هذا إرهابكم إرتدى عليكم ..!

من المفارقات الغريبة أنه صارت كلما سقطت طائرة روسية كلما أعقبها تفجير إرهابى فى أوروبا ، و كأن هنالك يد واحدة تُحرك فى الأحداث ؟
لو أو التفجير الإرهابى الذى إستهدف بروكسل وقع فى بلد عربي يعانى أزمة أمنية ، لما كنا سمعنا بالخبر إلا فى شكل ملخصات إخبارية فى الفضائيات العربية و الغربية أو موجز إخبارى لوكالات الأنباء العالمية .
و لكن لأن دمهم غير دمنا و بلدانهم غير بلداننا و شعوبهم غير شعوبنا يحق لكل العالم أن تهتز مشاعره و يتأثر زعمائه و نسمع بالتنديد و التهديد و الوعيد يتردد فى كل أصقاع الدنيا .
من واشنطن جاء قرار غزو العراق و تدميره و من بروكسل جاء قرار العدوان الغاشم على ليبيا ومن أسطنبول جاء قرار أسياد أردوغان و العربان بتدمير سوريا و من الرياض جاء قرار أسياد آل سعود بسحق اليمن ، دماء شعوبنا رخيصة و دماء شعوبهم غالية .
لكن مهلا .. تنظيم داعش و كل التنظيمات الإرهابية الرديفة و قبلها القاعدة هي عبارة عن تنظيمات مُخترقة مخابرتيا إستهدفت أمن الشعوب و الدول العربية قبل أن تستهدف بعض عواصم و شعوب الدول الغربية و الذين ساهموا فى تمويل و تسليح و تقديم الدعم السياسى و الإعلامى لتلكم التنظيمات الإجرامية ما كانوا ليفعلوا ذلك من دون إذن غربى ، و الذين ساعدوا تنظيم الإخوان المسلمين على التمدد و الفكر الوهابى على الإنتشار لإسقاط دول عربية محسوبة على محور المقاومة و الممانعة المعادية لإسرائيل هم أنفسهم من يحاولون اليوم النأي بأنفسهم اليوم عن نتائج ما خططت لهم عقولهم و نفدتها أياديهم .
لا داع للمسلمين أن يقدموا إعتدارا عن جُرم كانوا هم أول ضحياهم و لا داع للتملق للغرب فهو المُجرم الحقيقى الذى كان وراء كل ما حدث و يحدث لنا كعرب و كمسلمين ، و لا داع للسير خلف هذا التكالب الإعلامى و الدعايات المغرضة ضد المهاجرين العرب فى الدول الغربية و خاصة السوريين المساكين ، هؤلاء كانوا يعيشون فى أمن و أمان قبل أن يأتيهم الغدر من المحور الصهيو - غربي .
هذا إرهابكم إرتد لكم ، و ماذا كنتم تعتقدون بعدما زرعم الخراب فى كل مكان ، فإحصدوا نتائج أفعالكم و إنصرفوا .