لا أريد أن أتشفى فى " قتلى " صبراتة ..!.

قد تكون الضربة الجوية مؤلمة لدواعش مدينة صبراتة الذين كانوا يتحضرون لها من مدينة سرت ، كما قد تكون الضربة مؤلمة لكل من كان و لايزال يقدم لهم فى الدعم العسكرى و السياسى من نفس الإتجاه الدينى المتطرف الذى يتحكم فى المدينة من أقصاها إلى أقصاها و الذى إحتفل مؤخرا بنكبة فبراير .
و قد يكون ذلك من دواعى سرورى فى أن يسقط منهم العشرات من القتلى و الجرحى - غير مأسوف عليهم - و أن تكمل الطائرات الغربية حصد المزيد من أرواح " أصحاب اللحى المقملة " الذين لم يرقبوا فى الناس لا دمة ولا براء .
و لكن تذكروا يا جماعة .. ليبيا اليوم أصبحت بلد مستباح بلا سيادة و لا حرية و لا إستقلال ، و هي ماتزال موضوعة تحت قرار البند السابع لحاجة فى نفس يعقوب .
ليبيا أصبحت بلد مثل تلكم " الوكالة من دون بواب " و هي اليوم مرتع لكل من هب ودب من أقصى التطرف الدينى إلى أقصى التدخل العسكرى و كأن الأزمات الإقتصادية و الإجتماعية لم تكفى ناس البلد حتى نضيف تطرف دينى يستوطن مدنهم و تدخل عسكرى يدمر بنيانهم.
التدخل العسكرى الأجنبي لا خير فيه و لا خير فى من يأت به تحت أي دريعة كانت ، و قد يؤدى هذا التدخل إلى سقوط عدد من الضحايا الأبرياء كما يحدث دائما فالوطن ليس وطنهم و المواطنين ليسوا مواطينهم ، التدخل العسكرى الهدف منه خدمة أجندة خارجية أساسها القتل و التدمير و لم يخدم أي تدخل عسكرى أجنبى مصالح البلد المستهدف أو شعبه و لنا فى العراق خير مثال .
تذكروا يا جماعة .. أمريكا و الغرب هم أصل البلاء و سبب كل المصائب التى حلت بالجماهيرية و لولاهم لما حدث الذى حدث ، هم من قتلوا و دمروا و نهبوا و سرقوا و زرعوا الفتنة و التقسيم و كانوا خلف ظهور التطرف و العنف و الإرهاب فى المدن الليبية .
المتطرفون يتم إستنهاضهم و إستغلالهم هنا و هناك من قبل الإستخبارات الغربية و عندما يصابون بالسعار و يخرجون عن السيطرة أو عندما تنتهى مهمتهم القدرة يتم التخلص منهم فورا .
و بالتالى لا يمكن أن نرفض عدوانهم أول مرة و نقبل به أخر مرة ، لا يمكن أن نرفض تدخلهم العسكرى السابق بدعوى " حماية المدنيين " و نقبل به اليوم بدعوى " محاربة الإرهاب " ، فأهداف الغرب واحدة لا تتغير.
المجرمون .. لم يكفهم ما فعلوه فى البلد بعد تدخلهم العسكرى الأول يريدون العودة اليوم من جديد لإكمال ما بدؤا فيه .
تذكروا يا جماعة .. مزيد من نشر القتل و الدمار يعنى مزيد من الإستثمار المالى و الإستغلال السياسى .
تذكروا .. أن أي عدوان أجنبي لا و لن يخدم المصالح الوطنية مهما كان العداء الذى نحمله لخصومنا و لأعدائنا من داخل البلد علينا أن لا نقع ضحية التضليل الإعلامى و علينا إدانته و رفضه بنفس القوة التى ندين فيها ما صنعه العملاء و الأتباع فينا و فى أوطاننا فهما وجهان لعملة واحدة .

اللهم لا تبقي ولا تذر من كل خائن وعميل ومرتزق فوق كل شبر ارض عربية طهور