يكل العام وأنتم منتصرون ...

يولي الناتو الدبر . وتنقسم مواقف دوله تحت تأثير الأزمات والمصالح . وتخرج قطر وجزيرتها من دائرة الفاعل . وتسقط الحركات الإرهابية من أذهان الناس وتفقد سطوتها على المدن . وتنتهي بطاقات الأنتربول والملاحقة إلى سلة المهملات . ويعود المهجرين بالإستقبالات الحاشدة . ويرجع المخدوعين إعترافا وندما . ويخرج الأبطال والصادقين من سجون الظلم والظلام أفواج تتلوها أفواج . وتدخل مليشيات الباطل في معارك السقوط والإنتحار الجماعي .
ربما مرور الزمن وتفاقم الأزمة تعمي أبصارنا عن رؤية إنتصار الحق من محطة لأخرى وسقوط الباطل تدريجيا ( حجة وموقفا ووجودا ) .
ربما تلك العذابات التي نزلت لحكمة من الله تجعل بعضنا لايتمعن في تفاصيل الإنتصار اليومي .
ولايتدبر في قدرة الله التي جعلت جمع الباطل ( أساطيل وسلاح وسلطة ومال وسجون وشرعية وإعلام وفتاوي ) تتهاوى أمام صبر وصمود وثقة جمع الحق الذي يفتقد ( السلاح والمال والشرعية ) ولا يملك إلا الصبر والإعتصام بحبل الله والثقة في الموقف والنصر .
بالأمس فقط كانت الأساطيل تجوب السماء وتدك كل شبر يصدح بكلمة حق
بالأمس فقط كانت عصابات الموت تطارد كل متمسك بالحق أو رافع لراية الحق
بالأمس فقط كان جنود أبليس يرقصون فرحا وزهوا فوق الأرض المقدسة المروية بالدم الزكي
بالأمس فقط كانت محاكم الظلم تنتصب لتصدر أحكام الموت الجماعي على الصادقين القابضين على الحق كالجمر بين أيديهم في زمن الإنكسار والسقوط .
بالأمس فقط كان قادة العالم يتسابقون لإلقاء الخطب العصماء ومعلقات الغزل والثناء وبيع الأحلام الوردية لجموع الراقصين الملتحفين بأثواب الردة والعار والخيانة
بالأمس فقط كان مجرد التفكير في النهوض والصحوة والنصر والوعي والفعل ضربا من الخيال .
بالأمس فقط أكتسى تراب الوطن بالوجع وسمائه بالسواد وسفوحه بالدم وهوائه برائحة الغدر ونهاره بأنهار الدمع وليله بزفرات الأسى والأنين .
بالأمس فقط ظن المرتجفين وضعاف القلوب ومرتعشي الأيادي ومحدودي الوعي وقاصري الفهم أن الأمر حسم والتاريخ أسدل الستارة والزمن أدار للحق ظهره لغير رجعة .
بالأمس فقط كانت العقول تظنها ربيع وثورة ومباركة ومجيدة ومنصورة .
واليوم . ولحكمة من الله تحتاج أن نقف عندها طويلا ونتدبر في تفاصيلها . ينهار جمع الباطل ويتفرق شيعا وأحزابا . لاقاسم مشترك بينهم إلا علم لايحترمه إلا ضال وفاجر وعميل . حكومات تتقاذف التهم والشتائم والفضائح . ومليشيات تخون بعضها وتتقاتل . وتصبح كل الأماني والوعود هباء منثورا . ويفقد الطغاة رغم المال والسلاح لحظة طمأنينة وسكينة . وتتحول أحلامهم لكوابيس . ويتسابقون سرا وعلانية لكسب ود من أضطهدوا وهجروا وسجنوا ظلما وعدوانا .
هي محطات تتخلل زمن ملئ بالإمتحانات . وتؤكد أن الطريق رغم قسوته وعذاباته لكنه يسير حتما نحو الفرج والفرح والنصر والمجد . فقط نحتاج صبرا جميل ونوايا مخلصة وقوة إيمان ورؤية حكيمة . لنكمل الطريق حتى منتهاه ونكتب تاريخ مشرف لأجيال بعدنا يكون لها الزاد والقدوة في الحفاظ على قيم ومبادئ وتوابث غير قابلة للمساومة والتفاوض والمتاجرة .
فكل الباطل سيسقط . مكونات وأشخاص . مخططات وأجندات . أكاذيب وتهم . خطاب وفتاوي .
وعلينا أن نتعلم من تفاصيل الدرس القاسي . ونتأكد من أن الركون لأيا من مخرجات الباطل هو جري وراء السراب وسقوط في فخ ووساوس الشيطان . فتمسكوا بمواقفكم . وأتبثوا على مبادئكم . وثقوا في ربكم . وسيروا في طريقكم . وأنتظروا نصركم المبين الذي يرونه بعيدا ونراه قريبا .
أجمل التهاني المحملة بأوسمة الشرف نزفها لأبطال ماباعوا ولا خانوا ولا أرتدوا . فكان المجد رفيقهم والتاريخ ينحني لهم والوطن يباهي كل بقاع الأرض بهم . وكل العام وأنتم أيها الصادقون بخير ... الفارس الليبي