بوابات الجحيم قد فتحت ... والهجوم المعاكس قد بدأ

سمير الفزاع
الجيش العربي السوري وحلفائه ، وبكل صراحة، الذين صمدوا وقاتلوا وبشكل اسطوري منذ اسبوع تقريباً امام الاف القتلة ولم يهربوا او يغادروا ... إذن لماذا حصل ما حصل منذ منتصف ليلة الامس؟:
بعد أن شنّت أدوات الغزو الصهيو-امريكي ست موجات هجوميّة عنيفة على مجمّع الكليات ، كل موجة كانت مكونة من مجموعة يتراوح قوامها من 3000-3500 ارهابي ، يتقدمها عدد من العربات المفخخة والانتحاريين والانغماسيين ، وفي اليوم التالي أو الهجوم التالي ، تأتي موجة جديدة تريح الأولى ، وبذات القوم ، وبإستخدام ذات التكتيك ... لتستمر في اتمام ما حققته الموجة الأولى وهكذا ... مستفيدون من قاعدة إمداد خلفيّة واسعة جداً ، تمتد من ريف اللاذقية الشمالي إلى ادلب وريفها ، وصولاً إلى ارياف حماه وحلب ... فما هو الحل ؟! . رأت القيادة في معركة الكليات بأنها مضطرة للتعامل مع خيارين لا ثالث لهما : اما ان تصبح هذه الكليات مسرح لإستنزف الجيش العربي السوري وحلفائه ، وبداية لخلل ميداني في مواقع أخرى، وفرصة للإبتزاز السياسي ، ومصدر للضغط على أهلنا في حلب معنوياً ومعاشياً إلى جانب احتمال تحقيق خرق في الاحياء المجاورة ... وإما تحويلها إلى ميدان رماية حرّ للطائرات القاذفة والمروحيّة والصواريخ الاستراتيجية لسحق قطعان الارهاب ، لقلب المشهد بكليته، والإستفادة من هذه الفرصة النادرة التي يتجمع فيها هذا العدد الكبير من الارهابيين وعتادهم لإدخالهم ساحة تقتيل ونقطة إفناء تأتي على قوتهم الرئيسية وعلى مخططات من خلفهم ... ما يمهد لجعل أرض الكليات المحروقة ( وهي التفسير المخفف لما جاء في البيان العسكري بتحويل المجمّع إلى منطقة عمليات عسكرية مفتوحة) نقطة هجوم معاكس شامل ، يمرُّ على أشلاء وجثث الألآف من تلك الادوات بعد دفنها وسحقها تحت جدران وأسقف تلك الكليات... ليطال ميادين أخرى ، سوف تتجاوز بكل تأكيد ريفي حلب الغربي والجنوبي إلى ما خلفهما. فكان الخيار الثاني ، على مرارته هو الأفضل ، والأكثر جدوى وعقلانية . وهذا ما يفسر حرفيّاً ما أعلنه ناطق عسكري في الجيش العربي السوري قبل لحظات من أن الجيش العربي السوري وحلفاؤه سيبدأون خلال ساعات أكبر عملية عسكرية لاستعادة كل النقاط والمناطق التي دخلت إليها المجموعات المسلحة خلال الأسبوع المنصرم... وأن هذه العملية العسكرية ستحظى بغطاء جوي مكثف من الطيران الحربي الروسي والسوري ، مع التذكير بأن كل المناطق التي دخلها مسلحو الفتح هي مناطق عسكرية مفتوحة حتى إشعار آخر.
تلك هي حقيقة ما جرى خلال الساعات العصيبة الماضية ، وأعتقد بأنها حقيقة ما سيجري في الساعات والايام القادمة... وبهذه الطريقة سنتمكن من تحويل "المحنة" إلى "منحة" كبرى ، تغير وقائع الميدان ، وتفتح لنا بوابة عريضة لنصر تعمد بدماء الشهداء ، وعذابات الجرحى ، وصبر من ما زالوا في الساحات يقارعون الباطل وزرع الشيطان ، وكلهم إباء وأنفة وشموخ وعزة ... وقادم الساعات سيكون الحكم على ما أقول .

المصدر وكالة أوقات الشام الإخبارية