إنتهى زمن الإخوان و حان وقت الحساب

بحصيلة جد ثقيلة من الدماء و الدموع و الدمار و و نشر الفتنة و التقسيم جاء زمن الإخوان سريعا بإسم الربيع العربي ـ عفوا ـ الربيع العبري و بعدما إفتضح أمرهم و إنكشف زيفهم حان وقت المغادرة .
لقد أُعطي لهم الحكم على طبق من دم و كان يمكنهم تجاوز فترة العمالة و الإستعانة بالعدو الخارجي و الإستقواء بالدول الغربية إلي فترة الإستقرار من السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي لو كانوا يعقلون بحكم أن ذاكرة الناس قصيرة و لكنهم إغتروا بما حصلوا عليه ظلما و عدوانا و راحوا يفتحون في الجبهات تلو الأخرى من تصفية للحساب القديم حتى إنقلب السحر علي الساحر.
تنظيم الإخوان الذي أنشأته بريطانيا كان و لا يزال المُفرخ الأول لكل التنظيمات الإسلامية المسلحة التي جاءت من بعده رغم إختلافها الظاهري معه.
و يا لسخرية القدر .. من دويلة قطر القاعدة العسكرية الأمريكية نٌفخ الروح في تنظيم القاعدة عبر وسائلها الإعلامية و المالية قبل أن ينتهى أمرها و إليها تم الإعلان عن نفخ الروح ثانيتا في تنظيم الإخوان المسلمين ليكمل هذا التنظيم مشوار القاعدة و ها نحن اليوم أمام مرحلة فك الإرتباط الظاهري بين القاعدة و جبهة النصرة " نصرة إسرائيل " عبر ناطقها الرسمي " أيمن الظواهرى " و " الجولاني " في أستديوهات الجزيرة من خلال مسرحية تغيير الأسماء و التلون كالحرباء بأسماء مقبولة دوليا و كأن شعوب الأمة العربية ماتزال على غبائها الأول حينما صدقت أن هنالك قاعدة بدون مستخدمين و تنظيم بدون محركين ..؟
قطر الراعية الإعلامية و المالية لتنظيم الإخوان تتراجع تاركة المجال أمام السعودية الوهابية كي تتقدم في تبادل هزلي للأدوار وهي علي خلاف قديم مع هذا التنظيم و تركيا الراعية السياسية لتنظيم الإخوان المُنهمكة داخليا و المُنهكة إقتصاديا هي أيضا في تراجع مستمر و لم يبقى أمام تنظيم الإخوان من قاعدة جغرافية سوى ليبيا و هذه الأخيرة لن تكون مستقرا لهم بحكم إنتهاء دورهم القدر .
كعصابة " الجضران " تتصرف عصابات الإخوان من داخل طرابلس و سيقاتلون لأخر رمق لأن في ذلك حياة لهم ، أما عصابات مصراتة فهي أقرب إلي الحالة الكردية من الحالة الإخوانية الغرب في حاجة إليهم للمرحلة القادمة لكنه لا يستطيع حمايتهم إذا ما أنقلب الداخل عليهم ، أما المؤيدون لتنظيم الإخوان فهؤلاء يمثلون قلة الأقليلة داخل ليبيا لا يجمعهم سوى المال و سيفرقهم شح المال و المال لم يعد كالأول بيد الإخوان مدرارا ؟
لأجل ذلك تجدونهم اليوم يغيرون في الأسماء دون المسميات و قريبا سيغيرون الوجوه دون الواجهة لكنهم لا و لن يتغيروا فليأخدوا أسمائهم و لينصرفوا .
لكن حتى نكون موضوعيين هنالك صنفين من الإخوان :
صنف تأبط شرا شعاره
" فقلت له : لا تبك عينُك إنما ,,, نحاول مُلكا أو نموت فنُعدرا "
صنف أخرمازال علي غبائه شعاره
" و ما أنا إلا من غزية إن غوت ,,, غويتُ و إن ترشُد غزية أرشد "
و هذا الأخير من يمكن فتح باب الحوار معه لفتح منفد له للخروج من الساحة الليبية و العربية بشكل سلمي مما يفتح المجال للصنف الأول كي يتبعه .
لكن الواقع يقول أن تنظيم الإخوان لم يعد يملك مزيد من الوقت و المساحة للمناورة و أن وقت الحساب يوشك أن يبدأ ، فإذا حان وقت الحساب فلا تكرروا ما فعلوه و ليكن أسوتنا رسولنا الكريم ـ ص ـ في تعامله مع الخصوم و الأعداء على حد سواء .