الدرسي: الغرب يتعامل مع ليبيا كغنيمة حرب..والقذافي دعم مانديلا واعتبره بطلاً في حين صنفه الغرب "إرهابيًا"

حوار: هند الضاوي
أكد وزير الصناعة الليبي السابق المهندس مصطفي الدرسي علي أهمية دور الحوار بين الفرقاء الليبيين من أجل دحر الإرهاب وتوحيد الصف ونبذ العنف واستعادة الدولة، رافضًا النظر للماضي معتبرًا ذلك قلة وعي سياسي يسحب الدولة لنفق مظلم لن يسلم منه أحد.

كنت مفتشًا عامًا للصناعة "وزير" ثم أمينًا للجنة الشعبية العامة الشباب والرياضة "وزير" في عهد العقيد معمر القذافي.. هل لك أن توضح لنا الفرق بين ليبيا قبل فبراير وبعده؟
* في الحقيقة لا يوجد مقارنة علي الإطلاق ليبيا في عهد القائد معمر القذافي كانت ليبيا دولة شريك في اتفاقيات كثيرة علي المحيط الإقليمي والعربي والدولي وكانت عضو في الأمم المتحدة ،لها مساهمتها في تحقيق الأمن والسلام بالمنطقة، كانت بلد أمن يتحرك فيه الأجانب بكل سهولة ويسر بينما ألان لا يوجد أي قواعد لإرساء دولة ولا مؤسسات ولا احترام دولي، يتحكم في مصيرها مجموعة من المليشيات والمرتزقة، مدن مثل سرت وصبراته ودرنه كلها مدن مخطوفة بالكامل من قبل تنظيم القاعدة و"داعش" والمواطن الليبي يعاني من تشوه الأوضاع وسطوة الإرهاب.
من المسئول الآن عن تسير حياة المواطن وتوفير السلع الأساسية للحياة؟
* مجموعة من التجار الذين يقومون بعمليات الاستيراد للسلع ، ونظرًا لسوء إدارة البلاد وعدم سيطرة مصرف ليبيا المركزي علي السياسة النقدية وسوء استخدام الاعتمادات أدي لانهيار الدينار أمام الدولار وانعكس بالتالي علي حياة الناس، من غلاء أسعار وندرة السلع ونقص حاد في الأدوية رغم المبالغ الضخمة التي صرفت لهذه الأغراض.
هناك محاولات من قبل رجال نظام العقيد للم الشمل من أجل استعادة الدولة بالتعاون مع حفتر.. كيف لأعداء الغد أن يصبحوا رفاق اليوم ؟*الأمور لا تقاس بهذا الشكل، والجميع يعلم أن حفتر ضابط في الجيش الليبي له أخطاء مثل أي إنسان ونحن لا نحاكم الماضي وننظر لمستقبل الدولة أولًا وأخيرًا.

الكل ينظر بعين الماضي حتى أنتم "النظام" تم عزلكم من الساحة السياسية باسم الماضي ، إذا كيف لكم أن تتجاهلوا الماضي؟
* أنا أتحدث بلغتي ولا نتجاهل الماضي بل نعتبر به ، ومن حاول عزلنا أو إقصاءنا وجد نفسه معزولاً من الناس في أول اختبار حقيقي ،الجميع مسئول عن فكره وعقليته وهناك وطنيون كثيرون في ليبيا ولكن يوجد لغة مزدوجة من الغرب تجاه الأزمة الليبية ويتعاملون مع الدولة كأنها غنيمة حرب وقد دمروا النظام والجيش والمؤسسات والاقتصاد ..ألان الغرب يتفاوض في ليبيا مع من تاجروا بالبشر.. ومع الإرهابيين.. ونحن رجال الدولة تم إقصاءنا من الحوار لأنهم يريدون حلاً بمقاسهم وجاءوا بأشخاص يحملون الجنسيات المزدوجة و نحن نعتبرهم مواطنون أوروبيون وأمريكان.
من كلّف حكومة السراج أو حفتر أو حتى المجلس الرئاسي بالتحدث باسم ليبيا؟
*الأمم المتحدة عبارة عن "مارونيت" في يد الدول العظمي تحركها وفقًا لمصالحها ،ولو أرادت بريطانيا أو أمريكا أو فرنسا حل مشكلة ليبيا فهم يعلمون تفصليًا طرق الحل ،القائد لقذافي في بداية الأزمة ذكر أن ليبيا تتعرض لهجمات من إهابية من كل حدب وصوب وتم ذلك بمساعدة دول أداه في يد دول عظمي ..القذافي قتل لأنه أسس لنظام تقدمي في ليبيا لم يرض عنه الغرب بالإضافة لجهوده تجاه القضية الفلسطينية والوحدة العربية وقضايا التحرر في العالم.
أنت عملت مع العقيد الراحل معمر القذافي واقتربت منه بحكم عملك.. كيف شاهدته بعيدًا عن أعيون الكاميرات؟
*معمر القذافي كان رجل تاريخ كان أديب وشاعر ومؤرخ وفيلسوف، والكثير كان ينظر له فقط علي إنه رئيس دولة ويتم تسويق صورته الإعلامية بشئ من الخيال الغير واقعي ما لا يعرفه الرأي العام عن القذافي بأنه داعم مانديلا الاول في وقت اعتقاله حين كان الغرب يصنف المناضل مانديلا إرهابي كان القذافي يدرك قيمته وعقله ودوره في جنوب إفريقيا وكان يرسل الدكتور علي الرويعي الطبيب النفسي في رحلة شاقة لمتابعة حالة مانديلا بعد إذن من الأمم المتحدة حصل عليها بجهد كبير وبعد أن خرج منديلا من المعتقل وقام بجهد في مناطق السود لمدة ثمانية أشهر وحقق المصالحة بين السود والبيض أصبح زعيم دولي يذهب إلي الاليزيه والبيت البيض ويفرد له البساط الأحمر ،معمر القذافي أغلق ١٢سفاره إسرائيلية في القارة الإفريقية وقاوم كل المشاريع الغربية لبناء سدود في بلدان المنبع لنهر النيل، ولذلك الهدف من الناتو كان قتل الرجل والدليل أن الناتو لم يلق ضربة واحدة بعد تأكده من مقتل القائد معمر القذافي رحمه الله وفتحت بعد ذلك الحدود الليبية للإرهاب من كل أنحاء العالم.
-البعض اعتبر القذافي باحثًا عن الزعامة وعندما فشل في تحقيقها عربيًا ذهب إلي إفريقيا؟
* غير حقيقي، القذافي رحمه الله فكر أن العرب مقسمين في أسيا وأفريقيا وأن ثلثي العرب في إفريقيا وان اسرائيل في قلب الوطن العربي فسعي لتوحيد الدول الإفريقية في كيان واحد لمناهضة الاحتلال فحاول تأسيس الجيش الأفريقي والبنك المركزي الأفريقي وغيرها من المؤسسات القوية التي تهدف لحماية ثروات القارة السمراء من ذهب ومعادن ..كل هذا لم يرض عنه الغرب ولا قوي الشر المتحكمة في اقتصاد العالم مثل المصرفيين الدوليين" ال روتشيلد" ،من هنا كان لابد من القضاء علي القذافي بما يحمله من أفكار.
تحدث عن أفكار القذافي من منظور إيجابي ولكن هناك منظور غير إيجابي لأفعال قام بها القذافي مثل حادث لوكيربي واختفاء الإمام موسي الصدر؟
*الغرب يعلم أن لوكيربي ذريعة مفتعلة وعليكم قراءة كتاب "أثار الاخطبوط" لكاتب أمريكي وألان لاجئ في السويد حيث تحدث بالدلائل عن الأسباب التي دفعت المخابرات الأمريكية وتجار المخدرات لإسقاط لو كيربي ومن كان علي الطائرة ووقتها ليبيا كانت لا تملك وسائل تكنولوجيا تمكنها من هذا الأمر وهكذا أيضًا بالنسبة لحادث اختفاء موسي الصدر .. لابد من البحث عمن له مصلحة في غياب الصدر ، ليبيا كأي دولة لديها ايجابيات وسلبيات .
كنظام ليبي ما هي أخطائكم في حكم استمر أكثر من أربعين عامًا؟
*من يتصيد يجد أخطاءنا كثيرة ولكننا نظام وشعب راضيين عن أنفسنا من أين يأتي الغرب بحق التدخل في سيادتنا وهم كانوا يريدون التدخل في كل شيئ والقائد لم يعطيهم منفذ أو فرصة، بعد فك الحصار كان هناك وفد أمريكي رفيع المستوي يزورنا في ليبيا فسألنا شخصية أمريكية كبيرة وقال نريد منكم الإجابة علي تساؤلين ،ما هي إستراتيجيتكم تجاه عمقكم الأفريقي ؟!وماذا ستفعلون بأموالكم وثرواتكم.. أجبناه وقتها نحن وشأننا ولا يحق لأي دولة أن تسألنا عن ذلك
تسمح لي أن أسالك كرجل من النظام الليبي.. ماذا فعلتم بأموالكم؟
*نحن قمنا ببناء مستشفيات علي أرقي مستوي وقمنا ببناء مدارس وكنا نرسل سنويًا آلاف الطلاب لاستكمال دراستهم في أوروبا وأمريكا ،قمنا ببناء ٥٠٠ ألف وحدة سكنية من غرب ليبيا ألي شرقها "حدودنا مع مصر" كان لدينا ٢مليون عامل مصري لو كل شخص منهم مسئول عن خمس أفراد في المتوسط يعني ١٠ مليون مواطن مصري كانوا يعتمدون في دخلهم علي العمل داخل ليبيا، ليبيا كانت ورشة عمل وخلية نحل، أتذكر أن خبير الاقتصاد الامريكي مايكل بورتر .. قال في إحدى زيارته لنا أن ليبيا لن تتحمل كل هذه الاستثمارات.
ماذا تعرف عن رئيس الأركان السابق في طرابلس عبد السلام جاد الله؟
*هو رجل جيش ليبي من قوات الصاعقة وهو بسيط جدًا ومن قبيلة عبد الفتاح يونس وكان معه يوم اختطافه في اجدابيا ولم يحرك ساكنًا.. المتواجدين في طرابلس هم الجماعة الليبية المقاتلة مسيطرة علي الوضع ولديهم ارتباط بجماعة الإخوان بلاء الأمة العربية.
أنتم كنظام تصالحتم مع الإخوان وأطلقتم سراحهم بل منحتوهم تعويضات.. الم تعلموا حقيقتهم وقتها أم كان هناك ضغوطاً خارجية؟
*نعم فعلنا ذلك أملًا في المصالحة وهم كتبوا مراجعات أسموها "المراجعات التصحيحية في الحسبة والحكم علي الناس" واعترفوا فيها بكل أخطاءهم واعتذروا عنها تكفيرا للذنب وبعد فبراير خرج علي الصلابي في احدي الفضائيات المصرية ويقول أنهم استخدموا سيف الإسلام كما استخدم موسي أسيا امرأة فرعون، وكان وقتها المهندس سيف الإسلام يقود تيار مدني يؤمن بالديمقراطية والعدالة وهم خدعوه.
حدثنا عن لقاءات رجال النظام الليبي التي بدأت منذ فترة؟
*علمت بها فعلاً ولكني لم أشارك فيها وجميعها مازالت في إطار مبادرات من أجل الوطن وكثيرون من المشاركين يعترفون بأنهم خدعوا وغرر بهم ويحاولون ألان تصحيح الخطأ ..منهم قادة كتائب وسياسيون واقتصاديون وأكاديميون ورموز شعبية كل هذه الجهود جاءت بعض مشاهدتهم للوضع المأسوي في ليبيا حيث جعل الغرب الإرهاب يلعب برؤوس الرجال في الشوارع ،الخطر القادم لن يكون فقط في ليبيا بل العالم أجمع، إذا تمكن الإرهاب من ليبيا سيكون تحت تصرفهم أكثر من ٧٠ مليار دولارفي الظروف الحالية أين سينفقونها ؟!بالطبع علي الإرهاب في سيناء والعمليات في أوروبا هؤلاء تجار حرب تجار موت يستخدمون آلاف الأفارقة ويتم تدريبهم علي حمل السلاح من خلال منظمات دولية.
http://taawen.ahram.org.eg/NewsQ/25765.aspx#.VwD0xO7vr3o.facebook