حكومة ليون .. و مصير آل القدافى

غدا قريبا سيفرض المجتمع الدولى حكومة " ليون " و ما على الأطراف المتصارعة سوى القبول بسياسة الأمر الواقع .
الخلاف اليوم يدور حول الأسماء دون المسميات ، و حول المناصب و المكاسب دون المبادئ ، حول النتائج دون ذكر الأسباب .. و متى رضى الجميع بنصف الحصة ستُفعل حكومة الأمر الواقع و سيتناول الجميع من نفس طبخة الطباخ " ليون ".

لا يغرنكم المظاهرات التى تُقام هنا و هناك .. و لا الرفض المُعلن هنا و هناك .. بل إسألوا دائما و أبدا عن أصل القصة التى بسببها كان العدوان على ليبيا .
إسألوا عن الأموال : من يصرفها و من يسيرها و ماهي مصادرها..!؟
قبل شهور و نحن نتحدث عن الأموال الليبية ، فنبّهنا و حدرنا من مخطط التجويع الممنهج على طريقة حكاية جحا الشهيرة و ها نحن نعيشها اليوم بتفاصيلها التراجيدية .
من يدفع مرتبات الناس هو من سيتحكم فى الناس..؟
غدا عندما تصبح هذه الحكومة فرض عين و واجب .. ستتجه أنظار الناس إلى حوائجهم الشخصية و أول حاجة ملحة الأمن و المرتبات بعدما إعتادوا على إنقطاع الكهرباء و طوابير البنزين .

حينها ستعطى الأوامر للميليشيات أن إنضبطى و إنظمى إلى الصف و ستفتح المخازن و البنوك ليشعر الناس ببعض الراحة و الإطمئنان و لا أستثنى فى ذلك" الأزلام " .. بعدها مباشرة سننتقل إلى المرحلة التالية مرحلة تقوم على تحسين ظروف الناس مع نسيان الماضى و تجاوز الأحقاد و عودة المهجرين و رفع شعار بناء ليبيا الجديدة .

هم سيلعبون على الوقت ليجعلوا الناس يقبلون بالحد الأدنى من المطالب الإجتماعية و الإقتصادية على أمل تحسينها مستقبلا .. كل ذلك بهدف تلهية الرأي العام الليبى حول حقيقة المؤامرة التى إستهدفته فى مقتل.
إذا ما نجحت هذه المرحلة ستعقبها مرحلة أخرى أكثر حساسية تتعلق بإرث القائد الشهيد معمر القدافى و سيرفعون شعار " عفى الله عما سلف " و سيصدرون قرار العفو العام مع إبقاء عائلة آل القدافى في وضع المنتظر و الإبقاء على ورقة سيف الإسلام القدافى معلقة إلى حين صدور قرار إعادة المحاكمة .

يحتاجون بين عشرة سنوات إلى ما فوق حتى ينسى الناس عائلة القائد الشهيد معمر القدافى ، و فى نسيانهم هو نسيان لأصل و فصل أسباب التدخل العسكرى فى ليبيا .

فالعائلة لا تمثل نفسها فى هذه الحالة لأنها ستمثل تاريخ مفترق الطرق .. لأن المخطط سيقوم على مفهوم صراع الأجيال و سيطرحون على الناس خيارين: إما أن تتجه أنظار الناس نحو المستقبل بدعوى ترك الماضى بمن فيه خلفنا بكل أفراحه و أتراحه و لنترك الحكم للتاريخ ، و إما أن يبقى الناس فى زمانهم أوفياء لعائلة القائد فيفوتون على أنفسهم رحلة القطار .
ليكون قرار الخيار صعب أمام أنصار القائد فى غياب من يثقون فيه لقيادتهم .

الآسياد يحتاجون اليوم لإعادة تدوير و إستثمار ما بقي من الأموال الليبية التى ماتزال موجودة ، و لن ينتظروا طويلا لإطلاق مشروع مرحلة ما بعد المؤامرة و هو فى الأصل مؤامرة ثانية .

و لأن الوقت سيكون فى صالحهم فإن سيناريو ما حصل فى العراق سيتم إعادة بعثه فى ليبيا مع تغيير بعض التفاصيل و دخول بعض العناصر المقبولة نسبيا من طرف الناس .
الذى يستطيع تغيير ألة الزمن الدولية و الذى يستطيع حرق طبخة " ليون " و مطبخ الأسياد و يقلب الطاولة على رؤوس الجميع هو الواقع على الأرض و بالضبط الواقع الجغرافى بعيدا عن مخطط التقسيم .

ما عدا ذلك فإن ليبيا ستسير من مؤامرة إلى مؤامرة .