رأي.. «جزرة» كيري
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
رأي.. «جزرة» كيري
لم يعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مجدداً إلى المنطقة خالي اليدين، بل حملته إدارته -كعادتها عندما تريد أن تعيد إنتاج سياساتها إزاء الملف الفلسطيني الإسرائيلي- الجزرة للفلسطينيين من أجل جرّهم إلى عقد اتفاق سلام مع «إسرائيل».
..الجزرة هذه المرة كانت اقتصادية حسب الخطة التي أعلن عنها كيري في ختام أعمال المنتدى الاقتصادي في الأردن، حيث تقدم 4 مليارات دولار لإحياء الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز التنمية في الضفة الغربية التي تعلم واشنطن عن ظهر قلب أنها بأمس الحاجة لتلك المساعدات، من خلال حصارها لقطاع غزة وخاصة أن الظروف الاقتصادية الفلسطينية تزداد سوءاً ولا سيما بسبب ثقل القيود التي تفرضها «إسرائيل».
جزرة كيري اليوم ليست سوى محاولة أمريكية لن تكون الأخيرة من أجل جر الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات مجدداً، وإرغامهم على القبول بالأمر الواقع مقابل دولة ضعيفة من دون إزالة المستوطنات والانسحاب إلى خط 1967، وخاصة أن أمريكا غير قادرة على إلزام «إسرائيل» بوقف سياساتها الاستيطانية والانسحاب من الأراضي المحتلة.
وعليه، لا عزاء للشعب الفلسطيني إذا كان مبتلياً بسلطة تقول شيئاً وتفعل نقيضه، فرغم ما أكدته السلطة من أن الفلسطينيين لن يقبلوا بالحلول الاقتصادية كحلول بديلة للدولة الحرة المستقلة، وأنها لن تقدم أي تنازلات سياسية مقابل تسهيلات اقتصادية، إلا أنها في الوقت نفسه لا تزال تثق بالولايات المتحدة ويسيل لعابها أمام الجزرة كلما لوحت أمريكا بها، مع أن كل التجارب السابقة دللت على أن واشنطن دائماً تنقض عهدها مع الفلسطينيين وتنحاز بشكل سافر وفاضح إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي.
.. وكل ما بادرت به الولايات المتحدة منذ عام 1968 وحتى اليوم بلبوس المساعدات والحلول للفلسطينيين لم يكن سوى أوهامٍ سرعان ما تذهب أدراج الرياح بعد أن تضيّع على الشعب الفلسطيني الكثير من الفرص والوقت.. وقت تنجح «إسرائيل» في استثماره جيداً من خلال قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية والإيغال ببناء المستوطنات للإطباق على ما تبقى من فلسطين واستكمال الخطط العدوانية والمشاريع التهويدية والعنصرية.
فعلى وقع تلويح كيري بالجزرة التي (ستحيي الاقتصاد الفلسطيني) ولا سيما في الضفة بالشروط الأمريكية– الإسرائيلية، تأتي تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في المنتدى الاقتصادي لتؤكد على التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محاولة سافرة منه لتسويق أوهام السلام والتمهيد لعودة قريبة إلى طاولة المفاوضات العبثية.
عباس في سعيه إلى مناغمة أمريكا ومبعوثها كيري فيما يطلبونه ويعرضونه يتنكر في كل ما قاله لتضحيات الشعب الفلسطيني طوال سنين نضاله، والانتهاكات التي يمارسها جنود الاحتلال بحق الفلسطينيين والمقدسات، ويتناسى الحقوق الضائعة ومعاناة الأسرى وكل الهموم الفلسطينية، فالسلطة كما يبدو حتى الآن لا تريد أن تقدم على أي خطوة جدية للضغط على «إسرائيل»، كما أنها تمنع الشعب الفلسطيني وتتعهد بمنعه من الإقدام على أي انتفاضة لإعادة إحياء قضيته التي تعمد الكثيرون تغييبها لأسباب لم تعد خافية على أحد.
وإزاء هذا الواقع المرير ومافيه من ألاعيب سياسية، وإذا كانت الجزرة الأمريكية قادرة على إغراء السلطة الفلسطينية فنأمل ألا يكون الأمر كذلك بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي عليه اليوم وأكثر من أي يوم مضى أن يتحرك سريعاً بعيداً عن أي خلافات وانقسامات، وبعيداً عن أي قيود تفرضها السلطة الفلسطينية على الحراك الشعبي الحقيقي في وجه العدو الإسرائيلي.. على الشعب الفلسطيني أن يلعب دوره في ساحته الفلسطينية ولعله يصيب الهدف.
..الجزرة هذه المرة كانت اقتصادية حسب الخطة التي أعلن عنها كيري في ختام أعمال المنتدى الاقتصادي في الأردن، حيث تقدم 4 مليارات دولار لإحياء الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز التنمية في الضفة الغربية التي تعلم واشنطن عن ظهر قلب أنها بأمس الحاجة لتلك المساعدات، من خلال حصارها لقطاع غزة وخاصة أن الظروف الاقتصادية الفلسطينية تزداد سوءاً ولا سيما بسبب ثقل القيود التي تفرضها «إسرائيل».
جزرة كيري اليوم ليست سوى محاولة أمريكية لن تكون الأخيرة من أجل جر الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات مجدداً، وإرغامهم على القبول بالأمر الواقع مقابل دولة ضعيفة من دون إزالة المستوطنات والانسحاب إلى خط 1967، وخاصة أن أمريكا غير قادرة على إلزام «إسرائيل» بوقف سياساتها الاستيطانية والانسحاب من الأراضي المحتلة.
وعليه، لا عزاء للشعب الفلسطيني إذا كان مبتلياً بسلطة تقول شيئاً وتفعل نقيضه، فرغم ما أكدته السلطة من أن الفلسطينيين لن يقبلوا بالحلول الاقتصادية كحلول بديلة للدولة الحرة المستقلة، وأنها لن تقدم أي تنازلات سياسية مقابل تسهيلات اقتصادية، إلا أنها في الوقت نفسه لا تزال تثق بالولايات المتحدة ويسيل لعابها أمام الجزرة كلما لوحت أمريكا بها، مع أن كل التجارب السابقة دللت على أن واشنطن دائماً تنقض عهدها مع الفلسطينيين وتنحاز بشكل سافر وفاضح إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي.
.. وكل ما بادرت به الولايات المتحدة منذ عام 1968 وحتى اليوم بلبوس المساعدات والحلول للفلسطينيين لم يكن سوى أوهامٍ سرعان ما تذهب أدراج الرياح بعد أن تضيّع على الشعب الفلسطيني الكثير من الفرص والوقت.. وقت تنجح «إسرائيل» في استثماره جيداً من خلال قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية والإيغال ببناء المستوطنات للإطباق على ما تبقى من فلسطين واستكمال الخطط العدوانية والمشاريع التهويدية والعنصرية.
فعلى وقع تلويح كيري بالجزرة التي (ستحيي الاقتصاد الفلسطيني) ولا سيما في الضفة بالشروط الأمريكية– الإسرائيلية، تأتي تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في المنتدى الاقتصادي لتؤكد على التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محاولة سافرة منه لتسويق أوهام السلام والتمهيد لعودة قريبة إلى طاولة المفاوضات العبثية.
عباس في سعيه إلى مناغمة أمريكا ومبعوثها كيري فيما يطلبونه ويعرضونه يتنكر في كل ما قاله لتضحيات الشعب الفلسطيني طوال سنين نضاله، والانتهاكات التي يمارسها جنود الاحتلال بحق الفلسطينيين والمقدسات، ويتناسى الحقوق الضائعة ومعاناة الأسرى وكل الهموم الفلسطينية، فالسلطة كما يبدو حتى الآن لا تريد أن تقدم على أي خطوة جدية للضغط على «إسرائيل»، كما أنها تمنع الشعب الفلسطيني وتتعهد بمنعه من الإقدام على أي انتفاضة لإعادة إحياء قضيته التي تعمد الكثيرون تغييبها لأسباب لم تعد خافية على أحد.
وإزاء هذا الواقع المرير ومافيه من ألاعيب سياسية، وإذا كانت الجزرة الأمريكية قادرة على إغراء السلطة الفلسطينية فنأمل ألا يكون الأمر كذلك بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي عليه اليوم وأكثر من أي يوم مضى أن يتحرك سريعاً بعيداً عن أي خلافات وانقسامات، وبعيداً عن أي قيود تفرضها السلطة الفلسطينية على الحراك الشعبي الحقيقي في وجه العدو الإسرائيلي.. على الشعب الفلسطيني أن يلعب دوره في ساحته الفلسطينية ولعله يصيب الهدف.
السهم الناري- المراقب العام
-
عدد المساهمات : 26761
نقاط : 63480
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
الموقع : الوطن العربي
مواضيع مماثلة
» داعش تحكم بالإعدام على حسن جزرة أحد قادة الحر في حلب
» «حسن جزرة»: من مدمن.. إلى «قائد» مجموعة!
» “جندُ” حسن جزرة الأوفياء…ها قد عدنا يا حلب!
» كيري و أزمة الحلفاء
» ما هو سر إعدام داعش لحسن جزرة في الأتارب ؟
» «حسن جزرة»: من مدمن.. إلى «قائد» مجموعة!
» “جندُ” حسن جزرة الأوفياء…ها قد عدنا يا حلب!
» كيري و أزمة الحلفاء
» ما هو سر إعدام داعش لحسن جزرة في الأتارب ؟
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى المقالات و التحليلات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد