ماذا بعد القصير وحلب ؟ تدخل عسكري أم التسليم بانتصار الأسد ؟

من طرف السهم الناري الجمعة يونيو 14, 2013 3:53 pm

بعد القصير جاء دور حلب، ولكن ماذا بعد حلب؟ هل تسقط المعارضة أم يسارع الغرب إلى اعادة التوازن العسكري بين النظام ومعارضيه من خلال اقامة جسر بري أو اعلان منطقة حظر جوي أو عبر تدخل عسكري مباشر؟
أسئلة واحتمالات طرحها دبلوماسي شرقي، أمام عدد من الأصدقاء، سرعان ما أجاب عنها باختصار شديد، بما معناه أن موسكو وواشنطن باتا على اتفاق تام وعلى علم ودراية بما يحصل، وما هي الخطوات المستقبلية للنظام، وبالتالي فإن السعي الدؤوب لدى المجموعة الأوروبية يتمحور حول فك شيفرة الاتفاق ومعرفة مفاصله الرئيسية، وذلك في ظل اتفاق أميركي روسي لاقتسام مناطق النفوذ في الشرق الأوسط والعالمين العربي والاسلامي، يعود بخطوطه العريضة إلى بدايات شهر أيار الماضي، بحسب ما يؤكد الدبلوماسي، كاشفاً أن عملية القضاء على جبهة "النصرة" في مدينة القصير وريفها من قبل قوات النظام، تقع في صميم الاتفاق المذكور، كما أن التقدم المستمر باتجاه مدينة حلب يجري تحت انظار الأقمار الاصطناعية الأميركية، لاسيما أن الجيش السوري بدأ منذ ذلك الحين بشق طرقات عسكرية تصل حلب بباقي المحافظات وبسائر المراكز العسكرية من دون المرور بأي من مناطق نفوذ المعارضة، بما يعني أن هناك "ضوء أخضر" أميركي للاستفادة من الارباك الحاصل في تركيا، ومن الحشرة التي تمر بها حكومة رجب طيب أردوغان .
ويلاحظ الدبلوماسي جملة من المعطيات والمؤشرات التي تثير الرعب لدى المجموعة الأوروبية وهي تتلخص بالتالي:
- المواقف الأميركية الملتبسة والمتأرجحة بين تشديد الضغط وتسهيل حركة النظام، وهي مستمرة منذ أن أدرجت الخارجية الأميركية "النصرة" على لائحة الارهاب.
- عرقلة واشنطن لخطوات تسليح المعارضة من قبل المجموعة الأوروبية، بحجة وجود منظمات ارهابية وأجنحة تابعة لتنظيم "القاعدة" في صفوفها، وتالياً الدمج السياسي والمعنوي بين "الجيش الحر" ومسلحي "النصرة" المحظورة أميركياً.
- غض النظر الأميركي عن الجسر الجوي والبحري الذي تقيمه كل من روسيا وايران، وتزود النظام السوري من خلاله بالسلاح والذخيرة والعتاد وأجهزة الاتصالات المتطورة، والتي شكلت الفارق في موازين القوى العسكرية.
- غض النظر الاسرائيلي عن عمليات انتقال أفراد النخبة في "حزب الله" بين لبنان وسوريا بسلاحهم وعتادهم واجهزة الاتصال الخاصة بهم، من دون أن تقوم بأي خطوة لعرقلة العمليات العسكرية، وحتى لو كان ذلك من خلال ابلاغ قيادات المعارضة عن هذا التحرك لوقفه بالنار.
- أخيراً لا آخراً عملية تعطيل أجهزة الاتصالات التي كان يستخدمها "الجيش الحر" وجبهة "النصرة"، وهذا ما حصل بالفعل في اليومين الأخيرين الحاسمين.
وينتقل الدبلوماسي للحديث عن المؤشرات السياسية وأبرزها استمرار واشنطن في تغذية الخلافات الحادة بين قيادة "الجيش الحر" من جهة، و"الائتلاف الوطني" من جهة ثانية، اضافة الى استمرار المحادثات السرية مع ايران حول مستقبل المنطقة، بالرغم من انشغال الأخيرة بانتخاباتها الرئاسية، وتكثيف الاتصالات مع روسيا بخصوص مؤتمر جنيف 2 وعدم اثارة ترشيح الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة، بل على العكس تماماً تسريب تقارير صادرة عن الأمم المتحدة تتحدث عن تأييد ما نسبته سبعين بالمئة من الشعب السوري للأسد، في اشارة واضحة إلى أن المفاوض الأميركي تخطى هذا الشرط، وتخفيف الضغط الأعلامي والدبلوماسي والاكتفاء بمواقف عادية لا تقدم ولا تؤخر في مسار المفاوضات، فضلا عن الانتظار الواضح لمرحلة ما بعد حلب.