اعترافات حمد بن جاسم.. !!

الحوار المطوّل لوزير الخارجية ورئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية حمل أكثر من اعتراف.. وكشف أكثر من سرّ.. وفسّر أكثر من أحجية ولُغز!!
لكن كل ما قد قاله في تقديري يثبتُ أمرين اثنين..
الأوّل أن كل ما قد جرى من مآسي، وما سال من دماء ليس سوى نتيجة لسيناريو خبيث وماكر اسمُهُ الربيع العربي..
الثاني هو أن العُربان بكبيرهم وصغيرهم وغنيّهم وفقيرهم لم يكُونوا في لعبة الربيع العربي غير عُملاء بائسين، وأدوات بلهاء غبيّة مسلوبة الإرادة، وشخصيات كريهة اتّخذت من الخسّة والنذالة مذهباً وديدناً..
هؤلاء العملاء التافهون لم يردَعْهُم معتقد ديني، ولا انتماء عرقي أو تاريخي أو دموي.. وارتضوا التآمر والتواطؤ دون أن يمنعهُم حجم ولا تاريخ ولا "عيش وملح".. وانقضّوا على أجساد أشقّائهم وصنعوا بأموال شعوبهم ومقدراتها مآسي وحروبا في كلّ مكان من رقعة المنطقة حتى حوّلوها إلى جحيم..
إن أفضل ما قام به بن جاسم هو أنه قد كشف نفسه وأمثاله من العملاء خونة شعوبهم بصرف النظر عمّا يهدف إليه من وراء اعترافاته..
المحصّلة هي أنه على الثورجييّن والمهلوسين والسابحين في الأوهام أن يخجلوا ليس من دماء الشعوب وخراب الأوطان، بل من غبائهم وسفاهتهم وهُم ينساقون خلف إمّعات وأدوات لا يملكون من أمرهم وقرارهم ومصيرهم شيئا..
تبّا لهذه الحثالات، وتبّا لمن صدّقهم وتبعهم.. فأرواح الأبرياء سوف تظل في أعناقهم، وعذابات ملايين البشر سوف يلعنهم من اجلها التاريخ..
وحرّي بمن بقي من هذه الشعوب المغلوبة على أمرها أن تعلّق لهم المشانق التي يستحقّون بعد أن اندفعت كالقطعان العمياء تدوس بحوافرها على القيم، وتهدم ما شيّدته الأجيال وتنسف المكاسب التي تحققت لأبنائنا بالجهد والعرق والدم..
فهل ستجرّب هذه الشعوب الثأر لنفسها أم تراها قد استعذبت دور الضحية، واعتادت على أحذية العملاء والغزاة والمتسلقين تطأ رقابها وتدوس على وجوهها؟؟
ماذا سوف تفعل هذه الشعوب الثكلى واليتيمة بعد أن عرفت الجناة.. والمتآمرين.. والمتسلّقين.. ومن ركبوا الموجة.. ومن قفزوا على الأحداث.. ومن تاجروا بها.. ومن نهبُوها؟؟!! وهل تستحق هذه الشعوب الحياة فعلا إن لم تقتصّ لنفسها من كل هؤلاء؟؟

لن يكون اعتراف سافل الدوحة الأخير من نوعه.. بل سوف تتلوه اعترافات من سفلةٍ آخرين عبر المنطقة المنكوبة الشاسعة المسماة زورا بالوطن العربي.. وهي ليست في الحقيقة غير أوكار للتآمر وجحور للدسائس وبركاً من دماء المغدورين والمظلومين لوّثت الماء والهواء ورمال الصحراء.. حسبُنا الله ونعم الوكيل، والله المستعان عمّا فعل الأفّاقون والعملاء.. ... منقول ...