د / رمضان البحباح:الدور سيأتي على الجميع

ذبح الشباب الليبيين في بوابة مرادة من قبل تنظيم داعش .. ليس جديدا ولا غريبا فهذه الجرائم بدأت منذ فبراير عام 2011 .. وقد صورها الاعلام المأجور والغربي .. ووصفت حينها بأن (الثوار) يواجهون مرتزقة القذافي على حد وصفه .. وطبل لها العالم كثيرا واعتبره إنتصار لثورة ضد نظام دكتاتوري .. لكن الحقيقة هي نفسها التي تجسدت اليوم في بوابة مرادة وغيرها .. من الجرائم في حق الليبيين ومؤسساتهم الامنية والعسكرية .. فالشهيد الشوشان الذي تم التنكيل به وسط مدينة بنغازي .. هو أحد أفراد المؤسسة العسكرية القائمة بواجبها الدفاعي والامني .. وكذلك الشهيد المبروك الحر وزملائه الذين قتلوا ونكل بهم شر تنكيل .. في بداية نكبة فبراير .. واعتبروا مرتزقة حينا وكتائب القذافي حينا آخر !!! .. ماحدث اليوم من جريمة هو نفسه ماحدث من جرائم فبراير المأساوية عام 2011 .. ونفس المجرم والفاعل الذي أسموه آنذاك بالثائر واليوم يوصف بالداعشي .. تعدد الاسماء والاوصاف هو تكتيك مخابراتي وإرهاب دولي .. مارسته وتمارسه وكالات مخابرات أجنبية ترعى هذه الجرائم .. الليبيون اليوم وضعوا في حالة صراع دائم وفي حالة من الصدام الاجتماعي والمناطقي .. بغية تفتيت وتقطيع مايمكن تفتيته وتقطيعه .. حتى تنعدم وتستحيل عملية رأب الصدع ولملمة الجراح الغائرة .. وتبرز بالتالي حالة فراغية كبيرة جدا تؤدي إلى حالة تدخل ضروري .. تفرضها نفس الدول والحكومات التي سببت وخلقت هذا الوضع الكارثي .. مدعومة بغطاء قانوني توفره نفس الاطراف والمكونة لما يسمى منظمة الامم المتحدة .. وتخرج لنا في شكل قرارات ملزمة للتنفيذ من مجلس الامن الدولي .. تصريحات مبعوث الامم المتحدة المدعو (كوبلر) تؤكد بأنه حاكم مطلق في ليبيا اليوم .. والمصطلحات المستخدمة من طرفه لايستخدمها عدا حكام دكتاتوريون في أوطانهم .. الحالة الليبية حالة مفزعة ليس كما يتصورها القاصرون .. بأنها صراع ومشكل سياسي بين أطراف متصارعة على السلطة .. بينما الدلائل تؤكد أن ليبيا محمية ومستعمرة من دول غربية بغطاء الامم المتحدة .. هذا الوضع ليس فقط سابقة وإنما وضعا كارثي لاحتلال الوطن العربي بغطاء دولي .. إذا تم حسم إحتلال ليبيا بشكل نهائي فالدور بالفعل سيأتي على البقية .. وهنا تأكدت نبوءة ماقاله معمر القذافي في إحدى قمم الاعراب .. الدور سيأتي عليكم جميعا .
د / رمضان البحباح .