كارثة منى:مرور موكب ولي العهد وغلق الممرات امام الحجيج 24-9-2015
2 مشترك
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
الشابي- مشرف عام
-
عدد المساهمات : 5777
نقاط : 15814
تاريخ التسجيل : 04/06/2014
رد: كارثة منى:مرور موكب ولي العهد وغلق الممرات امام الحجيج 24-9-2015
شكرا اخي الشابي............البارحة قناة النهار الجزائرية بثت لشهدات للحجاج الجزائريين و و ما ذكروه عن التقصير و لامبالات بالحاج اثناء الحادثة لم اتمكن من تسجيله لكن ساذكر بعض ما شاهده و قال الحجاج........
حاج جزائري يقول نحن نسعف في الحجاج و هم يتفرجون ..فيه حاج اخر قال قلت اي المسؤولين فاتي رجل تامن واحد و قال سياتي الدعم و ذهب و لم يعد
حاج اخر قال اتو بعمال البلدية من دور اجنبية و هم خائفون و يقولون لهم احملوا الجثث...حاج اخر قال ذهبنا لاحضار المال لقدمون للمصابين قال يرمون علينا القارورات و لا تنظيم و لاشىء و نحمل المسؤولية للسعودية
حاج جزائري يقول نحن نسعف في الحجاج و هم يتفرجون ..فيه حاج اخر قال قلت اي المسؤولين فاتي رجل تامن واحد و قال سياتي الدعم و ذهب و لم يعد
حاج اخر قال اتو بعمال البلدية من دور اجنبية و هم خائفون و يقولون لهم احملوا الجثث...حاج اخر قال ذهبنا لاحضار المال لقدمون للمصابين قال يرمون علينا القارورات و لا تنظيم و لاشىء و نحمل المسؤولية للسعودية
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32975
نقاط : 68082
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
رد: كارثة منى:مرور موكب ولي العهد وغلق الممرات امام الحجيج 24-9-2015
كذالك من كان على الارض هي الحماية المدنية الجزائرية و بعدها بساعات الدفاع المدني السعودي//عمال من دول اجنبية//
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32975
نقاط : 68082
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
رد: كارثة منى:مرور موكب ولي العهد وغلق الممرات امام الحجيج 24-9-2015
أسباب كارثة منى :شهادة حجاج جزائريين :اغلقوا الممرات امام الحجاج
الشابي- مشرف عام
-
عدد المساهمات : 5777
نقاط : 15814
تاريخ التسجيل : 04/06/2014
رد: كارثة منى:مرور موكب ولي العهد وغلق الممرات امام الحجيج 24-9-2015
وفاة 4 جزائريين في الحادثة وفق الرواية الرسمية.. والعشرات حسب شهادات حية
شربوا الماء لكنهم ماتوا جميعا.. و«بيبسي» ومياه المكيفات لإطفاء لهيب أجسادهم
الحماية المدنية والحجاج الجزائريون أنقذوا العشرات من الموت وكانوا أول المتدخّلين
حاج جزائري: «رأيت أمي تداس أمامي وتسقط.. ولم أرفعها لأنني خشيت الموت»
أندونيسية عمرها 3 سنوات تنقذ والديها من الموت!
مصري يموت بعد خروجه من بين الأموات.. وإفريقي يطلب إنقاذه ولو قطعت ذراعاه
مجزرة.. كارثة.. ومهزلة كان شارع الجديدة أو شارع الموت كما يصح أن يطلق عليه بعد الحادثة الأليمة التي شهدها في يوم النحر أول أمس، لا لشيء سوى لأن منافذ النجدة أو الطوارئ كانت مغلقة ورفض المطوفون فتحها خوفا من اقتحام المخيمات، زيادة على غلق مصالح الأمن كل الطرقات الأخرى المؤدية إلى بر النجاة، سوى ما كان منها يصب في شارع الموت، حيث التقت أمواج الحجيج القادمة من مزدلفة في طريقها إلى الجمرات وتلك العائدة من الرجم بشارع الجديدة، فكان الموعد بينهما عند الساعة الثامنة والنصف صباحا بين مخيمات حجاج البعثة الجزائرية وحجاج البعثة المصرية، فكان الأمر أن قضى منهم قرابة الألف أو يزيدون وفق الرواية الرسمية للسلطات السعودية.جبال من الموتى وأكوام من القمامة تكونت من ألبسة وأغراض الحجيج، سببها سوء التسيير وانعدام التنسيق إن صح التعبير، بعد غلق كل المنافذ المؤدية من المخيمات إلى الجمرات ومن الجمرات إلى المخيمات، عدا الذي يصب منها في شارع الموت «طريق الجديدة»، حيث التقى آلاف الحجاج القادمين من مزدلفة بعد مسيرة قاربت أربع ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة في طريقهم إلى رمي الجمرات للتحلل الأول ونزع الإحرام، غير أنهم لم يدركوا أبدا أنهم على موعد مع الموت الذي حصدهم جميعا فماتوا عطشا واختناقا، من دون مُنقذ ولا متدخل إلا بعد موت المئات وتساقطهم الواحد تلو الآخر فتحول الصراخ إلى سكون في نصف ساعة.تضاربت الآراء حول أسباب الحادثة الأليمة بين القادمين من مزدلفة ورمي الجمرات، وصب أغلبها في قالب واحد.. (كل المنافذ مغلقة إلا شارع الجديدة «شارع الموت»).. (كل العساكر كانوا يوجهوننا إليه).. (حتى بعد سماعنا ببداية موت الحجاج في الأمام بسبب التدافع ظلت كل الطرقات مغلقة سوى هذا الشارع والعساكر لا يعرفون شيئا سوى الطريق مقفل إذهب من هنا).. (كل منافذ النجدة مغلقة ولن تدخل إلا إذا كنت مقيما بالمخيم ومت إن شئت).. ولم يقل بتحمل الحجاج مسؤولية ما حدث سوى واحد أكد أن العائدين من رمي الجمرات هم من سلك الطريق المخصص للقادمين لاختصار الطريق فكانت الكارثة.
رجال الحماية المدنية أول المتدخّلين.. ولكن الكارثة أكبر
كان رجال الحماية المدنية في البعثة الجزائرية أول المتدخلين في الكارثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن هيهات.. فالمصيبة أكبر من تدخل 50 أو 100 عون حماية أو أكثر، فآلاف الحجاج كانوا يموتون أمام الأنظار عطشا واختناقا في مشهد لم ير حتى في أفلام الرعب. لقد أنقذ رجال الحماية المدنية حسب شهود عيان العشرات ممن كانوا بين الحياة والموت، فقد اختلط الحابل بالنابل وعلت الجثث الأحياء وأصبح من الصعب انتشال الحي من بين الموتى، أو تحديد الحي من بين تلك الجبال التي سوّيت بشبابيك الخيام، بعدما أراد معظمهم تسلق تلك الشبابيك للنجاة والتعلق ببصيص الأمل.وقال عون حماية مدنية في تصريح لـ"النهار" إنه كان ينتشل الجثث الواحدة تلو الأخرى من أجل إخراج حي من بينها، ولم يكن الأمر سهلا فقد كان هناك طبقات من الموتى مترامية في الطريق، إلى درجة أن هناك أحياء من وسطهم إلى أقدامهم كلها جثث فلم يتمكنوا من الخروج إلا بعد تعاون الرجلين والثلاثة على انتشالهم من تحت الجثث، فاستعملت في ذلك ألبسة الإحرام وكل الوسائل الممكنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. فالمصيبة أكبر من أن توصف بكثير. وأكد آخر أنه انتشل حاجا مصريا من تحت الجثث ومن شدة تمسكه به من هول الفاجعة فقد مزق لباسه من شدة التعلق به خوفا من إفلاته فيكون مصيره كمصير تلك الجثث المترامية المحيطة به من كل جانب ورائحة الموت تملأ المكان، كل هذا قبل وصول مصالح الدفاع المدني السعودي الذي كان يملك ثلاث وحدات أو أربع وحدات على بعد أمتار من مكان الحادثة وعلى مرمى حجر منها، فضلا عن انتشار عدد من أعوان الشرطة بالمكان.
4 جزائريين قضوا في الكارثة وفق الرواية الرسمية.. وشهادات تتحدث عن العشرات
كشفت مصالح البعثة الجزائرية عن وفاة أربعة جزائريين في الحادثة التي عرفتها منى، أول أمس، منهم امرأتان من ولاية سكيكدة هما «بن شنيو صليحة» 60 سنة و«بركان جميلة» 55 سنة، وأحد أعضاء البعثة الجزائرية من الخارجية ويحمل لقب حداد، الذي قالت زوجته إنها كانت شاهدة على الحادثة فقد كانت معه داخل ذلك التدافع غير أنها نجت بأعجوبة بعد أن انتشلها الحجاج الجزائريون بشق الأنفس، وقالت زوجة الفقيد «..رأيته وهم يدوسونه بأقدامهم»، وهي تروي تفاصيل الحادثة الأليمة التي فرقت الزوج عن زوجته والزوجة عن زوجها وأخذت عائلات بأكملها. وقد توقفت حصيلة البعثة الجزائرية الرسمية لحد الآن عند هذا الحد، غير أن شهادات الحجاج الذين عاينوا الكارثة بأعينهم كشفوا عن وفاة حجاج آخرين، فقد أكد أحد المرشدين بمخيم الوكالات السياحية أنه رأى جزائريين يموتان أمام عينيه ولم يستطع أن يفعل شيئا. وقال شاب جزائري آخر والأسى يعصر قلبه بأنه فقد 5 من أفراد عائلته في الحادثة، فقد رآهم يتساقطون الواحد تلو الآخر، وقال: «لقد رأيت أمي تداس بين الأقدام وتسقط بين أمواج الحجيج لكنني لم أستطع أن أفعل لها شيئا.. خفت أن أموت لو نزلت إليها لأرفعها». ومن جهة أخرى، قال آخرون إن حجاجا كانوا معهم بالمخيم اختفوا تماما ولم يظهروا لحد الآن، في وقت تنتظر البعثة الجزائرية الجديد من السلطات السعودية التي ستجري إحصاء للموتى وتحديد جنسياتهم من خلال الأساور التي كانت بأيديهم.وقد كانت كثير من خيام الجزائريين عرضة للكارثة وعلى وجه الخصوص خيام مستودعات تخزين الطعام، فضلا عن خيمة للنساء سقط عليها عدد من الحجاج الذين كانوا يسيرون فوقها بعدما تمكنوا من النجاة من كارثة شارع الموت، فالكل كان يرى بأن منفذ النجدة يوجد خارج هذا الشارع، وكان الكثيرون يلوحون بأيديهم لطلب المساعدة لكن لا أحد يمكنه الوصول إليهم، فمن دخل الشارع قبل انتهاء الحادثة ما كان ليخرج منه. وقد تمكن رجال الحماية المدنية وبعض الحجاج الجزائريين من إنقاذ قرابة عشرة جزائريين من المجزرة، والعشرات من جنسيات إيرانية وأندونيسية وأتراك وباكستانيين وغيرهم، حيث أكد حجاج بأنهم أخرجوا 25 حاجا وأنقذوهم من الموت.
الطفل المعجزة.. وأندونيسية في الثالثة من عمرها تنقذ والديها من الموت!
وكشف أحد عناصر الحماية المدنية عن وقوفه على حالة غريبة جدا أثرت فيه كثييرا وأسالت دموعه، فقد كان هناك طفل في الثامنة من عمره على الأكثر بين تلك الجثث والجبال من الموتى، يقف أمام والده الذي كان يصارع الموت يحمل شيئا بيده يروّح به على والده ودموعه تنهمر على خديه، يحاول منحه قليلا من الهواء تحت حرارة لامست سقف الخمسين درجة، ووسط أمواج الحجيج المتدافعة التي كانت تبحث عن مخرج لها من الكارثة التي ألمت بها، وهو يقول «بابا بابا» ليضيف محدث «النهار» أنه اقترب منه فحمله فرفض ترك والده الذي رأى هو الآخر في عون الحماية بصيص أمل للنجاة، فانتشله وابنه من بين الجثث وحملهما نحو مستشفى الطوارئ الذي كان قريبا من موقع الكارثة.وفي معجزة أخرى، كانت طفلة أندونيسية في الثالثة من عمرها سببا في إنقاذ والدها وأمها من الموت، بعدما قذف بها والدها من وسط تلك الأمواج المتدافعة من الحجيج التي تريد الوصول إلى البوابة والتعلق بأي بصيص أمل يمكن أن يوصلها إلى بر الأمان، فأثار ذلك الحادث وسقوط الطفلة داخل خيمة الحجاج الجزائريين الذين كانوا منهمكين هم أيضا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح انتباههم، فركزوا اهتمامهم على انتشال أبوي هذه الطفلة التي أخذت تصرخ وتنادي «بابا وماما»، فيما كان الوالدان متمسكين بالسياج الحديدي والأمواج البشرية المتدافعة من خلفهم والحديد من أمامهم، فما كان من الحجاج داخل المخيم إلا انتشال الوالد أولا من فوق السياح الحديدي الذي يصل ارتفاعه إلى مترين أو أقل بقليل، ثم بعد ذلك زوجته والإعتناء بهما حتى عادا إلى حالتهما الطبيعية.
إفريقي يعود للحياة من جديد.. ومصري يموت بعد خروجه من بين الأموات
لم يستطع أحد الحجاج الأفارقة أن يتمالك نفسه ولا أن يعي ما حدث، بعدما عاد للحياة من جديد بتدخل عناصر الحماية المدنية الذين كانوا يبحثون عن الأحياء وسط جبال الموتى، فقد كان هذا الأخير لا يتحرك ولا يتنفس، غير أن قطرات الماء التي لامست وجهه جعلته يتجاوب ويتفاعل مع الهواء الذي وصله برفع الجثث التي كانت فوقه وتمنعه من التنفس، وبعد أن أدرك عناصر الحماية أنه حي أخذوا يرشونه بالماء أكثر ويحاولون إيقاظه ومساعدته على التنفس، وما إن وصل الهواء إلى كامل جسمه وأحس بقوة في قدميه فتح عينيه ووقف على قدميه وفر هاربا من الفزع وسط الجثث المترامية.وأما بشأن المصري الذي مات بعد أن عاد للحياة من جديد، فقد أكد الحاج الذي انتشله من وسط الجثث بالمخيم 91 التابع لوكالة سياحية جزائرية، بأنه كان يصرخ ويلوح بيده إلى البوابة ويشير بعينيه طالبا المساعدة، وقد كان نصفه الأسفل وسط الأموات ونصفه الأعلى خارجا وكأنه غارق في الوحل لا يستطيع إنقاذ نفسه، وكلما طال به الأمد وقل جهده راح يتهاوى على الجثث، فتم استعمال القوة وتعاون الجميع على إخراجه ووضعه داخل المخيم وإعطائه ماء ليشرب ويرش نفسه للتخفيف من الحر، ففرح كثيرا ودعا لنا يقول المتحدث، «ثم اتصلنا بالدفاع المدني ليأتوا ويأخذوه»، قبل أن يضيف محدث «النهار»: «عقب 10 دقائق أو أقل عدنا للاطمئنان عليه فوجدناه قد مات في المكان الذي تركناه فيه قبل أن يصل الإسعاف».
إفريقية تستغيث من تحت الجثث.. وآخر يطلب إنقاذه ولو قطعت ذراعاه
ويقول حاج آخر كان شاهدا على الكارثة إن كل من كان يقف بالشارع مات إلا القليل ممن تم انتشالهم أو قفزوا داخل المخيمات، «فقد كان هناك من بين الجثث إفريقية تستغيث ولم يكن يظهر من جسدها سوى رأسها وجزء يسير من نصفها العلوي، كانت تنظر إليّ من بعيد بعيون دامعة وبيدها تلوح لي أن تعالى أنقذني.. لم أستطع الوصول إليها فقد كانت أقرب لمخيم الحجاج المصريين الذين لم يقصروا هم أيضا فقد أنقذوا ما يمكن إنقاذه قبل وصول هيئة الدفاع المدني السعودية، ظلت المرأة تنظر إلي وكلما حاولت الوصول إليها منعتني الجثث المتناثرة التي كانت على شكل طبقات بعضها فوق بعض متناثرة عند باب المخيم، إلى أن وصل رجال الحماية المدنية أو هيئة الدفاع المدني لا أعلم من انتشلها، ولكن أظن أنها قد نجت من الموت وحملت إلى المستشفى، وأما الحاج الآخر الذي ينحدر من أصول إفريقية فلم يكن يستطيع الكلام من شدة العطش والحر سوى أنه كان يمد بذراعيه إلينا لكن هيهات فقد كانت فوقه الجثث متناثرة كأنها الحطام، حاولنا كثيرا إنقاذه لكن من دون جدوى وكأنما هناك قوة أخرى تسحبه إلى الأرض، فقد تعاونّا قرابة ستة من الشباب حتى كدنا نخلع ذراعيه من جسده إلا أنه لم يتزحزح من مكانه، فقال الشباب دعوه سنقطع يديه غير أنه كان مصرا على الخروج حتى لو قطعت يداه، فقد كانت نظراته ترمقنا بنوع من الاستجداء أن لا تتركوني أرجوكم، غير أن كل جهودنا ضاعت سدى لأن انتشاله من تحت الجثث كان أشبه بالمستحيل، فبكيت كثيرا لأنني لم أستطع أن أفعل له شيئا..».
هكذا وقعت الكارثة..
لم يكن الحجاج الذين خرجوا آمنين مطمئنين من مزدلفة لرمي جمرة العقبة والتحلل الأول ونزع الإحرام يطلبون شيئا سوى الماء، فقد كانوا يتلوون من العطش، كيف لا وقد قطعوا مسافة 10 أو 7 كيلومترات تحت أشعة الشمس الحارقة وفيهم الشيخ والعجوز والطفل والرضيع، فقد قال حجاج من المخيمات الجزائرية والمصرية والسودانية التي كانت شاهدة على أحداث المجزرة الأليمة، إن هؤلاء الضحايا ظلوا في الطريق المغلقة قرابة الساعتين يستقبلون أشعة الشمس وكأنهم صفائح للطاقة الشمسية من دون ماء، وزادهم التدافع اختناقا، حتى بدأوا يتساقطون الواحد تلو الآخر ولا يريدون إلا الماء.وقد استنفذ الضحايا كل قارورات الماء التي كانت بالمخيمات القريبة من الحادثة، الباردة منها والحارة لكن هيهات فأجسادهم كانت قد جفت وأين لقارورة من نصف لتر أو أقل أن ترويهم أو تعيد لهم جزءا من حيويتهم، فالموت بدأ يدب في عروقهم وزادهم التفكير في العاقبة ورؤية الموت يقترب من شدة الزحام والتدافع فأصبح كل واحد منهم.. «نفسي نفسي».. وأصبح الأقوياء منهم يتخذون من أكتاف الضعفاء مطية للوصول إلى الخيام واعتلاء السياج الحديدي المحيط بالطريق، وما زاد الطين بلة استمرار تعنت المطوفين في غلق مخارج النجدة والطوارئ وكذا رفض العساكر فتح الطرق الرئيسية الأخرى التي كان بإمكانها تخفيف الضغط على الحجاج الذين انحصروا في الوسط وأصبحوا يدكون دكا كما تدك الآلة التبن.
شربوا الماء لكنهم ماتوا جميعا..
وزع المخيم رقم 90 للبعثة الجزائرية كل قارورات الماء التي كانت بالمطبخ كاحتياط للحجاج الجزائريين على ضحايا الحادثة الأليمة، ممن التصقت أجسادهم بالسياج الحديدي للخيمة فشربوا جميعا وكبوا على رؤوسهم.. قالوا «لم يكن هناك شيء يمكننا مساعدتهم به سوى الماء فقد كانوا يُدفعون إلى السياج دفعا وبينهم الرجال والنساء والشيوخ والعجائز، انقسم الطريق إلى جهتين بعدما أصبح مستحيلا الخروج من الأمام أو الخلف لبعد المسافة، فأصبح المنفذ الوحيد برأيّهم هو الجوانب حيث مخيمات الجزائريين والمصريين، ولكن هيهات فأنّى للآلاف أن يقفوا في مساحة لا تتعدى 200 متر على 7 أمتار.. لقد ماتوا جميعا وأصبحوا جثثا هامدة.. مات المئات بل الآلاف في لحظات، فتحنا بوابة المخيم لكن ليتنا ما فتحناها فقد كان الأمر متأخرا وقد خارت قوى كل الحجاج الذين كانوا بالشارع، وخاصة منهم الذين كانوا أمام الباب، أغمي في البداية على أكثرهم فأصبحوا مطية لأقدام الحجاج الآخرين الذين يتدافعون للوصول إلى الباب مما عمق الحصيلة، وأصبح فتح الباب أمرا حتميا لكن ليس لدخولهم وإنما لانتشال الأحياء من بين الجثث التي أصبحت تملأ الباب وتقطع الطريق على من ظلت له أنفاس قليلة يمكنه أن يصل بها إلى البوابة والنجاة من الكارثة.
شاحنات محملة بقارورات الماء وصلت.. لكن بعد الكارثة
شرب الشباب الأفارقة الذين تمكنوا من صعود الخيام مياه المكيفات الهوائية، فقد كانوا يقطعون أنابيب المكيفات ويشربون ماءها عسى يخففوا شدة الحر التي كانوا يعانونها، ولا شك أنه لا أحد يمكن أن يحس بلهبها سوى من رضي شرب ماء المكيف، وتحمل مخاطر الصعق بالكهرباء والسقوط من أعلى الخيام فقط لإطفاء اللهيب الذي كان يشعر به، زيادة على ذلك فقد كان بعضهم يفرغون على رؤوسهم قارورات بيبسسي التي كانت بمستودعات مطاعم المخيمات الجزائرية.. المهم شيء بارد أو سائل حتى لو كان بنزينا، من شدة الحر التي عاشه هؤلاء. بعد انتهاء الكارثة ووفاة كل من كان بالشارع إلا القليل منهم، وصلت قوات الدفاع المدني السعودي وقوات التدخل، وبدأت تصل حينها شاحنات مياه التبريد التي يتم رشها لتخفيف الحرارة، وبعدها شاحنات قارورات المياه الباردة التي استفاد منها فقط الذين ساهموا في انتشال الجثث.
جثث مترامية داخل مخيمات الجزائريين.. وأخرى بمراكز الطوارئ بالبوابات والممرات
كانت مداخل ومخارج مخيمات الجزائريين والممرات كلها جثث متناثرة هنا وهناك، وهي لضحايا تمكنوا من النجاة والهرب من «شارع الموت»، غير أن انعدام الإسعافات وتأخرها في الوصول، جعلهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة هناك، ومنهم من نقلوا إلى المستشفيات عبر عربات ذوي الاحتياجات الخاصة ليتمكنوا من تلقي العلاج والإسعافات الأولية من قبل حجاج جزائريين ومصريين وغيرهم، في حين مات البقية واستشهدوا قبل وصول الإسعاف ونقلهم إلى المستشفى. وكانت لـ$ في الساعات الأولى من الحادثة زيارة إلى المركز الصحي رقم 7 بمنى، فكانت هناك جثث متناثرة هنا وهناك ممن نقلوا مصابين لإسعافهم، فضلا عن آخرين تُقدّم لهم الإسعافات الأولية، فكانت أغلب الإصابات ضيق في التنفس وكسور وضربات شمس، مما يوحي بأن حجم الكارثة فوق كل تصور.
كرونولوجيا حوادث التدافع خلال مواسم الحج
24 سبتمبر 2015: وفاة 717 حاج وإصابة 863 آخرين في تدافع الحجاج بمنى.
12 جانفي 2006: وفاة 364 حاج في تدافع بموقع رمي الجمرات.
1 فيفري 2004: وفاة 251 حاج في تدافع بمنى في أول أيام رمي الجمرات.
11 فيفري 2003: لقي 14 حاجا حتفهم في أول أيام رمي الجمرات.
5 مارس 2001: وفاة 35 حاجا وإصابة عدد كبير بجروح طفيفة أثناء رمي الجمرات.
9 أفريل 1998: تدافع يودي بحياة أكثر من 118 حاج وإصابة أكثر من 180 آخرين في منى أثناء رمي الجمرات.
24 ماي 1994: وفاة 270 حاج في تدافع أثناء رمي الجمرات.
2 جوان 1990: تدافع كبير في نفق منى إثر عطل في نظام التهوية يؤدي إلى وفاة 1426 حاج.
شربوا الماء لكنهم ماتوا جميعا.. و«بيبسي» ومياه المكيفات لإطفاء لهيب أجسادهم
الحماية المدنية والحجاج الجزائريون أنقذوا العشرات من الموت وكانوا أول المتدخّلين
حاج جزائري: «رأيت أمي تداس أمامي وتسقط.. ولم أرفعها لأنني خشيت الموت»
أندونيسية عمرها 3 سنوات تنقذ والديها من الموت!
مصري يموت بعد خروجه من بين الأموات.. وإفريقي يطلب إنقاذه ولو قطعت ذراعاه
مجزرة.. كارثة.. ومهزلة كان شارع الجديدة أو شارع الموت كما يصح أن يطلق عليه بعد الحادثة الأليمة التي شهدها في يوم النحر أول أمس، لا لشيء سوى لأن منافذ النجدة أو الطوارئ كانت مغلقة ورفض المطوفون فتحها خوفا من اقتحام المخيمات، زيادة على غلق مصالح الأمن كل الطرقات الأخرى المؤدية إلى بر النجاة، سوى ما كان منها يصب في شارع الموت، حيث التقت أمواج الحجيج القادمة من مزدلفة في طريقها إلى الجمرات وتلك العائدة من الرجم بشارع الجديدة، فكان الموعد بينهما عند الساعة الثامنة والنصف صباحا بين مخيمات حجاج البعثة الجزائرية وحجاج البعثة المصرية، فكان الأمر أن قضى منهم قرابة الألف أو يزيدون وفق الرواية الرسمية للسلطات السعودية.جبال من الموتى وأكوام من القمامة تكونت من ألبسة وأغراض الحجيج، سببها سوء التسيير وانعدام التنسيق إن صح التعبير، بعد غلق كل المنافذ المؤدية من المخيمات إلى الجمرات ومن الجمرات إلى المخيمات، عدا الذي يصب منها في شارع الموت «طريق الجديدة»، حيث التقى آلاف الحجاج القادمين من مزدلفة بعد مسيرة قاربت أربع ساعات تحت أشعة الشمس الحارقة في طريقهم إلى رمي الجمرات للتحلل الأول ونزع الإحرام، غير أنهم لم يدركوا أبدا أنهم على موعد مع الموت الذي حصدهم جميعا فماتوا عطشا واختناقا، من دون مُنقذ ولا متدخل إلا بعد موت المئات وتساقطهم الواحد تلو الآخر فتحول الصراخ إلى سكون في نصف ساعة.تضاربت الآراء حول أسباب الحادثة الأليمة بين القادمين من مزدلفة ورمي الجمرات، وصب أغلبها في قالب واحد.. (كل المنافذ مغلقة إلا شارع الجديدة «شارع الموت»).. (كل العساكر كانوا يوجهوننا إليه).. (حتى بعد سماعنا ببداية موت الحجاج في الأمام بسبب التدافع ظلت كل الطرقات مغلقة سوى هذا الشارع والعساكر لا يعرفون شيئا سوى الطريق مقفل إذهب من هنا).. (كل منافذ النجدة مغلقة ولن تدخل إلا إذا كنت مقيما بالمخيم ومت إن شئت).. ولم يقل بتحمل الحجاج مسؤولية ما حدث سوى واحد أكد أن العائدين من رمي الجمرات هم من سلك الطريق المخصص للقادمين لاختصار الطريق فكانت الكارثة.
رجال الحماية المدنية أول المتدخّلين.. ولكن الكارثة أكبر
كان رجال الحماية المدنية في البعثة الجزائرية أول المتدخلين في الكارثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن هيهات.. فالمصيبة أكبر من تدخل 50 أو 100 عون حماية أو أكثر، فآلاف الحجاج كانوا يموتون أمام الأنظار عطشا واختناقا في مشهد لم ير حتى في أفلام الرعب. لقد أنقذ رجال الحماية المدنية حسب شهود عيان العشرات ممن كانوا بين الحياة والموت، فقد اختلط الحابل بالنابل وعلت الجثث الأحياء وأصبح من الصعب انتشال الحي من بين الموتى، أو تحديد الحي من بين تلك الجبال التي سوّيت بشبابيك الخيام، بعدما أراد معظمهم تسلق تلك الشبابيك للنجاة والتعلق ببصيص الأمل.وقال عون حماية مدنية في تصريح لـ"النهار" إنه كان ينتشل الجثث الواحدة تلو الأخرى من أجل إخراج حي من بينها، ولم يكن الأمر سهلا فقد كان هناك طبقات من الموتى مترامية في الطريق، إلى درجة أن هناك أحياء من وسطهم إلى أقدامهم كلها جثث فلم يتمكنوا من الخروج إلا بعد تعاون الرجلين والثلاثة على انتشالهم من تحت الجثث، فاستعملت في ذلك ألبسة الإحرام وكل الوسائل الممكنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. فالمصيبة أكبر من أن توصف بكثير. وأكد آخر أنه انتشل حاجا مصريا من تحت الجثث ومن شدة تمسكه به من هول الفاجعة فقد مزق لباسه من شدة التعلق به خوفا من إفلاته فيكون مصيره كمصير تلك الجثث المترامية المحيطة به من كل جانب ورائحة الموت تملأ المكان، كل هذا قبل وصول مصالح الدفاع المدني السعودي الذي كان يملك ثلاث وحدات أو أربع وحدات على بعد أمتار من مكان الحادثة وعلى مرمى حجر منها، فضلا عن انتشار عدد من أعوان الشرطة بالمكان.
4 جزائريين قضوا في الكارثة وفق الرواية الرسمية.. وشهادات تتحدث عن العشرات
كشفت مصالح البعثة الجزائرية عن وفاة أربعة جزائريين في الحادثة التي عرفتها منى، أول أمس، منهم امرأتان من ولاية سكيكدة هما «بن شنيو صليحة» 60 سنة و«بركان جميلة» 55 سنة، وأحد أعضاء البعثة الجزائرية من الخارجية ويحمل لقب حداد، الذي قالت زوجته إنها كانت شاهدة على الحادثة فقد كانت معه داخل ذلك التدافع غير أنها نجت بأعجوبة بعد أن انتشلها الحجاج الجزائريون بشق الأنفس، وقالت زوجة الفقيد «..رأيته وهم يدوسونه بأقدامهم»، وهي تروي تفاصيل الحادثة الأليمة التي فرقت الزوج عن زوجته والزوجة عن زوجها وأخذت عائلات بأكملها. وقد توقفت حصيلة البعثة الجزائرية الرسمية لحد الآن عند هذا الحد، غير أن شهادات الحجاج الذين عاينوا الكارثة بأعينهم كشفوا عن وفاة حجاج آخرين، فقد أكد أحد المرشدين بمخيم الوكالات السياحية أنه رأى جزائريين يموتان أمام عينيه ولم يستطع أن يفعل شيئا. وقال شاب جزائري آخر والأسى يعصر قلبه بأنه فقد 5 من أفراد عائلته في الحادثة، فقد رآهم يتساقطون الواحد تلو الآخر، وقال: «لقد رأيت أمي تداس بين الأقدام وتسقط بين أمواج الحجيج لكنني لم أستطع أن أفعل لها شيئا.. خفت أن أموت لو نزلت إليها لأرفعها». ومن جهة أخرى، قال آخرون إن حجاجا كانوا معهم بالمخيم اختفوا تماما ولم يظهروا لحد الآن، في وقت تنتظر البعثة الجزائرية الجديد من السلطات السعودية التي ستجري إحصاء للموتى وتحديد جنسياتهم من خلال الأساور التي كانت بأيديهم.وقد كانت كثير من خيام الجزائريين عرضة للكارثة وعلى وجه الخصوص خيام مستودعات تخزين الطعام، فضلا عن خيمة للنساء سقط عليها عدد من الحجاج الذين كانوا يسيرون فوقها بعدما تمكنوا من النجاة من كارثة شارع الموت، فالكل كان يرى بأن منفذ النجدة يوجد خارج هذا الشارع، وكان الكثيرون يلوحون بأيديهم لطلب المساعدة لكن لا أحد يمكنه الوصول إليهم، فمن دخل الشارع قبل انتهاء الحادثة ما كان ليخرج منه. وقد تمكن رجال الحماية المدنية وبعض الحجاج الجزائريين من إنقاذ قرابة عشرة جزائريين من المجزرة، والعشرات من جنسيات إيرانية وأندونيسية وأتراك وباكستانيين وغيرهم، حيث أكد حجاج بأنهم أخرجوا 25 حاجا وأنقذوهم من الموت.
الطفل المعجزة.. وأندونيسية في الثالثة من عمرها تنقذ والديها من الموت!
وكشف أحد عناصر الحماية المدنية عن وقوفه على حالة غريبة جدا أثرت فيه كثييرا وأسالت دموعه، فقد كان هناك طفل في الثامنة من عمره على الأكثر بين تلك الجثث والجبال من الموتى، يقف أمام والده الذي كان يصارع الموت يحمل شيئا بيده يروّح به على والده ودموعه تنهمر على خديه، يحاول منحه قليلا من الهواء تحت حرارة لامست سقف الخمسين درجة، ووسط أمواج الحجيج المتدافعة التي كانت تبحث عن مخرج لها من الكارثة التي ألمت بها، وهو يقول «بابا بابا» ليضيف محدث «النهار» أنه اقترب منه فحمله فرفض ترك والده الذي رأى هو الآخر في عون الحماية بصيص أمل للنجاة، فانتشله وابنه من بين الجثث وحملهما نحو مستشفى الطوارئ الذي كان قريبا من موقع الكارثة.وفي معجزة أخرى، كانت طفلة أندونيسية في الثالثة من عمرها سببا في إنقاذ والدها وأمها من الموت، بعدما قذف بها والدها من وسط تلك الأمواج المتدافعة من الحجيج التي تريد الوصول إلى البوابة والتعلق بأي بصيص أمل يمكن أن يوصلها إلى بر الأمان، فأثار ذلك الحادث وسقوط الطفلة داخل خيمة الحجاج الجزائريين الذين كانوا منهمكين هم أيضا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح انتباههم، فركزوا اهتمامهم على انتشال أبوي هذه الطفلة التي أخذت تصرخ وتنادي «بابا وماما»، فيما كان الوالدان متمسكين بالسياج الحديدي والأمواج البشرية المتدافعة من خلفهم والحديد من أمامهم، فما كان من الحجاج داخل المخيم إلا انتشال الوالد أولا من فوق السياح الحديدي الذي يصل ارتفاعه إلى مترين أو أقل بقليل، ثم بعد ذلك زوجته والإعتناء بهما حتى عادا إلى حالتهما الطبيعية.
إفريقي يعود للحياة من جديد.. ومصري يموت بعد خروجه من بين الأموات
لم يستطع أحد الحجاج الأفارقة أن يتمالك نفسه ولا أن يعي ما حدث، بعدما عاد للحياة من جديد بتدخل عناصر الحماية المدنية الذين كانوا يبحثون عن الأحياء وسط جبال الموتى، فقد كان هذا الأخير لا يتحرك ولا يتنفس، غير أن قطرات الماء التي لامست وجهه جعلته يتجاوب ويتفاعل مع الهواء الذي وصله برفع الجثث التي كانت فوقه وتمنعه من التنفس، وبعد أن أدرك عناصر الحماية أنه حي أخذوا يرشونه بالماء أكثر ويحاولون إيقاظه ومساعدته على التنفس، وما إن وصل الهواء إلى كامل جسمه وأحس بقوة في قدميه فتح عينيه ووقف على قدميه وفر هاربا من الفزع وسط الجثث المترامية.وأما بشأن المصري الذي مات بعد أن عاد للحياة من جديد، فقد أكد الحاج الذي انتشله من وسط الجثث بالمخيم 91 التابع لوكالة سياحية جزائرية، بأنه كان يصرخ ويلوح بيده إلى البوابة ويشير بعينيه طالبا المساعدة، وقد كان نصفه الأسفل وسط الأموات ونصفه الأعلى خارجا وكأنه غارق في الوحل لا يستطيع إنقاذ نفسه، وكلما طال به الأمد وقل جهده راح يتهاوى على الجثث، فتم استعمال القوة وتعاون الجميع على إخراجه ووضعه داخل المخيم وإعطائه ماء ليشرب ويرش نفسه للتخفيف من الحر، ففرح كثيرا ودعا لنا يقول المتحدث، «ثم اتصلنا بالدفاع المدني ليأتوا ويأخذوه»، قبل أن يضيف محدث «النهار»: «عقب 10 دقائق أو أقل عدنا للاطمئنان عليه فوجدناه قد مات في المكان الذي تركناه فيه قبل أن يصل الإسعاف».
إفريقية تستغيث من تحت الجثث.. وآخر يطلب إنقاذه ولو قطعت ذراعاه
ويقول حاج آخر كان شاهدا على الكارثة إن كل من كان يقف بالشارع مات إلا القليل ممن تم انتشالهم أو قفزوا داخل المخيمات، «فقد كان هناك من بين الجثث إفريقية تستغيث ولم يكن يظهر من جسدها سوى رأسها وجزء يسير من نصفها العلوي، كانت تنظر إليّ من بعيد بعيون دامعة وبيدها تلوح لي أن تعالى أنقذني.. لم أستطع الوصول إليها فقد كانت أقرب لمخيم الحجاج المصريين الذين لم يقصروا هم أيضا فقد أنقذوا ما يمكن إنقاذه قبل وصول هيئة الدفاع المدني السعودية، ظلت المرأة تنظر إلي وكلما حاولت الوصول إليها منعتني الجثث المتناثرة التي كانت على شكل طبقات بعضها فوق بعض متناثرة عند باب المخيم، إلى أن وصل رجال الحماية المدنية أو هيئة الدفاع المدني لا أعلم من انتشلها، ولكن أظن أنها قد نجت من الموت وحملت إلى المستشفى، وأما الحاج الآخر الذي ينحدر من أصول إفريقية فلم يكن يستطيع الكلام من شدة العطش والحر سوى أنه كان يمد بذراعيه إلينا لكن هيهات فقد كانت فوقه الجثث متناثرة كأنها الحطام، حاولنا كثيرا إنقاذه لكن من دون جدوى وكأنما هناك قوة أخرى تسحبه إلى الأرض، فقد تعاونّا قرابة ستة من الشباب حتى كدنا نخلع ذراعيه من جسده إلا أنه لم يتزحزح من مكانه، فقال الشباب دعوه سنقطع يديه غير أنه كان مصرا على الخروج حتى لو قطعت يداه، فقد كانت نظراته ترمقنا بنوع من الاستجداء أن لا تتركوني أرجوكم، غير أن كل جهودنا ضاعت سدى لأن انتشاله من تحت الجثث كان أشبه بالمستحيل، فبكيت كثيرا لأنني لم أستطع أن أفعل له شيئا..».
هكذا وقعت الكارثة..
لم يكن الحجاج الذين خرجوا آمنين مطمئنين من مزدلفة لرمي جمرة العقبة والتحلل الأول ونزع الإحرام يطلبون شيئا سوى الماء، فقد كانوا يتلوون من العطش، كيف لا وقد قطعوا مسافة 10 أو 7 كيلومترات تحت أشعة الشمس الحارقة وفيهم الشيخ والعجوز والطفل والرضيع، فقد قال حجاج من المخيمات الجزائرية والمصرية والسودانية التي كانت شاهدة على أحداث المجزرة الأليمة، إن هؤلاء الضحايا ظلوا في الطريق المغلقة قرابة الساعتين يستقبلون أشعة الشمس وكأنهم صفائح للطاقة الشمسية من دون ماء، وزادهم التدافع اختناقا، حتى بدأوا يتساقطون الواحد تلو الآخر ولا يريدون إلا الماء.وقد استنفذ الضحايا كل قارورات الماء التي كانت بالمخيمات القريبة من الحادثة، الباردة منها والحارة لكن هيهات فأجسادهم كانت قد جفت وأين لقارورة من نصف لتر أو أقل أن ترويهم أو تعيد لهم جزءا من حيويتهم، فالموت بدأ يدب في عروقهم وزادهم التفكير في العاقبة ورؤية الموت يقترب من شدة الزحام والتدافع فأصبح كل واحد منهم.. «نفسي نفسي».. وأصبح الأقوياء منهم يتخذون من أكتاف الضعفاء مطية للوصول إلى الخيام واعتلاء السياج الحديدي المحيط بالطريق، وما زاد الطين بلة استمرار تعنت المطوفين في غلق مخارج النجدة والطوارئ وكذا رفض العساكر فتح الطرق الرئيسية الأخرى التي كان بإمكانها تخفيف الضغط على الحجاج الذين انحصروا في الوسط وأصبحوا يدكون دكا كما تدك الآلة التبن.
شربوا الماء لكنهم ماتوا جميعا..
وزع المخيم رقم 90 للبعثة الجزائرية كل قارورات الماء التي كانت بالمطبخ كاحتياط للحجاج الجزائريين على ضحايا الحادثة الأليمة، ممن التصقت أجسادهم بالسياج الحديدي للخيمة فشربوا جميعا وكبوا على رؤوسهم.. قالوا «لم يكن هناك شيء يمكننا مساعدتهم به سوى الماء فقد كانوا يُدفعون إلى السياج دفعا وبينهم الرجال والنساء والشيوخ والعجائز، انقسم الطريق إلى جهتين بعدما أصبح مستحيلا الخروج من الأمام أو الخلف لبعد المسافة، فأصبح المنفذ الوحيد برأيّهم هو الجوانب حيث مخيمات الجزائريين والمصريين، ولكن هيهات فأنّى للآلاف أن يقفوا في مساحة لا تتعدى 200 متر على 7 أمتار.. لقد ماتوا جميعا وأصبحوا جثثا هامدة.. مات المئات بل الآلاف في لحظات، فتحنا بوابة المخيم لكن ليتنا ما فتحناها فقد كان الأمر متأخرا وقد خارت قوى كل الحجاج الذين كانوا بالشارع، وخاصة منهم الذين كانوا أمام الباب، أغمي في البداية على أكثرهم فأصبحوا مطية لأقدام الحجاج الآخرين الذين يتدافعون للوصول إلى الباب مما عمق الحصيلة، وأصبح فتح الباب أمرا حتميا لكن ليس لدخولهم وإنما لانتشال الأحياء من بين الجثث التي أصبحت تملأ الباب وتقطع الطريق على من ظلت له أنفاس قليلة يمكنه أن يصل بها إلى البوابة والنجاة من الكارثة.
شاحنات محملة بقارورات الماء وصلت.. لكن بعد الكارثة
شرب الشباب الأفارقة الذين تمكنوا من صعود الخيام مياه المكيفات الهوائية، فقد كانوا يقطعون أنابيب المكيفات ويشربون ماءها عسى يخففوا شدة الحر التي كانوا يعانونها، ولا شك أنه لا أحد يمكن أن يحس بلهبها سوى من رضي شرب ماء المكيف، وتحمل مخاطر الصعق بالكهرباء والسقوط من أعلى الخيام فقط لإطفاء اللهيب الذي كان يشعر به، زيادة على ذلك فقد كان بعضهم يفرغون على رؤوسهم قارورات بيبسسي التي كانت بمستودعات مطاعم المخيمات الجزائرية.. المهم شيء بارد أو سائل حتى لو كان بنزينا، من شدة الحر التي عاشه هؤلاء. بعد انتهاء الكارثة ووفاة كل من كان بالشارع إلا القليل منهم، وصلت قوات الدفاع المدني السعودي وقوات التدخل، وبدأت تصل حينها شاحنات مياه التبريد التي يتم رشها لتخفيف الحرارة، وبعدها شاحنات قارورات المياه الباردة التي استفاد منها فقط الذين ساهموا في انتشال الجثث.
جثث مترامية داخل مخيمات الجزائريين.. وأخرى بمراكز الطوارئ بالبوابات والممرات
كانت مداخل ومخارج مخيمات الجزائريين والممرات كلها جثث متناثرة هنا وهناك، وهي لضحايا تمكنوا من النجاة والهرب من «شارع الموت»، غير أن انعدام الإسعافات وتأخرها في الوصول، جعلهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة هناك، ومنهم من نقلوا إلى المستشفيات عبر عربات ذوي الاحتياجات الخاصة ليتمكنوا من تلقي العلاج والإسعافات الأولية من قبل حجاج جزائريين ومصريين وغيرهم، في حين مات البقية واستشهدوا قبل وصول الإسعاف ونقلهم إلى المستشفى. وكانت لـ$ في الساعات الأولى من الحادثة زيارة إلى المركز الصحي رقم 7 بمنى، فكانت هناك جثث متناثرة هنا وهناك ممن نقلوا مصابين لإسعافهم، فضلا عن آخرين تُقدّم لهم الإسعافات الأولية، فكانت أغلب الإصابات ضيق في التنفس وكسور وضربات شمس، مما يوحي بأن حجم الكارثة فوق كل تصور.
كرونولوجيا حوادث التدافع خلال مواسم الحج
24 سبتمبر 2015: وفاة 717 حاج وإصابة 863 آخرين في تدافع الحجاج بمنى.
12 جانفي 2006: وفاة 364 حاج في تدافع بموقع رمي الجمرات.
1 فيفري 2004: وفاة 251 حاج في تدافع بمنى في أول أيام رمي الجمرات.
11 فيفري 2003: لقي 14 حاجا حتفهم في أول أيام رمي الجمرات.
5 مارس 2001: وفاة 35 حاجا وإصابة عدد كبير بجروح طفيفة أثناء رمي الجمرات.
9 أفريل 1998: تدافع يودي بحياة أكثر من 118 حاج وإصابة أكثر من 180 آخرين في منى أثناء رمي الجمرات.
24 ماي 1994: وفاة 270 حاج في تدافع أثناء رمي الجمرات.
2 جوان 1990: تدافع كبير في نفق منى إثر عطل في نظام التهوية يؤدي إلى وفاة 1426 حاج.
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32975
نقاط : 68082
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
رد: كارثة منى:مرور موكب ولي العهد وغلق الممرات امام الحجيج 24-9-2015
شكرا اخي الشابي لو تتحصل على شهادات الحجاج الجزائريين من قناة النهار التي بثتها امس حوالى الساعة 7 مساء...فيها العجب...و الله ما يستهلوا السعوديين ان ينظموا الحجالشابي كتب:أسباب كارثة منى :شهادة حجاج جزائريين :اغلقوا الممرات امام الحجاج
larbi- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 32975
نقاط : 68082
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
مواضيع مماثلة
» كلمة المجاهد فايز العريبي من امام مقر الامم المتحدة بمصر29-7-2015
» كلمة الدكتور موسى ابراهيم امام مقر الامم المتحدة جمهورية مصر العربية29-7-2015
» مضاهرات امام مقر الحكومة البريطانية ضد حكم محكمة الجماعة الليبية المقاتلة ضد رجال الوطن 29--7-2015
» طرابلس اختطاف عريس امام عروسته وعائلته من امام صالة الفراشة السراج..
» ليس امام حفتر من خيار سوى تقديم الوعود بالنصر وليس امام انصاره من خيارات سوى تصديقها
» كلمة الدكتور موسى ابراهيم امام مقر الامم المتحدة جمهورية مصر العربية29-7-2015
» مضاهرات امام مقر الحكومة البريطانية ضد حكم محكمة الجماعة الليبية المقاتلة ضد رجال الوطن 29--7-2015
» طرابلس اختطاف عريس امام عروسته وعائلته من امام صالة الفراشة السراج..
» ليس امام حفتر من خيار سوى تقديم الوعود بالنصر وليس امام انصاره من خيارات سوى تصديقها
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:31 pm من طرف larbi
» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 793 من عناصره ونحو 6 آلاف مصاب
أمس في 9:30 pm من طرف larbi
» إعلام إسرائيلي: انفجار مسيرة في قاعدة عسكرية بمنطقة إلياكيم ووقوع إصابات
أمس في 9:21 pm من طرف larbi
» مسيّرة لحزب الله تراوغ دفاعات إسرائيل وتسقط في إلياكيم
أمس في 9:20 pm من طرف larbi
» حزب الله يستهدف قاعدة بحرية إسرائيلية ومقاتلوها يواصلون اشتباكاتهم المباشرة في القطاع الغربي
أمس في 9:19 pm من طرف larbi
» النتن ياهو حزين وسموترتيش غاضب.. حزب الله يقتل 6 جنود من نخبة جيش الاحتلال
أمس في 9:18 pm من طرف larbi
» حزب الله: رسالة من الأمين العام نعيم قاسم إلى مقاتلي المقاومة الإسلامية
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 11:13 pm من طرف larbi
» يوم نوعي لحزب الله.. مسيرات وصواريخ تصل إلى مشارف تل أبيب وحديث عن استهداف مقرات عسكرية
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 8:01 pm من طرف larbi
» حزب الله يهاجم مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 7:59 pm من طرف larbi
» القسام تعرض مشاهد لمعارك مقاتليها في جباليا استهداف الجنود وتفجير الدبابات من مسافة الصفر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 3:07 pm من طرف larbi