ليبيون في الغربة: ليبية تعيش وطفلها القهر والحرمان مع زوجها المصري

فوزية فتاة ليبية خجولة وهادئة تعانى كما يعانى الكثير من الليبيين هنا في الاسكندرية ، ولكن معاناة السيدة فوزية تختلف لاحتوائها مأساة مركبة ومتعددة الجوانب تعيش فيها منذ سبعة أعوام.. عندما التقيتها وجدتها مهمومة وعند النظر في عينيها أيقنت هذا ورأيت فيها قصة تحمل في طياتها الكثير..

فيما يلي كل الحكاية:

جاءت فوزية الى مصر رفقة والديها عام 1997 وعائلتها تتكون من امها وأبيها وهو رجل كبير ومريض وأخيها وأختها الأصغر منها.. خرجت عائلتها من ليبيا قبل 10 سنوات تقريبا بسبب ظلم اجتماعي لحق والدها ترتب عليه نبذه وحرمانه من حقه في الميراث لسبب رئيس وهو عدم رضى عائلة والدها على زواجه من والدتها لأنها مصرية وليست ليبية ..

بعد مرور فترة من الزمن تقول فوزية صاحبة هذه المأساة: أرسل أعمامي الى أبى طالبين منه العودة من اجل أخذ حقه من ميراث والدهم ، وبهذا الجزء قام أبي ببناء بيت لنا فى منطقة بوعطنى فى بنغازى وقام بشراء سيارة ورجعنا فترة ثم عدنا مرة أخرى إلى مصر.

وأصبح أبى يتنقل بين ليبيا ومصر حتى بدأت عملية الكرامة وبسبب القذائف العشوائية سقط جزء من بيتنا في ابوعطني، فيما سلم جزء آخر مازال يعيش فيه أخي وزوجته، ويقيم فيه أبى عندما يذهب إلى بنغازى…

ثم رجعت صاحبة قصتنا لتكمل فقالت: أكملت دراستي في مصر وتقدم لي شاب مصري رأيته كما رآه جميع أفراد أسرتي راقيا جدا ومؤدبا ومحترما وبوظيفته وشقته، وطبعا هذه مواصفات تتمناها كل فتاة، وكونه مصريا لم يعترض أحد بما فيهم والدي لأنه استقر هنا وقال لي : توكلي على الله, استمرت خطوبتنا ثلاثة أشهر وبالفعل تم الزواج ومن ثاني يوم انتقلت إلى القاهرة لوجود شقته هناك فوق شقة أهله..

منذ البداية واجهتني المشاكل بسبب تدخل أخواته في حياتنا .. ثم كانت الصدمة الأكبر وهى اكتشافي أنه يشرب الخمر ومن الطبيعي أن تزيد مشاكلي معه.. غضبت وذهبت الى بيت أهلي، لكنه جاء لاصطحابي وقال لن يكرر افعاله ومضايقاته ، غير ان وعوده كانت مجرد كلام فقط .. وفى وسط كل هذه المشكلات حملت بطفلي وقلت في نفسي ربما مجيء ابنه الى هذه الدنيا يغيره ويستقيم، وجاء مولودنا ولكنه أبدا لم يتغير بل ازداد سوءا..

كانت المصيبة الأكبر – تضيف فوزية بألم – هى علاقاته النسائية اللامتناهية فقد كان يأتي بهن لشقتي !!! ويقول لي اذهبي إلى بيت أهلك ويرغمني على المبيت هناك، وعندما أعود الى غرفتي في بيت الزوجية أجد آثارهن وعندما كنت احتج واغضب وأتشاجر معه يقول لي : أنا هكذا وإن كان هذا لا يعجبك فاذهبي الى بيت أهلك، وعندما ألجأ إلى أبيه شاكية يقول : لا تهتمي لما يفعل !!! أما أخواته فيقلن: كل الرجال هكذا !!!.

ومرّ الوقت على هذا الحال حتى بلغت عامين معه ولم أعد أستطيع التحمل فذهبت لبيت أهلي وطلبت الطلاق باعتباره حالة ميئوس منها .

ومنذ ذلك الحين وأنا في شجار دائم معه، وصلنا إلى 5 سنوات من الصراع المرير حيث تحصلت على الطلاق منه في المحاكم الليبية ، أما المحاكم المصرية فلم تمكنني من الحصول على الطلاق منه .

عندما وصل ابني إلى سن دخول المدرسة أدخلته في مدارس حكومية لسوء وضعي المادي وعدم قدرتي في الإنفاق على الدراسة في مدارس خاصة ورفض والده الإنفاق عليه، لكن أختي التي جاءت لزيارتي هذا العام قالت لي انا سأتولى إدخاله في مدرسة خاصة وفعلا قامت بذلك ولكن إلى متى تستطيع ذلك .

رفعت قضية نفقة على زوجي حيث انه موظف فى شركة تبغ ويتقاضى مرتب 6000 جنيه وحكمت المحكمة ب 400 جنيه شهريا ولكنه لشدة خبثه وسوء نيته ترك العمل في الشركة حتى لا يدفع النفقة!!

وتضيف فوزية قائلة: لقد تطاول على والدتي وقام بشتمها، ويمارس حاليا ضغوطا لإجباري على الرجوع إليه والعيش معه، ولكن هذا مستحيل أن يحدث، حتى ابنه لم يعد يحبه بالرغم من أنى دائما أقول له لا تكره والدك فهو يحبك ويريدك معه، ولكنه فطن لكل الاهانات التي يوجهها والده لي، ودائما يقول: مستحيل أعيش معه .

كل يوم يرسل لي محاضر من الشرطة وفي كل مرة يخترع حجة . مرة يتهمني بالإهمال ومرة يطالب بابنه، وفي كل مرة يثير كارثة ومصيبة، وطبعا نظرات الناس لا ترحم والحديث يكثر بسبب ذلك .

صار يضع الجواسيس لرصد تحركاتي، وأين اذهب، ومن يأتى لزيارتنا، ولم يعد أمامي غير أن أبحث عن عمل لأعيش منه وأصرف على طفلي، وأتدبر مصروف حياتنا اليومي، وكل يوم اخرج لذلك باحثة عن أي عمل، لكنى لم أتحصل على فرصة بعد إلا في محلات الملابس غير أن أهلي يرفضون ذلك..

كل الحلول تكمن في العودة إلى ليبيا ولكن هذا مستحيل لان ابني مصري الجنسية وطبعا لن أتركه ينشأ في ظل أب فاسق مستهتر .

أطالب وأتمنى من الدولة الليبية أن تعمل على تطليقي من خلال المحاكم المصرية من هذا الانسان الذي انعدمت عنده الاخلاق وذهبت منه المروءة، وغابت عنه الرحمة حتى اتجاه ابنه ، وأن يمنح ابني الجنسية الليبية حتى أتمكن من إدخاله لليبيا وإعطائه جميع الحقوق وتوفير دخل لي الى حين طلاقي لأستطيع الإنفاق على ابني والرجوع لبلدي والعيش فيها والعمل هناك بشهادتي، فمشاكلي تحل بطلاقي فهو المفتاح لذلك, وقد ذهبت للسفارة مرارا وتكرارا وكلمتهم الشهيرة : ليس لدينا حلول لك ..

أنهت فوزية رواية معاناتها ومأساتها بصرخة صدرت من أعماقها: آآآآه يا بلدي وأهل بلدي إذا لم تقفوا معي وتقوموا بإنصافي وأخذ حقوقي من هذا الزوج الظالم فمن سيفعل ذلك.. ويظل أملى بعد الله في بلادي كبير وأنها لن تخذلني

ربي يفرج عليها..............