إفلاس على أبواب شهر رمضان

من غرائب الأمور التى تحدث في ليبيا أن بعض حكومات العصابة الدولية المسماة النيتو التى شنت العدوان على الجماهيرية هي اليوم تقرر التصدق ببعض المال الليبى المسروق علي بعض الليبيين ؟
عمليات السرقة المسلحة داخل ليبيا إزدادت بشكل كبير مؤخرا من قبل العصابات المنظمة غير المسيسة و يقودها ليبيين إستغلوا حالة الفوضى و اللأمن ليسرقوا و ينهبوا كل شيء منها على وجه الخصوص عملية سرقة و تهريب السيارات إلى الداخل الليبي و دول الجوار التي صارت عُملة رائجة أما عملية تهريب البشر المربحة فصارت مقلقة للإستخبارات الغربية التى تحاول إيجاد حلول أنية لها ، كما أن ظاهرة تناول و إدمان المخدرات و الإتجار بها صارت واقعا ملحوظا في ليبيا مما يجعل مثل هذه الأفات الإجتماعية تؤثر سلبا علي كل قرار سياسي مستقبلي .
تصوروا المفارقة العجيبة : سطو مسلح فى وضح النهار من قبل عصابة دولية إسمها النيتو على بلد كان آمن و غني ، حولوه بفعل السرقة و النهب إلى بلد منكوب إقتصاديا و إجتماعيا ثم فجأة يقررون التصدق ببعض المال لهذا الشعب المسكين من ماله الحر المسروق و بعدها لا يستحون من نشر الخبر على أنه مساعدة إنسانية من جمعية خيرية ؟
في مقابل ذلك نجد عصابات داخلية تابعة للميليشيات المسلحة و أخرى مستقلة عنها تمارس في نفس النشاط الإجرامي و كأن هنالك تنسيق و تناغم بين العصابات الداخلية و الأخرى الدولية .
الغلاء الذي تشهده ليبيا اليوم قبل شهر رمضان سيزداد إتساعا و سندخل فى شهر الندرة قريبا إذا لم يتحرك البنك المركزى الليبي بشكل مباشر و سنشهد مزيدا التدهور في سعر الدينار الليبي و في أزمة السيولة بفعل الإكتضاض لأن مراكز السحب لن تستوعب العدد المتزايد من الطلبات و لأن أزمة الفساد المالي أصبح ضاربا بجدوره فى حكومات ما بعد سقوط نظام الشرعية و سنشهد أزمة حقيقية فى المرتبات و في السيولة و أزمات مالية أخرى كبيرة مستقبلا كما هو حاصل في العراق .
و الأن يريدون نهب ما بقي في الخزينة المالية تحت دريعة تسليح الجيش الليبي و كأن " ليبيا نقصها إلا سلاح " ؟
إسألوا دائما في كل أزمة مالية أو إقتصادية أو إجتماعية داخل ليبيا السؤال التالي : أين أموال الشعب الليبي قبل العدوان بشهر ؟
أين كانت ؟ و ماهو مقدارها ؟ و كيف صرفت ؟ و من إستفاد منها ؟
لأن الشيطان يسكن في التفاصيل .. هم اليوم يحاولون إغراقكم فى تفاصيل المشاكل اليومية لتنسوا أصل الداء و الدواء .
إرجعوا دائما إلي المربع الأول لتعرفوا كل الإجابات الحالية و اللاحقة حول كل ما حدث و يحدث في ليبيا ، و إسألوا دائما السؤال لماذا قامت الحرب علي ليبيا ، هم اليوم يحاولون التشويش السياسي و العسكري عليكم و لكن القضية هي في الأساس قضية مال و شعب ، و قبلها هي قضية مبدأ .
يجب أن يكون مستوى وعينا الشعبي فى مستوى مخططاتهم أو أكثر حتى نصل إلى بر الأمان ، و تذكروا دائما أننا كنا و لازلنا على حق .