الدكتور مصطفى الزائدي:مراسم النفاق !!

التوقيع على اتفاق سلام بين جناحي فبرايرفي الصخيرات

شهود الزور ،من الصخيرات الي جوائز نوبل !!
من ايام حكومة وفاق الصومال !! الي مهراجانات مجلس حكم بريمر في زمن تحرير العراق!! وجنيفات الامم المتحدة حرل سوريا واليمن !! وحوارات الشغٓالين في تونس البوعزيزي، وحكومة الترويكا الاولي والثانية !! والافلام الليبية في قصور الصخيرات !!
تمتلئ مشاهد الربيع العربي !! بمراسم احتفالية ، عنوانها النفاق ، وموضوعها تغطية فشل المشروع الغربي في المنطقة !! ومشاهد هوليودية عند إفتتاح حلقات التفاوض بين الاطراف , و لحظة التواقيع علي المسودات ،والاتفاقات !!
الممثلون "الصدٓارت" هم شخوص من وزراء من دول الاهتمام ، واناس يتقمصون شخصيات الاعيان والوجهاء من دول الضحايا ، رهط يرتدون افخر الملابس ، تصمم خصيصا لتلك المناسبات ،متخصصون في التصفيق الحار جدا ، وتبادل الابتسامات !!
المفاوضون الافذاذ !! تنتفخ اوداجهم فخرا بإنجاز من وهم !! وتنهار دموع بعظهم فرحا بشيء مجهول ، او حزنا عن امر كان مأمول !! تنهال التوقيعات وتتوزع الابتسامات ، وكأن الوطن يولد من جديد !! لكن قبل ان تجف الاحبار ، وتنام الاخبار ، تتبدد الاوهام ، وتتحقق مقولة الاجداد " كلام الليل مدهون بالزبدة " حتي لو حصد المفاوضون كل جوائز نوبل !!
ليس الخبر كالعيان ، فلنا في الزمن القريب الدليل الاكيد ، نراه في استعادة مشاهد الاحتفلات التي صاحبت اعلان نتائج انتخاب المؤتمر والبرلمان في ليبيا !! و الاحتفال البهيج يوم نقل السلطة من المجلس الانتقالي الي المؤتمر الجديد ، وقوائم المدعويين ،وصلاة النفاق فوق المسرح من الشيخ عبد الجليل!! واحتفالات الاستلام والتسليم بين اللص الكيب وخليفته زيدان الذي اضطر الي الفرار من الدولة الحرة !! في جنح الظلام !!
كما هو جلي بعد عقود في الحالة الصومالية ، والعراقية ، وما تعانيه الدولة التونيسية التي حاول الغرب تسويقها كنموذج لربيع الديمقراطية !! وفي الانهيار الرهيب للدولة الليبية .
ما يهمني في الموضوع ليس الحديث عن تلك المسرحيات الهزلية ، بل الحاجة فعلا الي سلطة توافق وطني حقيقية تنتج من حوار بين الليبيين ، يتأسس علي ان ليبيا وطن للجميع من حقهم العيش فيها والتمتع بخيراتها ومن واجبهم حمايتها والحفاظ علي استقلالها، حيث لا غالب ومغلوب ولا مظلوم ، يتحمل فيها الشجعان المسؤلية التاريخة لاقامة دولة مدنية امنة مستقلة مسؤولة ، السطوة فيها للقانون ، والغلبة بهالجموع الشعب الحر .
مصطفي الزائدي
١٧ ديسمبر٢٠١٥