسط المدينة نزحوا إلى الضواحي الجنوبية أو الغربية، أو إلى مدن سبها والجفرة ومصراته وبني وليد وترهونة بحكم الامتدادات القبلية لسكان سرت.
وقال "محمد أحميده الامين"، ان المصارف تم نهبها من قبل تنظيم داعش واغلقت ابوابها منذ شهر تقريبا، كما ان المستشفى الوحيد لايزال مغلقا بعد فرار الاطقم الطبية الاجنبية من المدينة، مشيرا إلى أن السكان يقطعون مئات الكيلومترات لغرض العلاج أو سحب أموالهم من المصارف.
وأضاف،"إن معظم المحال التجارية أغلقت أبوابها بعد أن فرض تنظيم داعش على أصحابها دفع مبالغ مالية لـ"دولة الخلافة"، وهددهم بأغلاق محالهم ومصادرة بضائعهم في حال لم يفعلوا ذلك.
ومن جهته أكد مسؤول بمراقبة الاقتصاد بسرت، إن المخازن اصبحت خاوية من السلع التموينية وان المدينة الان ليس لديها أي مخزون سلعي من أي نوع.
وما يزال الغموض يكتنف مستقبل العام الدراسي الجديد في سرت والمناطق المجاورة لها بعد أنباء عن عزم التنظيم تغيير المنهج الدراسي، وهو ما دفع الآلاف من سكان المدينة للنزوح والدراسة في المناطق الأكثر أمنا.
يذكر أن تنظيم داعش سيطر على سرت في فبراير الماضي، ودخل في مواجهات مع كتائب من مصراته حاولت اخراجه من المدينة لكنه استطاع هزيمتها وطردها حتى منطقة ابوقرين 150 غرب سرت.
وارتكب التنظيم مجازر بشعة بحق سكان سرت حيث أقدم على قتل العشرات ذبحا وصلبا وحرقا وتعذيبا، وآخرها كانت بحق أبناء قبيلة الفرجان قبل شهر تقريبا.
نقلا عن بوابة افريقيا الاخبارية