وبدؤا في حزم حقائبهم

" الذي باع بلده و خان وطنه مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه و لا اللص يكافئه "
في خلال خمسة سنوات الأخيرة التي حكم فيها أسوأ ما أنجبت ليبيا في تاريخها الحديث تبين للجميع مدى حقارة العملاء و ندالة الخونة الجبناء .
بين عميل متجنس بالجنسية الغربية و خائن وضيع يركض خلف المال و السلطة تغير حال البلاد و العباد من سيء إلي أسوأ ليتوزع دم و مال الليبيين بين أسوأ خلق الله .
تتدكرون القصف الإعلامي الذي بدأه هؤلاء المجرمين حول أموال " آل القدافي " أبا و زوجة و أبناء غداة عدوان النيتو علي ليبيا و كان جواب القائد الشهيد : " إذا وجدتم مال عندي فخدوه " .
فتش المجرمين هنا و هناك فلم يجدوا حسابا بنكيا واحدا بإسم أي فرد من أفراد هذه العائلة الشريفة بل بالعكس لولا ستر الله و رحمته لباتوا في خبر كان ، ثم فتشوا في جيوب الشرفاء الأحرار الذين فروا بجلدهم إلي دول الجوار فلم يجدوا سوى النزر القليل الذي يسد الرمق ، أما القطط السمان فهؤلاء لا شرف و لا كرامة لهم حتى نحاسبهم .
و من باب " رمتني بدائها و انسلت " كانت بدايات و نهايات النهب و السرقة لحكام ليبيا الجدد بتشجيع من الأسياد الذين جاؤا بهم .
و الأن لنعود إلي صلب الموضوع و لنطرح السؤال : من أين لك هذا يا جرد فبراير ؟
توزعت أموال الشعب المنهوب بين إستثمارات خارجية و حسابات بنكية بدايتا بالعبد الدليل " مصطفى عبد الجليل " و إنتهاءا بخريج معهد " غوانتناموا " المجرم " عبد الحكيم بلحاج " صاحب شركة الطيران و هم الذين صدعوا رؤوسنا بشركة طيران السيدة " صفية فركاش " الخيالية و ما بينهما تقع مليارات الدولارات من أموال الشعب الليبي .
مليارات توزعت بين مافيا خارجية و أخرى داخلية قدرها البعض بأزيد من نصف ترليون دولار ؟
و هاهم يسارعون اليوم في تقاسم ما بقي من ريع النفط من خلال توحيد المؤسسة الوطنية للنفط .
حان وقت الحساب .. لأجل ذلك وجدناهم يتسابقون للهروب و للنفاد بما غلى ثمنه و خف وزنه ، و يا لغرابة الأقدار تبدلت الأدوار و صار الفارون داخلون و الداخلون فارون ؟
ماذا صُرف و ماذا بقي من أموال الشعب الليبي ؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن نطرحه اليوم قبل كل شيء لأن سياسة " عفى الله عما سلف " لن تجدى نفعا مع هؤلاء المجرمون .
ألم تقم الحرب و العدوان الغاشم من أجل هذا المال ؟