السبـــــــت الأســـــــود

مر السبت الأسود وكأن شيئا لم يكن .. وكأنه لم ترحل عنا عشرات الأنفس البريئة التي كانت تطمح لغدا أفضل وتريد حياة أمنة و قرار مستقل عن الأجندات الخارجية .. رحل عماد المستقبل الى غير رجعة بعد أن ظنوا أنهم في الفردوس الأرضي كما سوقته لهم حسناوات الجزيرة والعربية وأعتقدوا أن كل شي اصبح بأيديهم فخرجوا فقط ليعبروا عن رغبتهم في نوم هادئ ليلا بدون أصوات الرصاص التي تخترق أحلامهم التواقة لمستقبل واعد .. ولكن ومع أول هتاف من الحناجر الطرية داهمها الموت من كل جانب وسالت الدماء وسط الصراخ والصدمة بأكتشاف الخدعة الكبرى التي ماكانت فيها تلك الشعارات التي صممت في دهاليز المخابرات الأجنبية الا سرابا .. فبعد أن سكتت أصوات الدعاية والأعلام الخادع ظهرت الحقيقة للعيان لتعلن أن ليس هناك أحلام مشروعة ولا أمانى مجازة ولاحرية حتى للنقد ولاديمقراطية حتى في التعبير ولاوجود لفرسان الحرية الذين صفق لهم الغرب ووضعهم في مصاف المختار وجيفارا الذين ماكانوا أبطالا لو ماقاتلوا هذا الغرب الحاقد .. ولاآثر لطيور الأبابيل وملائكة الرحمن التي كانت تحت الطلب ورهن الأشارة حتى بالبلاغات الكاذبة عبر منظومة الليبيانا والمدار لتكون في المكان قبل أن يرتد أليك طرفك .. كالعادة خرج المتسلقون والحذاق من جحورهم والذين لايجيدون الا أستغلال المواقف ومداعبة المشاعر والرقص علي الجراح بدموع سافرة ثمنها موتا أخر ونكسة أخرى .. خرج هؤلاء ليتباكوا ويتبادلون التهم ويرمونها يمينا ويسارا ليكونوا كأبطال الهايدبارك بينما يودع الأباء والأمهات فلدات أكبادهم دون معرفة السبب أو الهدف أو حتى التفاصيل .. حيرة تلف المشهد ولاأحد يجرؤ علي مواجهة الحقيقة المرة ولاأحد يعترف بالخطأ والذنب ولاأحد يقدم الحل ووصفة الشفاء من مرض يهدد الجميع بالفناء .. وقف من نصبوا أنفسهم قادة كتائب ومليشيات والذين يتقنون اللباس العسكري وأختيار الرتب والنياشين والمصطلحات العسكرية والأستعراض في الشوارع العامة وأمام مدارس البنات وبيوت صديقاتهم .. وقفوا ليتفرجوا علي القتل الجماعي دون حراك وكأن الدفاع عن هؤلاء الفتية ليس من أختصاصهم .. ووقف الذين قدموا أنفسهم مناظلين وملئوا أسماعنا طيلة أشهر بسرد مواقفهم وجرأتهم وبطولاتهم الوهمية أمام النظام السابق .. وقفوا أيضا ليتفرجوا من بعيد ثم يلبسوا بدلهم الأيطالية ويضعون عطورهم الباريسية ولم يفوتهم أن يضعوا بضع شعارات وأعلام علي قمصانهم لتزين الصورة أمام الكاميرات ولم ينسوا أن يخفوا بعض الشيب الذي يعكس ضوء الكاميرات حفاظا علي عين المشاهد ليس الا ثم يسترسلون في حديث الأفك ويرمون بعض العبارات التي كالريح تدفع دخان النار ليمنع الجالسون عن الرؤية .. وأكتفى البعض الأخر بالغياب ليحفظ ماتبقى من ماء وجهه أمام الناس الذين خدعوهم طيلة أشهر بوصف الجنة الموعودة والمكتوبة في الرسالات السماوية والتي سينعم فيها كل من أمن بفبراير ورفع أعلامها وهتف بنشيدها ملء الحناجر .. وارى الناس أبنائهم تحت التراب وأخذوا طريق العودة لبيوتهم وسط التكبير الذي لم يعد يذكرهم الا بالكوارث وكأن هناك من أراد أن يجعل التكبير ملازما للألم والعذاب .. لم ينسى كبير قريش أن يمثل دور الحزن ويرسل بعبارات الأسي الموجزة ويدعو الجميع للصبر الذي يعرف جيدا أنهم يتقنونه فهو رفيقهم الدائم منذ فبراير الأسود .. ومن بعد الألف كيلومتر وفي مسرح كبار الممثلين البارعين في الريكسوس أرتفعت الأصوات لتصل حد الأشتباك لأظهار كم الوطنية والتأثر بالحدث الجلل وأنتهي الأجتماع ببعض الأستقالات وبعض الصدقات تعويضا عن الأرواح التي غادرت بعد أن ملت منهم ومن قراراتهم ومن أكاذيبهم .. عاد كل الى مكانه وتأبط شره وصمت الجميع أحتراما للقضاء والقدر وانتظارا للخير الذي لم يراه الجميع منذ فبراير وسط حسرات حارقة علي بلد ضاع بمافعلت أيديهم وكرامة جرحت بسذاجتهم وأمن ضاع بغبائهم وحق سلموه بأرادتهم ومجد أصبح من الماضي كأمجاد العرب التي لم تعد الا في معلقات الشعراء ومنتديات اللهو والترف .. الفــــــــــــــــــارس

مشكور اخي الفارس لقد قدموا رقابهم للميليشيا و امراء الحرب  التني ولاؤها للخارج لا يهمها الوطن ...لقد دمروا الجيش الليبي و مؤسسات الدولة و ثاروا ضد من اعطوه العهد......هاهي الديمقراطية و الحرية التي زين لهم و اعتنقوها .....و الجردان لمعفنين مازالوا يتهموننا..............