الموت ليس قدرا محتوما على الحجاج

لا أحد يُقدم لنا دروسا مجانية فى حكم ضرورة الإيمان بقضاء الله و قدره ، و لا أحد يعطينا دروسا مجانية فى ضرورة تقبل الموت أين كانت أسبابها .. أصلا كل البلاوى التى تحدث اليوم فى بلداننا العربية بإسم الربيع العربى كان ورائها أشباه دعاة و علماء الفتنة و الضلال الذين تصدروا المشهد السياسى بمجموع الفتاوى المُضللة و الأفكار الهدّامة . إن صدقت الأسباب التى تداولتها بعض من وسائل الإعلام الدولية من أن موكب ولي ولي العهد السعودى هو من كان وراء إغلاق الممر و هو الذى تسبب بشكل مباشر فى حدوث ذلكم التدافع و الذى أدى بدوره إلى سقوط المئات من حجاجنا الميامين يُعتبر جريمة فى حق الحج و الحجيج هي جريمة تستحق معاقبة صاحبها . ما حدث فى " منى " و قبلها فى " مكة المكرمة " و قبلها من الأحداث المؤلمة فى مواسم الحج السابقة كانت نتيجة أخطاء بشرية و سوء التقدير و التسيير و لم نرى لحد اليوم محاسبة أو معاقبة أو متابعة للمسؤولين عن سقوط مثل تلكم الأعداد الضخمة من ضحايا ، لم نرى إستقالة وزير و لا إقالة مسؤول لأن كل تلكم الأحداث تُوضع تحت طائلة و عنوان " قدر الله و ما شاء فعل " . و من قال لكم أن الله سبحانه و تعالى يرضى أن تُترك الأمور مُسيبة هكذا من دون حسيب أو رقيب ..؟
و قديما قيل لسيدنا عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - عندما رفض الدخول إلى قرية إنتشر فيها داء الطاعون : هل تفر يا عمر من قضاء الله ؟ فأجابهم : نعم .. نفر من قضاء الله إلى قضاء الله . لو أن كل خطء بشرى وقع أرجعناه و أوعزناه إلى قضاء الله و قدره ثم أغلقنا الملف لصارت حياتنا عبث فى عبث. فى الدول المتقدمة التى تحترم نفسها يستقيل رئيس و يُقال وزير و يسجن مسؤول بغض النظر على حجم المنصب الذى يشغله نتيجة كوارث طبيعية لم يُحسن تدارك نتائجها الوخيمة و فى السعودية تُكرر نفس الكوارث البشرية و كأن حياة الناس رخيصة لدرجة عدم المبالاة بهم و بمصيرهم . أصلا .. آل سعود هم من تسببوا فى سفك دماء الشعوب العربية و الإسلامية ، فى أفغانستان بدعوى محاربة الشيوعية و فى العراق و سوريا و اليمن بدعوى محاربة المد الشيعى و كل ذلك كان و لايزال يصب فى خدمة أعداء الإسلام و المسلمين ، فكيف لهم يشعرون بتأنيب اليوم الضمير و مالهم و نفطهم فى خدمة الأعداء و كان نقمة على العرب و على المسلمين ..؟يجب أن يُعاد النظر فى من يُسير و يحكم فى مقداستنا الدينية ، فهي ليست حكرا على حكام آل سعود و عليه صار لزاما اليوم التفكير فى تأسيس حكم ذاتى داخل المملكة يشرف عليه علماء دين مثل الفاتيكان ، حينها سيكون العمل خالصا لوجه الله و لن يُخيب الله أبدا أصحاب النوايا الحسنة