الشعب و "ترامب الذكي" :

لقد فاجأت الانتخابات الأمريكية الكثيرين و أسالت الكثير من الحبر و أشعلت المظاهرات و حرَّكَة الشِّفاه و السِّفاه على حدٍ سواء ، فكل استطلاعات الرأي و استبيانات سبر الاّراء و كل المراكز البحثية التي لا تخطئ أبداً في تحليلاتها و دراساتها سقطت جميعها في اول اختبار شعبي قارب الحقيقة ، "انه امتحان ترامب " .. هذا ما أسميته ...
و قد اطلق عليه الآخرون العديد من المسميات و التوصيفات لعل ابرزها هو " زلزال ترامب " ، و هو اقرب وصف لما حدث في يوم أمريكا الكبير و الذي لن يمر مرور الكرام !!
هذا الزلزال الذي كانت تفاعلاته تجتاح عمق المجتمع الامريكي حتى وصل الى القشرة و هزها لكنه لم يسقطها ، و لعله قريب ...
ان "ترامب" ليس غبياً وسطحياً و شوارعياً و عبيطاً كما يصفه الاعلام الغربي و ذيوله ، بل ان هذا الرجل ادرك بذكائه و ما قد قيل له في ليلة من ليالي صيف "سبتمبر 2009 " ، من انه بإمكانه القيام بأشياء كثيرة و كبيرة غير جمع الأموال فأنطلق و اعمل ......
تلك النصيحة العميقة و المؤثرة و الفعالة ممن خَبِير الجموع و أثيرها ،، تلك النصيحة الذهبية تلقفها " ترامب " الذي يعرف جيداً كيف يتعامل مع الذهب ،،..
عرف "ترامب " ان القاعدة الشعبية تعرف بعضها و لا يعرفها أحد من أولئك السياسيون البرجوازيون و البراغماتيون و الانتهازيون ..
" فترامب" كان ذكياً بما يكفي ليستوعب تلك النصيحة التي ستفتح له باب البيت الأبيض ، و لذلك فقد عمل بجد و صمت من ذلك الحين ..
و عندما حان الوقت ظهرت حملته الانتخابية بخطاب غير مألوف و مصطلحات غير متعارف عليها و لا تتماشى مع الطبقات الحاكمة في المجتمع الامريكي ، خطاباً و صف بأنه ارعن و غير متزن و سطحيا و عبثياً و يمينياً و ما إلى ذلك مما اطلقته تلك إلطبقات و النخب عَلى الرجل ...
و لكنه لم يكن يخاطبها بل كان يخاطب بسطاء شعبه من عمال المصانع و المعامل و المناجم و حقول النفط و الفنادق و المستشفيات و النظافة و المطارات
و سائقي القطارات و الحافلات و سيارات الأجرة و البطالة و ما إليّه من المهمشين و الفقراء الذين أهملتهم الآلة الرأسمالية الطاغية ،،
هؤلاء هم الذين كان يخاطبهم " ترامب الذكي " كان يخاطب ألجماهير الشعبية هذه الأغلبية البسيطة المقهورة المسحوقة المغبونة التي كانت تفهمه و يفهمها ..
هؤلاء لا تستهدفهم مراكز استطلاعات الرأي العام و سبر الأراء ..
تلك المراكز تعودت على توجهها الى الطبقات البرجوازية و المتوسطة ، اما هؤلاء فهم ينظرون اليهم كما أطلقت عليهم احدى الصحف بأنهم " الحثالة البيضاء " .
هم ليسوا إلا " الحقيقة البيضاء " التي تتحمل اعباء تلك الطبقات الحاكمة المتحكمة بخدماتها الجليلة التي تؤديها لهم..
انها الجماهير الشعبية التي أطلقت " حركة احتلوا منهاتن " ..
هذا مالا يفهمه البرجوازيون و أذنابهم و هو ما صدمهم في يوم أمريكا الكبير !!!
فالرأي العام الذي يتشدقون به اكذوبة و صحافتهم صفراء و إعلامهم مضلل ..
يكفي ان " ترامب الذكي " اظهر زيف مؤسساتهم الإعلامية و مراكزهم البحثية ، ،
فيا أيها الذين اعتبرتم مؤسسات الغرب و مراكزه تكاد تكون مقدسة لا يأتيها الباطل من بين يدها و لا من خلفها افيقوا ، فقد انتهى الدرس المزيف و استعدوا للحقائق الصادمة ..
عفواً أليس " ترامب ذكي " ؟؟؟؟!!!!!!
منقول..........

هناك حقائق ستظهرها الايام القادمة...........

لا تتفائلوا لا بترامب ولا غيره فكلهم وجهان لعملة واحدة

قال تعالى : وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ صدق الله العظيم