من هو المُستشرق «جاستن ماروذي» مستشار حكومة السراج؟

كانت «بوابة إفريقيا الإخبارية» قد كشفت، أول أمس الجمعة، في تقرير لها عن تكليف السفارة البريطانية لدى ليبيا ومقرها تونس، مستشاراً إعلامياً لحكومة الوفاق الوطني، يدعى «جاستن ماروذي»، بتولي تأسيس مكتب إعلام المجلس الرئاسي والإشراف على خطابه الإعلامي وتوجيه الرأي العام. حتى الساعة لم يصدر أي رد فعل رسمي على الخبر، على نفياً ولا تأكيداً. فلم يصدر أي بيان تكليف أو نفي عن الحكومة الجديدة المكلفة أو المجلس الرئاسي ومكتبة الإعلامي. الأمر الذي يؤكد صحة التعيين. خاصة وأن للسيد ماروذي مسار عمل طويل مع الحكومات الليبية المتعاقبة منذ سقوط نظام معمر القذافي، خريف العام 2011.

جاستن ماروذي، الخبير الإعلامي والاتصالي، الكاتب والمؤرخ المهتم بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، صاحب المؤلفات العديدة في تاريخ المنطقة العربية والعالم الإسلامي، ينتمي إلى مدرسة المستشرقين الجدد، ويقدم خدماته البحثية والإعلامية منذ سنوات لدوائر القرار السياسي البريطانية، الأمر الذي دفع موظفاً في السفارة البريطانية للقول: «إذا كانت إسرائيل تفخر ببرناند ليفي فإن بريطانيا تفخر بجاستن مارذوي». فالرجل ليس مجرد كاتب ومؤرخ، بل ذا تأثير في طبيعة القرار السياسي البريطاني في ليبيا، وتعينه من طرف السفارة مستشاراً إعلامياً للحكومة الجديدة لم يكن عبثاً. فمن حيث الشكل يطرح العديد من الملاحظات حول استقلاليتها ومبدأ سيادة الدولة، ومن حيث المضمون يتطلب الأمر تعرفاً على شخصية مارذوي وميوله السياسية والفكرية.

مارذوي، من مواليد العام 1970 في بريطانيا. أمضى مؤخراً أكثر من عام مستقراً في مقديشو كمستشار إعلامي للرئيس الصومالي ورئيس وزرائه. سافر على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. وعمل في بيئات الصراع وما بعد الصراع، كالعراق وليبيا وأفغانستان والصومال ودارفور. تخرج من جامعة «كمبريدج» م قسم التاريخ عام 1993، قبل أن يدرس الصحافة في جامعة «كارديف». وحصل على منحة دراسية في «جامعة بنسلفانيا» الأمريكية، حيث حاز على الماجستير في العلاقات الدولية، بعد أن عمل في «البي بي سي» و«صحيفة الفاننشل تايمز» مراسلاً في العاصمة الفلبينية مانيلا، كما كتب في صحيفة «الإيكونميست».

كان أول كتاب أصدره قد حمل عنوان: «بربر الجنوب». تحدث فيه عن رحلته التي قام بها على ظهر الإبل في الصحراء الليبية. ثم أصدر كتاباً عن القائد التتاري، تيمورلنك تحت عنوان «فاتح العالم» في العام 2004، وكانت السيرة الأكثر مبيعاً لتيمورلنك، وكتاب العام في «صنداي تلغراف». في العام 2006، صدر له كتاب «وجوه الاستكشاف» وهو مجموعة من اللمحات عن رواد الاستكشاف في العالم. وساهم في كتاب جماعي حمل إسم «مقابلات مع مسلمين بارزين»، من خلال مقابلة مع القيادي الأفغاني، أحمد شاه مسعود.

إلى جانب اهتماماته البحثية، فإن جاستن ماروذي يقدم خدمات إعلامية واستشارية لدوائر القرار البريطانية. فقد عمل سابقاً في شركة أمن بريطانية في العراق خلال الاحتلال الأمريكي. كما أنه عضو في معهد تشاتام هاوس، والمعروف رسميا باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية، وهو من المراكز البحثية ذات التأثير الكبير في السياسية البريطانية الخارجية.
مرصد بوابة إفريقيا الإخبارية