ستندمون يوم لاينفع الندم

يموت ضباط وجنود الكرامة في ذات المدينة والشوارع التي قتل فيها الشوشان ورفاقه والأحياء التي قصف فيها الرتل بالرفال الفرنسية . ويموت أفراد مليشيات مصراتة وتوابعها في ذات المدينة والحي رقم أثنين والشوارع التي قصف فيها الرتل بالأباتشي الأمريكية . ويموت أفراد مليشيات الزاوية في ذات المدينة والميدان والشوارع التي قتل فيها جنود الشعب المسلح . ويموت أفراد مليشيات الزنتان في بئر الغنم وأبوشيبة والحرف تي ويطردون من ذات المطار الذي أقتحموه تحت دعم الأباتشي والأف 16 وقتلوا فيه أفراد حماية المطار . ويموت شعبان بن عمران في ذات المدينة التي اقتحمها ظلما في حرب حفتر والسويحلي . ويموت أفراد مليشيات العاصمة في إشتباكات يومية وأسبوعية في ذات المناطق التي نكلوا وقتلوا فيها كوادر الشعب المسلح من ضباط وجنود وحرس شعبي وحرس ثوري وجحافل شبابية ونسائية . والكثير مماحدث في مناطق أخرى على ذات المنوال .
بل يخبرني صديق أنه تفاجأ حينما رأى كتابة ( الجيش ) على حائط بيت الجضران بعد فراره من إجدابيا بذات الطريقة التي أقتحم فيها هذا الجضران سابقا بيته بسرت وكتب إسم المليشية التي ينتمي لها علي حائطه . وكأن القدر ينتصر له .
بعيدا عن وصية الولي الصالح وبعيدا عن الشعارات المباركة والحروب التي تلبس أثواب الدين والتحرير ومكافحة الإرهاب والكرامة . وبعيدا عن نشطاء الدفع المسبق وغلمان القنوات المأجورة . فإن القدر يأخذ طريق الإياب بذات تفاصيل الذهاب . والأحداث ترسم حقيقة عقاب إلهي بدقة متناهية وعدالة محكمة . وتعطي إشارات وحجج دامغة لعل بعض الضالين يعودون عن غيهم قبل أن تتحقق نبؤة أمين الأمة بالندم يوم لاينفع الندم ...hkh