الرئيس صالح لليوم السابع : اجتماع فيينا سيُؤدى إلى شقاق بين أبناء الشّعب الليبي

قال رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح: إن اجتماع فيينا سيؤدى إلى شقاق بين أبناء الشعب الليبي، وستتحول نظرة الليبيين لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج على أنها حكومة وصاية ومفروضة من الخارج، وهو ما يعد تدخلا في الشأن الليبي.
وأضاف صالح خلال مقابلة مع صحيفة اليوم السابع المصرية في القاهرة أن القوات العربية الليبية المسلحة التي يقودها الفريق أول ركن خليفة حفتر فهو مكلف من مجلس النواب باعتباره السلطة الشرعية المعترف بها من المجتمع الدولي كاملًا.
وشدد رئيس المجلس أن أي عمل مخالف لهذا الاتجاه يعد مسعى للشقاق، سواء من القوات المسلحة العربية الليبية أو بين الشعب الليبي الذي يرفضه حيث خرجت التظاهرات في مدن ليبيا رفضًا لذلك.
وأكد صالح أن الاتفاق السياسي لا قيمة قانونية له ما لم يتم تضمينه في الإعلان الدستوري؛ لأن أي اتفاق أو قرار أو عمل يتناقض مع الدستور يعد باطلًا ولا يعتد به، فالوفاق السياسي لا يكون ذا قيمة قانونية إلا بعد تضمينه في الدستور.
وأفاد أن مجلس النواب لم يوافق منذ البداية على الاتفاق السياسي، فمن وقّع على اتفاق الصخيرات غير مفوض بالتوقيع، وهناك قرار من مجلس النواب بأن يرجع فريق الحوار إلى البرلمان قبل التوقيع، وبالرغم من ذلك تم التوقيع، ومجلس النواب وافق بشرط إلغاء المادة الثامنة وهى لم تلغ حتى الآن، ومجلس النواب الليبي لن يوافق ما لم يتحقق هذا الشرط، وبالتالي فإن الوفاق لم يعتمد بصفة نهائية لعدم تحقيق الشرط المطلوب وعدم تضمينه في الدستور.
وأشار رئيس المجلس إلى أن أي عمل تقوم به الحكومة المدعومة من الخارج غير شرعي، فالحكومة يجب أن تسترد شرعيتها من الشعب الليبي وليس من أمريكا وبريطانيا.
وذكر صالح أن المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر فشل في أداء مهمته وعزز الانقسام في ليبيا، فالانقسام ضرب المؤتمر الوطني ومجلس النواب والشعب الليبي والقوات المسلحة.
وأوضح صالح أن تشكيل فائز السراج للحرس الرئاسي يعد تدوير وشرعنة للميليشيات المسلحة، فهي تحمى فائز السراج والمجلس الرئاسي داخل قاعدة بحرية عسكرية فى العاصمة، وهذه الميليشيات تسيطر على الحكومة، وهو أمر مرفوض ومخالف للاتفاق السياسي الذي ينص على إخراج الميليشيات المسلحة من طرابلس قبل أن تمارس الحكومة عملها، لكن فائز السراج بدأ يعطى الميليشيات المسلحة الصفة الرسمية، وجعلها قواما لتكوين حرس رئاسي، وهو أمر مرفوض من الجيش والشعب الليبي.
وأوضح رئيس مجلس النواب أن السراج لم يكن منتخبًا، لا من مجلس النواب ولا من المؤتمر الوطني، وأنا لا أعرف الجهة التي رشحته لتولى رئاسة المجلس الرئاسي، ومع الإعلان عن اسمه خرجت تظاهرات واحتجاجات مات فيها الكثيرون في بنغازي.
وأكد صالح أن رئيس المجلس الرئاسي لم يتواصل مع رئاسة مجلس النواب كما هو مفترض، ولكنه بدأ التواصل مع العالم الخارجي لأنه مدعوم، فحكومته ستمرر سواء وافق مجلس النواب أم لم يوافق، وهو ما دفع البعض للعدول عن تأييد فائز السراج وحكومته.
وأشار إلى أن حكومة الوفاق الوطني لم تقدم السير الذاتية لوزراء فائز السراج، فما قدم لنا قائمة بأسماء الوزراء ومؤهلاتهم، كما أن الحكومة لم تقدم برنامجًا مقنعًا لمجلس النواب، ونحن ندعو مجلس النواب للاستمرار في جلساته التشاورية حتى يتوصل إلى حل لهذه المعضلة والتصويت على تعديل الإعلان الدستورى، حتى “نشرعن” هذه الحكومة، أما منح الثقة من عدمه يعود لأعضاء مجلس النواب.
وقال رئيس المجلس “إن مصر دائما تسعى لرأب الصدع، وهى أقرب الدول إلى ليبيا في العادات والتقاليد، وعلى معرفة بتركيبة الشعب الليبي، فالشعب المصري وحكومة مصر يعرفان كيفية التعامل مع الشعب الليبي، وسيزور وفد من أعيان ليبيا مصر خلال الأيام المقبلة، وتوجيه دعوة للقاهرة وكل الدول العربية للتدخل لحل القضية الليبية”.
وأوضح صالح أن روسيا بالتأكيد ستدعم الجهة الشرعية، والجيش الليبي يتبع القيادة العامة برئاسة الفريق حفتر أما خلاف ذلك فهي ميليشيات مسلحة خارجة عن النظام العسكري وخارجة عن القانون.