الشرعية في طبرق والشريعة في درنة الدستور في البيضاء والشورى في بنغازي

الشرعية في طبرق والشريعة في درنة
الدستور في البيضاء والشورى في بنغازي
الكرامة في المرج والإستتابة في النوفلية
القرار في مصراتة والخلافة في سرت
الصمود في طرابلس والمعركة في الزاوية
جند الخلافة في صبراته وتجار البشر في زوارة
قطاع الرؤوس في الجفرة وقطاع الطرق في سبها
المال في دار السلام والموت في الكفرة
السلطة في طبرق والنفط في أجدابيا والمصرف في طرابلس .
..
ويقسمون جهد إيمانهم بأنها ثورة وبركة ومجيدة
كيف إذا كانت مؤامرة ونكبة ونكسة وفتنة وخديعة ؟
أليس المشهد العراقي واضح أمامكم بكل تفاصيله ؟
ألم تفخروا بصدام الذي وقف ضد الغرب . وتشتموا الجلبي الذي دخل بغداد على دبابة أمريكية بوعود الديمقراطية والحرية ؟
أليست صادرات العراق النفطية بضعف صادراتكم لكنه يعاني أزمات الكهرباء والوقود والرواتب وغلاء الأسعار ؟
أليس العراق منذ عشر سنوات يحارب الإرهاب بشتى صوره وأشكاله دون أي نجاح . رغم أنه يملك عشرة أضعاف جيشكم ؟
لكن الواقع . لاديمقراطية تحققت . ولاإستقرار حصل . ولاإرهاب تم القضاء عليه رغم التحالف الدولي الذي يقصف منذ شهور . ولاحرب أهلية أنتهت . ولاإعمار تم . ولامستقبل في الأفق .
المؤامرة لن تنتج إلا خيبات وصدمات وهزائم وضياع .
لاتنجروا خلف أدواتها وبيادقها وحواراتها وبشائرها وعواجلها وإنتصاراتها الوهمية ووعودها الكاذبة وأحلامها السراب .
الحل في التبرأ من فبراير والتنصل منها والعودة للإلتفاف حول أهل الحق الذين رفضوا المؤامرة ووقفوا ضدها وقاتلوها ودفعوا الثمن موت وتهجير وسجون وملاحقات وتخوين وتشويه . هم وحدهم من أتبتث الأيام صدق أقوالهم وقراءاتهم للمشهد . ووحدهم من يمتلكون الحل بعيدا عن الوهم والسراب والخداع ... الفارس الليبي

أن تجف مياه النهر العظيم . وتتبخر مليارات الأرصدة . وتتوقف محطات الكهرباء . وتتأخر الرواتب . ويحرق النفط . وتدمر المطارات . ويتفشى التطرف والإنحراف . وينتشر إدمان المخدرات . وإمتهان السرقة والحرابة والإبتزاز . وتتفشى الأمراض والأوبئة . وتنتهي مئات المشاريع الزراعية التي كانت مناطق خضراء بملايين شتلات الزيتون والنخيل وأشجار الغابات . والثلوث البيئى بسبب الأسلحة التي أستخدمها الناتو في الأراضي الليبية .
وتجد البعض يتحدث عن التحرر والدولة والدستور والمستقبل والرقي والبركة والثورة والشرعية . فلا تملك إلا أن تتوقف عن النقاش وتقيم عزاء للعقول .
ألاف الذين قدموا أنفسهم نشطاء وخبراء ومحللين ومناظلين يكتفون اليوم بالمناكفات على القنوات وصفحات الفيسبوك . ويتصارعون على المناصب . ويجتهدون في السفر لتعقب آثار ليون . دون أن نرى بعضهم يتوقف عن تسويق الهرطقات ويلتفت للخطر المحدق بالأجيال القادمة المهددة بالفقر والجوع والعطش والتخلف والمرض . دون أن يقدم بعضهم دراسات حقيقية لمعالجة الأزمات المادية والبيئية والصحية والإجتماعية التي تضع عديد علامات الإستفهام حول الوطن برمته .
الناتو لن يبني لك برج . وليون لن يبني لك مدرسة . والكذب لن يصنع لك تاريخ . والشعارات لن تصنع مستقبل .
غدا لن تجد من يهتم بالديمقراطية . ولن تجد من يفلسف معنى الحرية . فالجموع ستكون مجبرة على البحث عن رغيف الخبز وسد الرمق وعلبة دواء وشربة ماء من بئر مهجور .
سيعيش الوطن على المساعدات المشروطة والقروض المرهقة والإنفتاح والتفسخ والتعددية الدينية والتقسيم المبرمج .
غدا ستستفيق الجموع لتجد نفسها تحت الوصاية والتبعية إجبارا لا إختيارا . وستسلم كل شئ لما وراء البحر طوعا لأنها فقدت كل مقومات الحياة الكريمة .
غدا ستصحو الجموع ولن تجد معها ناشط مأجور ولاسياسي متملق ولا شيخ دين منافق . سيتركونها جميعا لأن أراضيها تصحرت وخزائنها أفرغت ومياهها جفت وأهلها تفرقوا شيعا وأحزابا وأصبحوا متسولين على قارعة الطريق . ينتظرون صدقة الرجل الأبيض يرميها لهم تحت أقدامه .
كل يوم يمر يزداد ضياع الشباب وهجرة العقول وتبخر المال وحقد القلوب وخراب المنجز . وكل يوم يتشبث به المغيبين بقناعة زرعها الخارج تقود الوطن نحو المجهول . وكل يوم يكتفي فيه التبع بمناقشة قضايا ظاهرية وصراعات مفتعلة ومحاسبة الماضي وإصطياد الحروف والفواصل هي إلهاء الجموع عن الكوارث الحقيقية التي تنخر جسد الوطن .
الدعوة جادة لثورة حقيقية تنقذ الوطن المهدد بالغرق . ثورة تزيل كل المتاجرين والمنافقين وتمحو كل مخرجات المؤامرة قبل فوات الأوان ... الفارس الليبي

نشر الديمقراطية
تحقيق السلام
حماية المدنيين
مكافحة الإرهاب
مكافحة الهجرة
مكافحة القرصنة
...
شعارات لحروب . يصدقها الأغبياء . ينفذها العملاء . يواجهها الشرفاء . تحقق مصالح الأعداء .
لم يتحقق السلام في فلسطين . ولم يتوقف الإرهاب في أفغانستان . ولم تنشر الديمقراطية في العراق . ولم تنتهي القرصنة في الصومال . ولم يحمى المدنيين في ليبيا .
يخلقون المشكلة . يجدون الذريعة . يقترحون الحل . يسوقون الشعار . ينفذون المهمة . وتنتهي بإعتذار في تصريح أو أسف في خطاب أو أعتراف في كتاب .
وتتكرر المسرحية بشعار أخر وعملاء أخرين وضحايا أخرين . والأغبياء كالحمار يحمل اسفارا ... الفارس الليبي