ما بعد سرت ..!؟

و كما توقعنا غداة سيطرة داعش على مدينة سرت هاهي المدينة الصامدة تُكوى مرتين الأولى على يد عصابة حلف النيتو و عبيده المزاريط و الثانية على يد داعش .
حتى يعلم بعض الناس الذين رفعوا شعار " داعش و لا مصراتة " أن كلاهما وجهان لعملة واحدة و أن كلاهما متفقان من حيث إختلافهما على تدمير أخر قلاع الصمود فى ليبيا.
صورة الأطفال الذين إختطفوهم من آهاليهم و يدربون فيهم عسكريا هي صورة مستقبلية لهذه المدينة لأن غسيل الدماغ أفضع من القتل نفسه ، و صور الإعدامات الوحشية ستبقى راسخة فى نفوس الأطفال ليخلقوا لنا جيلا مريضا أو متوحشا فى المستقبل من داخل مدينة سرت ، هم يستهدفون نفسية و عقول الناس الصامدين الذين مازالوا على عهد الشهيد لأجل ذلك لن يتركوا المدينة تعيش فى سلام حتى يقضوا على أخر اللاءات التى يرفعها سكان المدينة .
لن تبقى إلا مدينة مصراتة آمنة و سيزرعون الحقد و الدمار فى كل المدن الليبية تماما كما يحدث اليوم فى وطننا العربى أين نجحوا فى زراعة الفتنة و التقسيم فى كل البلدان تقريبا و الحملة الصليبية مستمرة على باقى البلدان و لم تبقى إلا " إسرائيل " آمنة بين أسوارها و حدود النار التى ترسمها .
المزاريط إنسحبوا من سرت فى إتفاق ضمنى مع الدواعش و قبلها مدينة " درنة " و " بنغازى " و المدينة التى لا يستطعون السيطرة عليها عسكريا يدمرونها أو يضعونها تحت التهديد الدائم لهجماتهم ، لذيهم الأن مساحة واسعة من الحدود الآمنة هي نفس منطق ما يطلق عليه ب " المنطقة الآمنة " الذى إبتكرته العقلية الصهيونية ضد العرب .
اليوم جاء الدور على مدينة " أجدابيا " لتكون ضمن هذه المساحة ، هم كعادتهم يبدؤون فى التحضير و التجهيز الميدانى بالتصفية الجسدية لكل شخص يشكل لهم تهديدا ما ، ثم يسلمون المدينة لمن لا يخشى الله فى دمة المسلمين .. ثم يقومون بتمويل تلكم الجماعات المتطرفة ماليا و يمدونهم بالسلاح لتبقى المنطقة مشتعلة إلى حين قرار منهم ، فسحب المال و سحب السلاح يؤدى بالمطلق إلى إنتهاء الإقتتال .
حتى يعلم الفيبراريون من داخل مدينة بنغازى أنهم دفعوا المدينة كلها ثمن عمالتهم أو جهلهم ، و حتى يعلم الفيبراريون من داخل مدينة أجدابيا أن لا حياد أمام أي عدوان خارجى و أنهم أيضا دفعوا المدينة كلها ثمن جبنهم و حيادتهم .
ما بعد سرت كانت أجدابيا و ما بعد بعدها ستكون مدينة بنى وليد ، هم يأخدون المدن على حين غرة مدينة وراء مدينة هي السياسة الإستعمارية التى إنتهجتها فرنسا فى إحتلال الجزائر منطقة وراء منطقة و كل منطقة كانت تثور لوحدها فيقضى عليها و عندما قامت الثورة فى كل المناطق قُضي على الإستعمار الفرنسى فى الجزائر .
و لأن الإستعمار تلميد غبي لا يتعلم الدروس هاهي فرنسا و من ورائها حلف النيتو تكرر فعلتها فى ليبيا عن طريق عملائها ، هم فعلوا ذلك ليصبح الجميع جاهزين للركوع أمام حكم عبيد عصابة النيتو عن قناعة هذه المرة .
و مع هذا سيفشلون .