كيف رسمت ‘‘الخطوط‘‘ الحمراء في سوريا.. وكيف سقطت؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
كيف رسمت ‘‘الخطوط‘‘ الحمراء في سوريا.. وكيف سقطت؟
دام برس :
هكذا مهد جيفري غولدبرغ لما أسماه "عقيدة أوباما" في السياسة الخارجية التي كانت خلاصة سلسلة من اللقاءات التي جمعت الصحفي في مجلة "ذي اتلانتيك" مع أوباما في البيت الأبيض وعلى متن الطائرة الرئاسية الأولى، وخلال آخر زيارة للرئيس الأميركي إلى كوالالمبور في تشرين الثاني/ نوفمير الماضي. بالإضافة إلى مقابلات وخطابات سابقة له. 72 صفحة تناول فيها الكاتب أبرز الملفات والتحديات لسياسة أوباما الخارجية في مقدمها سقوط خطوطه الحمراء في سوريا من خلال رفض كل الدعوات الخارجية والداخلية للتدخل العسكري في سوريا، بالإضافة إلى ليبيا وما اعتبره "خطأ" حمل مسؤوليته لشركائه الأوروبيين وصولاً إلى الاتفاق النووي الإيراني وتطبيع العلاقات مع كوبا والعلاقة مع إسرائيل. تحت هذه العناوين يتحدث أوباما عن نظرته لبعض دول أوروبا والخليج ولرؤساء في العالم مثل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
اللحظة التي قطع فيها أوباما العلاقة مع "قواعد اللعبة"
كان يعتقد أن الأسد سيرحل بالطريقة التي رحل بها مبارك" ينقل غولدبرغ عن مستشار أوباما السابق للشرق الأوسط دنيس روس، لكن مع تشبث الأسد بالسلطة، يقول الكاتب كانت مقاومة أوباما للتدخل المباشر في سوريا تكبر. يروي غولدبرغ أن مندوبة الولايات المتحدة الأميركية الحالية لدى الأمم المتحدة سمانثا باور كانت من أكثر المتحمسين بين مستشاري أوباما للتدخل في سوريا، كما أنها طرحت باكراً تسليح المتمردين السوريين. تعتبر باور أحد مؤيدي عقيدة "مسؤولية الحماية" التي تقوم على أنه يجب عدم اعتبار التدخل خرقاً للسيادة حين يقوم بلد بذبح شعبه. حاولت صاحبة كتاب "مشكلة من الجحيم.. أميركا وعصر الإبادة" الذي صدر عام 2002 أن تقنع أوباما بإعلان تأييده لهذه العقيدة في خطابه خلال تسلمه جائزة نوبل للسلام عام 2009 لكنه رفض. إصرار باور كان يدفعها أحياناً إلى مناقشة أوباما حول الموضوع أمام مسؤولي مجلس الأمن القومي لدرجة لم يتمكن في إحدى المرات من إخفاء غضبه حيث بادرها بالقول "سمانثا يكفي.. لقد سبق أن قرأت كتابك". ينقل الكاتب عن أوباما قوله "إن فكرة أنه كان يمكننا تغيير المعادلة على الأرض بطريقة نظيفة لا ترتب التزاماً على القوات العسكرية الأميركية لم تكن يوماً صحيحة". يقول الكاتب إن أوباما بخلاف الليبراليين المؤيدين للتدخل، من المعجبين بالسياسة الخارجية الواقعية لجورج بوش الأب وتحديداً مستشار الأخير للأمن القومي برينت سكوكروفت. لم يكن ليقبل أن ينهي عهده كما فعل بوش الابن حيث كان يقول في مجالس خاصة "إن أول مهمة للرئيس الأميركي بعد مرحلة بوش هو عدم القيام بأمور غبية". ممانعة أوباما التدخل الأميركي في سوريا أزعجت باور وآخرين في فريق الأمن القومي. هيلاري كلينتون كانت من المؤيدين لتوجيه رسالة إلى الأسد. بعد مغادرتها منصبها في وزارة الخارجية أثارت تصريحاتها بهذا الشأن غضب أوباما وفق ما ينقل عنه أحد مستشاريه الرئيسيين قائلاً "إن أوباما لم يفهم كيف يمكن لعدم القيام بأمور غبية أن يكون شعاراً مثيراً للجدل". انطلاقاً من هنا يقول الكاتب إن الخط الأحمر الذي رسمه أوباما للأسد في صيف 2012 فاجأ حتى مستشاريه. لم تقتصر ردة الفعل على الأوساط داخل الإدارة الأميركية، عادل الجبير، الذي كان سفيراً للسعودية في واشنطن آنذاك، أبلغ أصدقاءه ومسؤوليه في الرياض أن الرئيس بات أخيراً مستعداً لقصف سوريا. أصدر أوباما الأوامر للبنتاغون بتطوير لائحة الأهداف، فيما كانت خمس مدمرات أميركية ترابط في البحر المتوسط مستعدة لقصف أهداف للنظام. الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان أكثر المتحمسين لكن المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، التي يقول الكاتب إنها من قادة الدول القلائل الذين يكن أوباما لهم الاحترام، أبلغت الأخير أن بلادها لن تشارك في أي حملة عسكرية على سوريا. ازدادت شكوك أوباما حول جدوى هذه الضربة ونتائجها. دعا كبير موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونو إلى مرافقته للمشي في الحديقة الجنوبية. وفق الكاتب اختيار أوباما لماكدونو لم يكن اعتباطياً حيث يعتبر أكثر مساعديه رفضاً للتدخل العسكري الأميركي. على ما يبدو كان أوباما يبحث عمن يصادق على تراجعه عن هذا الخيار ويقترح عليه كيفية تبرير ذلك سواء لمساعديه أو للرأي العام. أمضى أوباما وماكدونو ساعة في الحديقة أخبر الرئيس الأميركي فيها مساعده كيف أنه تعب من رؤية واشنطن تنحرف دون تفكير باتجاه الحرب في البلدان المسلمة. وحين عاد الرجلان إلى المكتب البيضاوي أبلغ الرئيس مساعديه للأمن القومي أنه قرر التنازل. لن يكون هناك ضربة في اليوم التالي. هذا التراجع جعل الكثيرين يقولون إن الضرر الذي أصاب المصداقية الأميركية في منطقة يمكن أن ينسحب على مناطق أخرى. لكن وجهة نظر أوباما كانت تقوم على التالي "حفاظنا على المصداقية قادنا إلى فيتنام". داخل البيت الأبيض كان يدافع عن قراره بالقول "إن إسقاط قنابل على أحد لمجرد إظهار قدرتك على القيام بذلك هو أسوأ قرار في استخدام القوة". من جهة ثانية كان يدرك أوباما ان هذا القرار سيثير غضب حلفاء أميركا وهو ما حصل. ينقل الكاتب عن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فاليس قوله "إن حكومته قلقه من تداعيات هذا التنازل". ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان الذي كان غاضباً من أوباما لتخليه عن مبارك، أعرب أمام زواره الأميركيين عن غضبه قائلاً إن الولايات المتحدة يقودها رئيس "غير موثوق به". ملك الأردن عبدالله الثاني اشتكى سراً بأنه يؤمن بـ"قدرة الولايات المتحدة أكثر مما يفعل أوباما". السعوديون بدورهم كانوا منزعجين. يقول غولدبرغ إنهم لم يثقوا بأوباما يوماً حتى قبل وصوله إلى البيت الأبيض، مشيراً إلى أن الجبير أبلغ مسؤوليه في الرياض أن "إيران هي القوة العظمى الجديدة في الشرق الأوسط والولايات المتحدة هي القديمة". يقول الكاتب إن أوباما يدرك أن هذا القرار سيخضع لاستجواب المؤرخين بدون رحمة لكن هذا القرار يشكل بالنسبة له اليوم مصدراً للارتياح العميق والشعور بالفخر. تلك كانت اللحظة التي قطع فيها أوباما العلاقة مع ما يسميه "قواعد اللعبة" التي حكمت سياسة واشنطن الخارجية.
الاسد السوري- مشرف
-
عدد المساهمات : 3599
نقاط : 9832
تاريخ التسجيل : 17/08/2015
مواضيع مماثلة
» الجزائر تهدد حفتر: “لا تتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمناها لك والا هذا ما سنفعله”
» تركيا.. والخطوط السورية الحمراء
» إسرائيل: صواريخ سقطت شمال البلاد مصدرها سوريا
» متى وكيف سيطرد الأسد القوات الأمريكية من سوريا… انتظروا هزيمة واشنطن الخامسة
» مربع الشر دولي رسمت مخطط تقسيم ليبيا
» تركيا.. والخطوط السورية الحمراء
» إسرائيل: صواريخ سقطت شمال البلاد مصدرها سوريا
» متى وكيف سيطرد الأسد القوات الأمريكية من سوريا… انتظروا هزيمة واشنطن الخامسة
» مربع الشر دولي رسمت مخطط تقسيم ليبيا
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد