تلكم الخلايا النائمة التى نجهلها .

قبل أشهر و بعد تفجيرات مطار معيتقة كانت داعش قد وجهت تحدير صريح لجماعة طرابلس أن خلاياها النائمة ستضرب بقوة عندما تحين ساعة الصفر. صحيح مصالح مصراتة و من ورائها جماعة طرابلس تقاطعت مع مصالح الدواعش فى سرت و فى الشرق الليبى لكننا تعودنا ومن خلال الأحداث الجارية فى سوريا أن الدواعش قد ينقلبون فى أي لحظة ضد مموليهم و محركيهم و مسانديهم بحسب المزاج و الأهداف الأنية ، و ما الخلاف الذى حصل بين " جبهة النصرة " و الدواعش فى سوريا إلا خير دليل فهما يتقاتلان و يتنازعان السلطة و النفود فى مناطق و يتوحدان فى مناطق أخرى . نأت إلى ليبيا و ما حدث فى مدينة صبراتة ، فجأة و من دون سابق بعد الضربة الأمريكية يزحف الدواعش نحو وسط المدينة و يستولون على أهم النقاط الأمنية و السيادية و يدبحون و يسفكون الدماء قبل أن يتم تراجعهم مؤخرا. هذا يعنى أن الذين قُتلوا فى القصف العسكرى لم يكونوا سوى أقلية ظاهرة من الأجانب " غريب أن يكونوا جميعهم توانسة و أغلبيتهم من بن قردان المعروف عنها تعاطفها مع أنصار الفاتح؟" و يعنى بالضرورة أن الحاضنة المحلية لهم هي من إستضافتهم و قدمت لهم كل أنواع المساعدة و أشكال الدعم و قد يكون أحد من هذه الحاضنة المحلية هو من وشى بهم للإستخبارات الغربية . سهولة السيطرة على المدينة يؤكد لنا مرة أخرى ما قاله " ابراهيم الدباش " حول إحتمال تكرار مثل هذا السيناريو فى طرابلس ، ذلك أن الحاضنة المحلية فى طرابلس لا تختلف عن بقية الحواضن فى المناطق التى يسيطر عليها أصحاب اللحى المقملة من الإخوان أو السلفيين فكلاهما وجهان لعملة واحدة ، إضافة أن الأمن المزعوم فى طرابلس يقوم على ركائز مهترئة سرعان م تسبط عند أول زة . عملية التجنيد الإلكثرونى قائمة على قدم وساق منذ مذة و هي ناجحة جدا و يتلقون فى التمويل و التسليح و التدريب على درجة كبيرة ، مثال بسيط على ذلك عملية تجنيد الشباب من المغرب كانت إلكثرونية و التى نجحت فى إستقطاب العشرات منهم للا تفطن السلطات الجزائرية لمسار هؤلاء و لكن الذين نجحوا فى الوصول إلى ليبيا أكثر و قس على ذلك التجنيد الداخلى و الخارجى ، و لقد أثبثت الأدلة أن عملهم يبدأ من أول إشارة يتلقونها فى الساعة الحاسمة و الدواعش " الأشرار " الذين دخلوا طرابلس خفية و خلايا نائمة سبق لهم و أن تعلموا من إخوانهم الدواعش " الأخيار " من جماعة الإخوان و السلفيين كيف سقطت طرابلس ذات يوم أسود . الخلايا النائمة موجودة فى كل مكان و لكن بتفاوت فى صبراتة فى الصرمان فى الخمس فى زليطن و طبعا فى درنة و بنغازى وصولا إلى طرابلس الجائزة الكبرى التى يتطلع لها الدواعش ، و قد تسيقظ فى أي وقت خاصة و أن التدخل العسكرى يخدم الفوضى و الفوضى أساس كل خراب داعشى . السيناريو صار معروفا يبدأ بمجموعة من العمليات الإنتحارية تنتهى إلى تمركز على السطوح ثم إستلاء على المراكز السياية وسط الفزع و الخوف الذى يكتنف الطرف المُسيطر على المدينة و الذى سرعان ما يهرب من المعركة . الشيء الجميل فى طرابلس أن حكامها بلا سند شعبى ولا حاضنة جماهيرية بإستثناء بعض الأحياء و التى إن أرسلت المدد لن تكفى لتغطية مدينة بحجم طرابلس و حتى إن جاءهم الدعم الداخلى من مصراتة أو الخارجى لن يستطيعوا الوقوف فى وجه موجات الهجوم الكاسح الذى يُحضر مند مذة . و الشيء الأجمل ليس الدواعش من يملكون فقط الخلايا النائمة هناك ، قد تكون هنالك خلايا نائمة و لكنها ذات لون أخضر تنتظر فقط فى فرصتها لتعلن عن نفسها وساعة الصفر لإنطلاقتها. و حتى و إن سقطت طرابلس بيد الدواعش فليس من منقد سوى تكاثف القبائل و الجيش الليبى و ها قد رأيناهم كيف يرجحون الكفة فى أي إقتتال طال أمده أو بصر من بنغازى إلى صبراتة . فكل طرابلس صارت خضراء و كل ليبيا صارت خضراء و لم يتبقى إلا القليل لتعم الخضرة كل أرجاء الجماهيرية و إن غد لناظره قريب . فكل الشعب الليبى فى المهجر و الداخل خلايا نائمة.