مبتعث يكشف لـ"البوابة" سبب رفض جامعته "واشنطن ستيت" قبول الطلبة الليبيين

أجبر الطالب الليبي الموفد لأمريكا خليفة المهدي المصلح على إيقاف دراسته الماجستير في جامعة "واشنطن ستيت" بولاية واشنطن بسبب رفض الجامعة قبول أي طلبة ليبيين جدد فيها، الأمر أدى به لحزم حقائبه والسفر عائدا إلى ليبيا قبل إتمام إيفاده.
وقال الموفد خليفة المصلح، في لقاء مع "بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم، إنه اضطر لإيقاف برنامج إيفاده ومغادرة الولايات المتحدة بعد أن أمضى شهورا في دراسة اللغة بهذه الجامعة، حيث أبلغه المسؤولون في جامعة "واشنطن ستيت" باتخاذهم قرارا يقضي بعدم قبوله أو قبول أي طلبة ليبيين جدد فيها نتيجة لتراكم الالتزامات المالية على الطلبة الليبيين لديها، وعدم استلامها لمستحقاتها منذ العام الماضي.
وأضاف المصلح، الذي أوفد لدراسة الماجستير في الجيولوجيا، أنه عندما تقدم لدراسة الماجستير في جامعة "واشنطن ستيت"، ووافق القسم بالجامعة على قبول طلبه ورحبوا به مشيرين لوجود عديد الدكاترة الذين يمكن لهم الإشراف على دراسته لدى الجامعة، غير أنه تفاجأ بعد يومين من هذه الموافقة بوصول رسالة من قسم القبولات بالجامعة يشدد على رفض قبول أي طالب ليبي جديد.
وأفاد المصلح، كرر المحاولة مع أكثر من جامعة، أن الصعوبات المالية التي يعانيها الطلبة في أمريكا وباقي دول الإيفاد أدت لقيام عديد الجامعات بإغلاق أبوابها في وجه الطلبة الليبيين، حيث تكرر رفض الموفدون الليبيون في أكثر من جامعة وأكثر من مناسبة، وفي كل مرة كانت الأسباب هي نفسها؛ عدم قدرة الجهات المختصة على دفع رسوم الدراسة للطلبة الجدد أو تسديد الديون المستحقة على الطلبة السابقين.
وعلى الرغم من وجود عديد من نماذج الإبداع والتميز بين أوساط الطلبة الليبيين في أمريكا؛ على غرار الدكتورة وفاء المناعي التي تحصلت على جائزة المرأة المبدعة لسنة 2015 والتي يمنحها مجلس ولاية كونيتيكت الأميركية للتقنية، والدكتور وليد القطعاني الذي فاز بجائزة التميز؛ إحدى أهم و أرفع الجوائز التي تمنحها جامعة "واشنطن ستيت"، وهي نفس الجامعة التي رفضت المصلح، إلا أن الأوضاع الأمنية التي تمر بها ليبيا انعكست سلبا على قدرة الدولة في تغطية مستحقات الموفدين للخارج، الأمر الذي خلف بدروه انطباعا سلبيا عند عديد الجامعات بأمريكا وخارجها.
من جهة أخرى يستمر للشهر الرابع على التوالي انقطاع المنح الدراسية عن الطلبة الليبيين في الخارج وفي أمريكا تحديدا، حيث يعاني طلبة الولايات المتحدة بشكل خاص من انقطاع خدمات التأمين الطبي عنهم منذ شهر فبراير الماضي، كما مر عيد الأضحى على الطلبة هذا العام وهم يعانون أوضاعا مادية صعبة، أسهمت في عجز كثير من أصحاب الأسر منهم عن شراء أضاحي العيد بسبب عدم إحالة الجهات المختصة في ليبيا لأي مستحقات لهم في أمريكا وباقي دول الإيفاد.
الجدير بالذكر أن عدد الطلبة الليبيين الموفدين لأمريكا يتجاوز الألف وأربعمائة طالب وطالبة، كثير منهم بصحبة أسرهم، يتوزعون على كامل الولايات الأمريكية الخمسين، ويدرسون درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في التخصصات العلمية والإنسانية المختلفة