الأمير بريء؛ السعودية بأمس الحاجة للكبتاغون!!!

لاتزال قضية الأمير السعودي بحمولته الغريبة "2 طن من المخدرات" قيد التحقيق، الحمولة التي كانت متوجهة إلى الحجاز عبارة عن 24 طرداً و8 حقائب سفر كبيرة ألصِقت على كل طرد ورقة تحمل عبارة «خاص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن وليد آل سعود».

رجل الأمن في المطار طلب تفتيش الطرود، فما كان من المرافق إلا أن قال له، بحضور الامير: «ألا ترى المكتوب عليها؟ هذه أغراض خاصة لطويل العمر لا تُفتّش». رجل الأمن أصرّ على التفتيش قائلاً: لو كانت لأبيه أو لأبي، سأفتشها.
بدأ التفتيش وتم ضبط كمية هائلة من حبوب الكبتاغون (نحو طنين أو مليون حبة)

لا ألوم الأمير هنا بل ألوم رجل الأمن اللبناني، هذه الحبوب "المخدرة" ليست لمجرد لحظات اللهو والمجون، فلها اليوم وفي ظلّ "الربيع العربي" أدوار أخرى أهم بكثير، وأصحاب "السمو الملكي" في السعودية بأمس الحاجة لها.

في بداية الأحداث السورية تم ضبط كميات كبيرة من "الكبتاغون" وكان الاستغراب يكتنف الشعب السوري حول هذه الظاهرة لكن الأمور بدأت تتضح فيما بعد، فهذه الحبوب تجعل من الشخص فاقد التفكير، منقاد، خارج عن حدود الإنسانية، وهو ما اجتاجه "الربيع العربي" الذي امتطته السعودية ليستمر...

السعودية لا تلام في هذه اللحظات على استجلاب كميات كبيره من هذه الحبوب، فهي اليوم من بعد أن كانت عراب الثورات، تقف في عين العاصفة، ومن المعروف أن عين العاصفة "تخدع" فبداخلاها لاتشعر بالريح، ولكن الخبير يعلم أنه في انتظار الكارثة، كارثة ربما تقتلع المنزل الداخلي، خصوصاً بعد أن كثرت جبهاتها الخارجية، بطريقة لاتنسجم مع حجمها الديموغرافي في المنطقة.

هذا ماحدث مع هتلر سابقاً، فبعد أن توسع في اوروبا، وكثرت جبهات قتاله، وتشتت جيشه، لم يستطع استشعار الخطر القادم الذي تشكل في "النقطة العمياء" وكان هو عنوان الفلم الوثائقي الذي تحدث عن هتلر فيما بعد، فتشكلت جبهة كاملة لمحاربته وهو مايمكن أن يحدث مع السعودية.

السعودية اليوم كأنها استشعرت الخطر، فكم الأعداء الذي شكلته سياساتها، لم تعد تستطع "النقطة العمياء" إخفائه، فكان لابدمن من الاستعانة بمخدر "الكبتاغون" والمخدر هنا يستخدم على مستويين؛ لأصحاب السمو، وللمنقادين خلفهم.

المنقادين للقتال على جبهات السعودية "الكثيرة" باتو بأمس الحاجة إليه، خصوصاً أنهم على موعد مع الموت في الجهة الجنوبية "اليمن" البلد الذي لم يحتل بتاريخ البشرية، أما أصحاب "السمو الملكي" فصدماتهم كثيرة، خصوصاً أنهم باتوا يعلمون أن تلال المال مجرد ورق لا يؤكل، ولا يصنع المجد، ولايغير مسار التاريخ، وأن ربيعهم الذي امتطوه ربما "سيرفسهم" في النهاية، والهروب من الواقع المؤلم هو ابسط طريقة للنجاة وربما يكون بابتلاع حبوب "الكبتاغون" والنوم بجانب خليلة.