مصرف ليبيا يستقطع نصف المرتبات

الصحفي عبدالرزاق الداهش
حاول مصرف ليبيا المركزي دحض ما تردد إزاء عدم قدرته على الوفاء بصرف المرتبات بعد منتصف هذا العام .
خطاب الطمأنينة الذي قدمه مصرف البيضاء مقبول فقط لتبديد مخاوف الشارع ،فالكلام (الزين) يعطى في الدين ولكنه لا يسدده .
وخطاب الشفافية الذي لم يقدمه مصرف طرابلس مطلوب ليضع الليبيين أمام مسؤولياتهم ،في ظل عجز كارثي لميزان المدفوعات ناجم عن تراجع صادرات النفط ،مع تراجع لأسعاره .
لا مركزي طرابلس ،ولا مركزي البيضاء طالب الحكومة بتخفيض المرتبات إلى النصف ،ولكنه عمليا أستقطع أكثر من النصف في غفلة من الموظفين .
صحيح أن المرتب مازال يصل كاملا ،ولكن ذلك لا يتعدى أن يكون مجرد خدعة بصرية ،لأن قيمته قد نزلت إلى النصف ،بسبب ترشيد الأنفاق من الاحتياطي الذي يتآكل بصورة مخيفة .
الموظف سوف يكتشف الحقيقة أمام فترينة السوق وليس حاسوب الصراف ،فارتفاع أسعار السلع يعني انخفاض قيمة الدينار .
ومهما ردد مركزي طرابلس أو البيضاء بشأن المرتبات كبقرة مقدسة أو كخط أحمر ،فالحقيقة واحدة : إذا لم تتحلحل الأمور فإنها ستنحدر من ما هو سيء إلى ما هو أسوأ