عمليـة فندق الشيراتون في حي الاندلس

كانت اول عملية أرهابية تشهدها طرابلس منذ زمن طويل .
المستهدف كان غرفة عمليات الشعب المسلح والسلاح الذي استخدمه الارهابيون كان قواذف الار بي جي .
في ذلك الصباح كان الفريق الهادي امبيرش قد دعا الي اجتماع يحضره القادة من رؤساء الكتائب والاجهزة الامنية .
وعلى الرغم من ان اغلب المسئولين في ذلك الوقت كان يتنقلون بسيارات عادية وبدون حراسات لدواعي أمنية ، فالذين يعطون الاحداثيات للناتـو يتجولون في الشوارع بحثا عن كل عمل من شأنه ان يرضى خياناتهم .
عندما وصلنا الي الاجتماع وجدت حراسات امام الفندق فقلت للسنوسي يا عبدالله ماذا يفعل هولاء هنا ، فمن المفترض ان المكان لا يوجد به احد ووجـود حراسات يجعلنا عرضـة للأختراق كما انني لم أعـد اثـق في احد .
رد السنوسي هولاء من حراسات الغرفة يعرفهم الفريق الهادي فلا داعي للشـك في ولائهم ، قلت له يا سيادة اللواء يعرفهم الفريق الهادي في وقت السلم ولكن صدقني لا يعرفهم في وقت المحـن ، عموما اترك لي هذا الموضوع لعشرة دقائق سوف اعرف من هم وحقيقة ولائهم .
ذهبت وسألت عن من يقودهم فقالوا لي انه عقيـد من الجبل ولم يات اليوم للعمل ولكننا اتصلنا به وطلبنا منه الحضور لان هناك اجتماع سيعقد في الفندق على تمام العاشرة ، وبعد ذلك اقفل هاتفه ولم نتحصل عليه .
قلت لهم تمام انه بالتأكيد قد ذهب الي غرفة عمليات الناتو في جربة فهي وكر كل الضباط الذين ينشقون عن الجيش ويرتمون في احضان الخيانٰة .
أخبرت السنوسي عن الواقعة فـرد لو اعتمدنا الشك في كل الناس فلن يبق معنا احد ولن نستطيع ان نجتمع في مكان بعد ذلك .
قلت له يا عبدالله كلامـك صحيح لكن هذا الضابط الذي اقفل هاتفـه بالتأكيد سرب موعد اجتماعنا وقفل هاتفه وعدم حضوره اليوم رغم علمه بالأجتماع دليل لايقبل الشك على خيانته
انا لن احضر معكم ولن أنساكم بالدعاء حتي تخرجوا من اجتماعكم هذا سالمين .
بعد ساعة ونصف رن جرس الهاتف وكانت المعلومة ان هناك سيارات دخلت الي مقر الفندق وخرج منها اشخاص ملتحين وقاموا بقصف صالة الاجتماعات بقواذف الار بي جي .
ولانهم لم يتدربوا جيدا كما جاء في اعترافاتهم بعد ذلك فإن عمليتهم فشلت بالكامل ولم يصيب احد من الحاضرين بأى اذي .
في المساء كتب احدهم على صفحته في الفيسبوك مبروك لقد قتلنا عبدالله السنوسي وكل قادة الكتائب .
بعد ساعة كان يجلس امامنا من كتب المنشور وبعد ساعتين كان جميع الذين شاركوا في العملية في قبضـة رجال الآمن .
مؤسسة أمنية كانت اقوي في ضرباتها من صوت الرعـد واسرع في القبض على الأرهابين من ضوء البرق .
كانت خلية مربوطـة بعدة خلايا اخرى انهارت كلها تباعاً كقطع الدينامو وجميعاً بدون أستثناء اعترافوا بحريمتهم وطلبوا الصفح والمغفرة والتعـاون في سبيل القبض على كل المجموعات الآرهابية الاخرى .
لم يتعرضوا للضرب او التعديب وبعد ان استضافهم شاكير في برنامج عشم الوطـن بهدف أظهار بعض الحقائق للإعلام ذهبـوا جميعاً الي سجـن ابوسليم لإستيفاء التحقيق معهم وأحالتهم للقضاء بعـد ذلك .
عملية فنـدق الشيراتون كانت الخطوة الاولي التي يخطوها الأرهاب نحـو طرابلس ومن هلل وكبر فرحاً بها في ذلك اليوم دفع بعد ذلك ثمن سـذاجتـه غالياً .
فالأرهاب يحارب قادة الامن والجيش في البداية لكي ينتقم من الشعب في النهايـة .
كان من الصعب ان تحافظ على الأمن في المدن وتدافع عن كل شبر من تراب الوطن وانت تواجـه اعداد كبيرة من الخونة تحت سماء يستبيحها الناتـو لينشر الفوضى على الأرض .
ومع ذلك كان على رجال الشعب المسلح والامن ان يقاتلوا حتي النهاية لان التاريخ يسجل المواقف البطولية بغض النظر عن الهزائم والانتصـارت .
وصـل تقرير بالعملية ونتائج التحقيق فيها للعقيد معمر القذافي الذي رد قائلاً يجب ان تكونوا اكثر حرصا في المرات القادمـة فالوطن الذي يفقد رجاله في مرة واحدة يحتاج الي سنوات طويلة لتعويضهم فأنت قد تصادف رجل واحد خلال عشرة سنوات بينما يصادفك المئات من اشباه الرجال في يوم واحد .
صـدق العقيـد في خطبه وتوصياته وحتي في نصائحـه فالرجل كان ظاهرة سيتوقف التاريخ عندها كثيراً قبل ان يستطيع احصاء الخسائر التي تعرض لها الوطن والشعب بعد رحيله .
#الموسيقار_الموسيقار