و هل عمليات " الدبح " جديدة عليهم ؟.

لم يفصل سوى أقل من أسبوع بين عملية دبح الجندي التركي علي يد دواعش تركيا من فوق جسر الفوسفور و ما بين عملية دبح الفتى الفلسطيني الشهيد " عبد الله عيسى " على يد المعارضة السورية المسلحة المعتدلة المسماة حركة " نور الدين الزنكي " .
تابعنا ردود ما يسمى بالإسلام السياسي إعلاميا و عبر مواقع التواصل الإجتماعي طوال السنوات الخمسة الماضية و هو يتشفى في عمليات الدبح و النحر السابقة التي تعرض لها ضحاياه المدنيين و العسكريين في كل من ليبيا و سوريا و العراق و اليمن و لم نسمع إستنكار غربي أو عويل عربي رسمي بخصوص تلكم الجرائم فما الذي إستجدى اليوم حتى نسمع إستنكارهم حول حادثة دبح الطفل الفسطيني المسكين على يد من يريدون تشويه صورة تاريخ " نور الدين زنكي " المُشرف ؟
ألكونه طفل صغير أو لكونه فلسطيني أم أن في الأمر إن ؟
لا تنسوا أن ما تسمى بالمعارضة السورية المسلحة المعتدلة قد إقترب يومها و سننتظر قليلا لنرى أفولها ، و هذا التنظيم الإرهابي المُسمى " حركة نور الذين الزنكي " الممول تركيا و أمريكيا بداية الغيث و هو الأن يخسر على الجبهة الحلبية ناهيك علي الجبهة الإعلامية و العسكرية .
ألم يسأل أحدكم السؤال المنطقي : لماذا يقوم هؤلاء المجرميين المتأسلمون بتصوير جرائمهم و طريقة تعديبهم للناس ؟
تشويه صورة الإسلام و المسلمين أصبحت إستراتيجية صهيو ـ غربية يتم تنفيدها علي يد من يدعون إنتسابهم للإسلام لتحقيق أهداف سياسية و ثقافية و فكرية على المدى المتوسط و البعيد .
لا يمكن أن نفصل بين قرار المحور الصهيوـ غربي بالتخلص و التملص تدريجيا من جماعة الإسلام السياسي بفرعيه الإخواني و السلفي بعد أن نفدوا مهامهم القدرة و لم يتبقى إلا القليل للإطباق علي هذه الجماعة ، و هذا ما جعل " أردوغان " يستبق العاصفة بمثل هذا الإنقلاب و التفرغ للداخل التركي فهو أعرف بمصالحه الخاصة و ليذهب الأخرون إلي الجحيم .
المصيبة أن الأعراب و خاصة الخليجيون منهم هم آخر من يعلم و هم الأكثر تورطا و سخفا و حقدا و غباءا و إجراما من كل المحيط الإقليمي للجغرافيا العربية .
لقد دبحوا فينا كأمة عربية العاطفة و الفهم و الإدراك قبل أن يدبحوا بيننا الولد و الوالد ، و ثقافة الدبح و الدم التي ماتزال تسرى في عروق بعض عيوبنا بإسم الدين و التاريخ لابد أن تنجلى إلي غير رجعة ، و حان الوقت كي نستدير جميعنا لنحلل ما حدث و يحدث لنا و نقف علي ما لنا و ما علينا و إلا فلن تقوم لنا قائمة .