«شريان» حلب بقبضة الجيش

وسع سيطرته بمحيط أوتوستراد حرستا.. وأحكمها على مناطق إستراتيجية بريف اللاذقية …«شريان» حلب بقبضة الجيش ..

الوطن | حقق الجيش العربي السوري نصراً مؤزراً أمس أضيف إلى ملحمة سجلاته بتطهير طريق حلب خناصر إثريا سلمية، شريان حلب الوحيد، من رجس تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين، وأعاد الحياة إلى حلب مجدداً والبسمة إلى وجوه السكان المحاصرين بالإرهاب والجوع.

وصباح أمس أعلن توقف هدير كاسحات الألغام عن الانتهاء من إجراءات الأمان لفتح طريق خناصر الذي يصل حلب بحماة والعالم الخارجي، ومع حلول المساء بدأت قوافل المواد الغذائية والمحروقات تصل تباعاً إلى المدينة التي حوصرت لـ14 يوماً متواصلة.

وطوى الجيش العربي السوري وقوات الدفاع المحلي المساندة له بذلك عمر الحصار الذي أعاد إلى الأذهان فترة الحصار قبل عامين بجشع تجار أزماتها الذين يستغلون حاجة السكان للغذاء فيرفعون الأسعار أضعافاً مضاعفة ويمارسون الاحتكار بأبشع صوره من دون حسيب أو رقيب من السلطات التنفيذية التي بدت عاجزة عن التعامل مع الأزمة حيناً، ومتواطئة مع هؤلاء في أحيانٍ أخرى وكأن المدينة لم تتعلم الدرس الذي كلفها كثيراً.
كلمة الفصل كانت لميامين الجيش العربي السوري الذين سطروا المعجزات في ظل الحصار فواصلوا عملياتهم العسكرية في جنوب حلب وسيطروا على 16 قرية جديدة، كما واصلوا تقدمهم في ريف حلب الشرقي وسيطروا أمس على القسم الأكبر من قرية الشيخ أحمد من أيدي داعش، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن»، وليثبتوا أقدامهم على بعد نحو كيلومترين من مطار كويرس الذي اقترب موعد فك الحصار عنه أكثر من أي وقت مضى بعودة الحياة إلى طريق إمداد الجيش عبر خناصر وإثريا اللتين باتتا في عهدة الجيش مع المسافة الفاصلة بينهما والتي عززت بنقاط جديدة لتأمين الطريق من أي اعتداء من الحليفين الجديدين داعش والنصرة.
وفي دمشق وبتوجيه من رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي، طلب وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك جمال شاهين من مؤسسات التدخل الإيجابي إرسال شاحنات من المواد الغذائية والاستهلاكية والسلع الضرورية للمواطنين في مدينة حلب.
وعشية افتتاح الطريق، أكد شاهين خلال اجتماع مع مديري مؤسسات التدخل الإيجابي، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء «سانا»، على مراعاة أن تكون السلع والمواد الغذائية المرسلة بمواصفات ونوعية جيدة وبنفس أسعارها في باقي المحافظات والحيلولة دون نقص أي مادة غذائية.
في ريف حماة الشمالي قضى الجيش على 81 مسلحاً من النصرة خلال تصديه للهجمات العنيفة التي شنتها الجبهة على الحواجز العسكرية على محور مورك، اللطامنة، معركبة، اللحايا، ودمر الجيش لـ«النصرة»، آليات عسكرية مركباً عليها رشاشات ثقيلة، وعتاداً حربياً. كما استهدفت وحدات من الجيش بحسب مصدر إعلامي لـ«الوطن»، تجمعات للمسلحين في بلدات وقرى اللطامنة، كفرزيتا، محيط لحايا ولطمين، الحويز وجسر بيت الراس، وأردت العديد منهم صرعى وجرحى.
وعلى الحدود الإدارية الممتدة بين الريف الشمالي الشرقي لمحافظة اللاذقية والريف الشمالي الغربي لمحافظة حماة، أحكمت وحدة من الجيش سيطرتها على جبل الفرك بعد القضاء على آخر بؤر المسلحين فيه، حسبما نقلت «سانا» عن مصدر عسكري أكد أن وحدات الجيش أحكمت سيطرتها على مفرق بيت أبو ريشة وخربة جب الزعرور بريف اللاذقية الشمالي.
وبالترافق وسع الجيش سيطرته في أوتوتستراد دمشق حمص من ناحية حرستا بريف دمشق الشرقي مقترباً من طرد مسلحي ميليشيا «جيش الإسلام» عبر إحكامه السيطرة على محطة وقود الأمان بالله والأبنية بالقرب من الأوتوتستراد، في وقت واصلت وحدات منه عمليتها العسكرية لاستعادة مدينة داريا الواقعة إلى الغرب من العاصمة، وأسفرت عن مقتل مدرب أميركي للمسلحين سبق أن تدرب في إسرائيل.
وأما في ريف حمص فقد واصلت قوات من الجيش تصديها لهجوم تنظيم داعش الرامي إلى السيطرة على بلدة صدد في ريف المحافظة الجنوبي الشرقي، وذلك عبر محور بلدة مهين، التي سيطر عليها داعش مؤخراً، موقعاً خسائر فادحة في صفوف التنظيم.