لعبة الغميضة في " سرت ".

طائرات حلف النيتو و أقمارها الصناعية لم تغب يوما ماعن سماء ليبيا حتى يتساءل البعض عمن يقصف في القاعدة و الدواعش داخل البلد ، و ما يحدث في مدينة سرت دليل قاطع عن ذلك التواجد اليومي مند عدوان النيتو فوق رؤوس الليبيين .
تركوا الدواعش يعيثون فسادا في أرض المدينة المجاهدة إلى حين قدوم المجرمين الذين تسببوا في كل تلكم الكوارث.
أمريكا و حلفائها حددوا الهدف قبل و بعد العدوان و مخططاتهم تسير علي أحسن ما يرام ، في البداية إستخدموا ما يسمى بالإسلام السياسي بفرعيه الإخواني و السلفي كي يحققوا الهدف الأول في إسقاط نظام الشهيد معمر القدافي ثم يدخلون البلاد في فترة من الفوضى الخلاقة تجعل الناس كارهون لهذا التيار الذي كشفت الأحداث الجارية في ليبيا عن ماهيته و نفاقه و ظلمه و جوره و إستبداده عندما يتكمن من رقاب الناس و من حكم البلاد.
ثم ها نحن الأن في بداية المرحلة الثانية و هي التضحية بعملائها من هذا التيار و ضربهم ببعضهم البعض لتبقى الساحة خالية أمام التيار العلماني ليحكم ليبيا في ما بعد .
معركة سرت تبقى معركة مفصلية بين مرحلتين و لا يغرنكم تواجد " مصراتة " في واجهة الأحداث فهؤلاء المتلونون دوي أوجه متعددة فإذا قيل لهم : كونوا إسلاميون سيطلقون جميعهم اللحى و يقصرون السراويل و إذا قيل لهم كونوا علمانيين سيحلقون جميعهم اللحى و يرتدون البدلة .
فالعميل لا لون إديولوجي له لأنه مجرد أذاة بيد مشغليه .
لكن ما يشكل خطرا محدقا علي المخطط الغربي في الوقت الحاضر هو التيار الوطني و الذي مازال يتلمس في طريقه وسط ظلمة هذه الفوضى الخلاقة و تنقصه الكثير من الموارد برغم من الشعبية التي يُحظى بها .
سيلعبون لعبة الغميضة مع الدواعش إلي حين توفر الظروف المواتية للإنتقال إلي المرحلة الثانية وستبقى طائرات الحلف الأطلسي تجوب الأجواء الليبية و أقمارها الصناعية تراقب في التحركات العسكرية حفاظا علي مصالحها التي من أجلها اندلعت الحرب و ما يحدث اليوم في سرت جزء من ذلك المخطط الذي سبقي ساري المفعول إلي أن يقدر الله أمرا كان مقضيا .

مسرحية هزلية....ولعبة مكشوفة ...لن يمرروها علينا