بلاد العصابات وحكومات الصرافة

بقلم محمد علي المبروك

ماتتميز به ليبيا كبلاد بين بلدان العالم بأنها بلاد العصابات المرسمة المرخصة او المشرعنة او المرعية وهى صاحبة الأمر ولايصحبها أمر مع أمرها ولاتصحبها سلطة مع سلطتها ولا وجود في ليبيا لأي سلطة تشريعية او تنفيذية وهى عصابات لها انتماء عصابي وليس انتماء وطني ولها مصالح ذاتية وليس مصالح وطنية ومنها الآتي :

- عصابات الانتماء لفبراير ، وهى عصابات مسلحة ترفع شعارات فبراير ومرسمة مشرعنة تنتمي بالاسم فقط للأجسام الرسمية ولا ولاء لها الا لرئيس العصابة او اميرها او المنطقة التي تنتمي اليها ، لم تعرف منها ليبيا الا الأسوأ مثل الحرب على المناطق وتهجير اهلها او سجن وتعذيب الليبيين او قفل الطرقات على ابناء الشعب الليبي وحجزهم في مناطقهم او في الطرقات او قفل الموانئ والحقول النفطية مثل مايحدث من عصابة حرس المنشآت النفطية وسط ليبيا او قفل الادارات العامة الخدمية او الاعتداء على المشافي والمطارات والمدارس او الحرب فيما بينها في المدن دون اعتبار للمدنيين او ابتزاز وسرقة المال العام او اجبار الحكومات على تعيين سفراء او مدراء او وزراء مثل ماحادث الآن في شرق ليبيا.

- عصابات الانتماء لعقائد منحرفة متطرفة ، وهى التي تسمى سلفية وانصار شريعة وتنظيم دولة وهى عصابات مسلحة مرسمة مشرعنة لاتنتمي الا لعقائدها المنحرفة و ظهرت مع عاصفة فبراير كأوراق وبذور متطايرة تساير هيجان العاصفة حتى أخذت لها مكانا بين هبوب العاصفة ثم تفاعلت حيويا حيث اسكنتها العاصفة فنمت كأشجار خبيثة ، ثمارها مسمومة . وصورها مذمومة . لايعشش فيها الا الغربان ، لم تعرف منها ليبيا الا تكفير شعبها المسلم والسيطرة على مساجدها وبث كتبها ومنشوراتها وفرض أئمة وخطباء في هذه المساجد وجلب الأجانب والاغتيالات والتفجيرات وإكراه الناس على سلوك معتقداتها وتدمير المعالم الرمزية والسياحية والتاريخية والسيطرة على مناطق كاملة كما يحدث في مدينة سرت من تنظيم الدولة غيرالاسلامية ولاتعرف هذه العصابات الا القتل بأبشع وأقبح مشاهد تتعدى أشر الشرور وتحظى هذه العصابات بدعم وتحالف بعض عصابات فبراير .

- عصابات الانتماء الاجرامي ، مع عاصفة فبراير التي حركت ثم نفضت التراب الليبي فأخرجت مكامنه وقلبت عناصره الكيمائية والعضوية فأصبحت التربة الليبية تربة خصبة لنمو أشكال متعددة من عصابات الجريمة المسلحة ومنها عصابات الخطف والمخدرات والسطو وقطع الطرق والهجرة غير الشرعية وتهريب الوقود والاثار وغيرها وتحظى بعض هذه العصابات بتحالف او حماية من بعض عصابات فبراير وتسيطر على موانئ بحرية مثل ميناء زوارة وموانئ اخرى في غرب ليبيا تستخدم للهجرة وتهريب الوقود ونقل افراد تنظيم الدولة غير الاسلامية من دول المغرب العربي الى سرت وتسيطر على منافذ برية في جنوب ليبيا وجنوب غرب وجنوب شرق ليبيا وامام إبصار الليبيين تتخذ بعض هذه العصابات عدة مواقع اثرية ومعدنية وبيئية في شرق وغرب وجنوب ليبيا للتنقيب ونهب الاثار والثروات المعدنية وصيد الحيوانات البرية وتهريبها الى الخارج بمساعدة عصابات دولية .

اما الاجسام السياسية ذات المسؤوليات الوطنية فلا وجود لها في ليبيا الا إدبارا تحت إقبال هذه العصابات فالموتمر الوطني في غرب ليبيا هو مؤتمر صرافة وحكومته المسماة بالانقاذ هى حكومة صرافة ومجلس النواب في شرق ليبيا هو مجلس صرافة وحكومة الثني هى حكومة صرافة ، اي هم صرافون لا مهنة لهم الا صرف الاموال على انفسهم وعلى هذه العصابات صرفا جشع بشع بلغ حد السفه المالي وكأنه مالا مورث اوهبة وكأنه ليس مالا عاما وكأنه مالا خاص ، مع هذه العصابات البكتيرية التي تغلفت بجدران خلايا الجسم الليبي حتى تمكنت منه ومع وجود حكومات الصرافة التي صرفت وأهدرت مابجهاز المناعة من اجسام مضادة حتى أفلسته فان الشعب الليبي يعيش في جسم ليبيا المريض في أدنى معيشة ارضية لاتجوب الا التعاسة والفقر دياره . ولايلتهب الا الخوف والروع اخباره . ولاتجري الا بالمآسي أقداره . وتبقى فسحة من أمل لو افسحنا لإرادتنا النائمة بالنهوض وذلك بخروج الشعب الليبي على حكام الصرافة والعصابات المسلحة وحل وجودهم ثم الالتفاف على ثلاث ركائز اساسية في ليبيا للنهوض بليبيا من صرعتها فركيزة الجانب الأمني موجودة في ليبيا في قوة الردع الخاصة بطرابلس والتى هى جديرة ان تكون نواة لجسم أمني قوي في ليبيا لما أثبتته هذه القوة من أصالة وطنية في محاربة الجريمة وركيزة الجانب العسكري موجودة في وحدات الجيش الليبي في شرق ليبيا وبعض الوحدات المعطلة في غرب وجنوب ليبيا والتي لاتنتمي الا ليبيا وهى وحدات جديرة ان تكون نواة لجسم عسكري نظامي قوي ثم ركيزة الجانب السياسي وهى موجودة في حكومة الوفاق الوطني المطروحة من الامم المتحدة على ان تسلخ من مؤتمر الصرافة في الغرب الليبي ومجلس الصرافة في الشرق الليبي بخروج الشعب الليبي عليهما وذلك حتى الخروج من باطن الخطر وبعدها لكل واقع وقعا جديد .