حلب: تحرير الأحياء الشرقية أسقط أهداف الحرب ....بقلم حميدي العبدالله
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
حلب: تحرير الأحياء الشرقية أسقط أهداف الحرب ....بقلم حميدي العبدالله
لا شك أنّ الانتصار الكبير الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه في حلب لن تكون تداعياته شبيهة بانتصارات أخرى هامة كان قد حققها الجيش، سواء في ريف دمشق، أو في ريف اللاذقية، أو في معركة تدمر.
جميع تلك الانتصارات على أهميتها لم تترك التداعيات المحتملة على الانتصار الذي تحقق في حلب.
مدينة حلب كانت تراهن عليها الدول والجهات التي انخرطت في الحرب على سورية لتحقيق واحد من ثلاثة أهداف، الهدف الأول، إسقاط النظام في سورية، وهذا الهدف كان بالنسبة لهذه الدول أمر واقعي ومنطقي في عامي 2011 و2012 بعد السيطرة على الأحياء الشرقية من حلب، وبعد تطويق دمشق بعشرات آلاف المسلحين، بل إنّ المسلحين في عام 2012 سيطروا على أحياء غير قليلة في دمشق ذاتها. لكن سقوط دمشق غير ممكن من دون سقوط حلب، لأسباب كثيرة.
الهدف الثاني، تقسيم سورية إذا تعذّر إسقاط الدولة السورية، وجرى تبني هذا الهدف اعتباراً من النصف الثاني من عام 2013 عندما تيقّنت الدول المساهمة في الحرب على سورية بأنّ إسقاط النظام، وبالتالي الدولة السورية، أمر صعب المنال، ودونه على الأقلّ حرب طويلة الأمد، قد تتحوّل إلى حرب استنزاف لكلا الطرفين. لكن تقسيم سورية، وفقدان الدولة السورية لشرعيتها واحتفاظها بمقعدها في الأمم المتحدة أمر صعب المنال من دون السيطرة على مدينة حلب بكاملها، وكانت السيطرة على الأحياء الشرقية بمثابة تمهيد أو استعداد للسيطرة على المدينة لتحقيق هذا الهدف.
الهدف الثالث، استنزاف سورية، وطالما أنّ السيطرة على كلّ مدينة حلب بات غير متيسّر، فإنّ الاحتفاظ بالسيطرة على الأحياء الشرقية، يشكل استنزافاً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً للدولة السورية، لذلك لا يجب أن تستعيد الدولة السورية هذه الأحياء وبذل كلّ جهد مستطاع لمنع ذلك لأنّ الاحتفاظ بالأحياء الشرقية شرط لا بدّ منه لاستمرار حرب الاستنزاف. لهذه الأسباب واكبت عملية تحرير حلب حملة دولية غير مسبوقة لتعطيل هذه العملية، بدءاً من التهديدات التي أطلقتها الدول الراعية والداعمة للحرب الإرهابية على سورية، مروراً بعدم الالتزام بالتفاهمات المبرمة بين الولايات المتحدة وروسيا، وصولاً إلى الالتفاف على قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرارين 2253 و2254، واستنفار كلّ مسؤولي ومؤسسات الأمم المتحدة، بما في ذلك المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الذي اقترح تشريع وجود المسلحين في حلب وتكريس تقسيم المدينة، وهو الاقتراح الذي حمله إلى المسؤولين السوريين عشية بدء معركة تحرير الأحياء الشرقية.
الآن جميع هذه الأهداف لم تعد واقعية في ضوء ما تحقق في أحياء حلب الشرقية.
البناء
جميع تلك الانتصارات على أهميتها لم تترك التداعيات المحتملة على الانتصار الذي تحقق في حلب.
مدينة حلب كانت تراهن عليها الدول والجهات التي انخرطت في الحرب على سورية لتحقيق واحد من ثلاثة أهداف، الهدف الأول، إسقاط النظام في سورية، وهذا الهدف كان بالنسبة لهذه الدول أمر واقعي ومنطقي في عامي 2011 و2012 بعد السيطرة على الأحياء الشرقية من حلب، وبعد تطويق دمشق بعشرات آلاف المسلحين، بل إنّ المسلحين في عام 2012 سيطروا على أحياء غير قليلة في دمشق ذاتها. لكن سقوط دمشق غير ممكن من دون سقوط حلب، لأسباب كثيرة.
الهدف الثاني، تقسيم سورية إذا تعذّر إسقاط الدولة السورية، وجرى تبني هذا الهدف اعتباراً من النصف الثاني من عام 2013 عندما تيقّنت الدول المساهمة في الحرب على سورية بأنّ إسقاط النظام، وبالتالي الدولة السورية، أمر صعب المنال، ودونه على الأقلّ حرب طويلة الأمد، قد تتحوّل إلى حرب استنزاف لكلا الطرفين. لكن تقسيم سورية، وفقدان الدولة السورية لشرعيتها واحتفاظها بمقعدها في الأمم المتحدة أمر صعب المنال من دون السيطرة على مدينة حلب بكاملها، وكانت السيطرة على الأحياء الشرقية بمثابة تمهيد أو استعداد للسيطرة على المدينة لتحقيق هذا الهدف.
الهدف الثالث، استنزاف سورية، وطالما أنّ السيطرة على كلّ مدينة حلب بات غير متيسّر، فإنّ الاحتفاظ بالسيطرة على الأحياء الشرقية، يشكل استنزافاً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً للدولة السورية، لذلك لا يجب أن تستعيد الدولة السورية هذه الأحياء وبذل كلّ جهد مستطاع لمنع ذلك لأنّ الاحتفاظ بالأحياء الشرقية شرط لا بدّ منه لاستمرار حرب الاستنزاف. لهذه الأسباب واكبت عملية تحرير حلب حملة دولية غير مسبوقة لتعطيل هذه العملية، بدءاً من التهديدات التي أطلقتها الدول الراعية والداعمة للحرب الإرهابية على سورية، مروراً بعدم الالتزام بالتفاهمات المبرمة بين الولايات المتحدة وروسيا، وصولاً إلى الالتفاف على قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرارين 2253 و2254، واستنفار كلّ مسؤولي ومؤسسات الأمم المتحدة، بما في ذلك المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الذي اقترح تشريع وجود المسلحين في حلب وتكريس تقسيم المدينة، وهو الاقتراح الذي حمله إلى المسؤولين السوريين عشية بدء معركة تحرير الأحياء الشرقية.
الآن جميع هذه الأهداف لم تعد واقعية في ضوء ما تحقق في أحياء حلب الشرقية.
البناء
الاسد السوري- مشرف
-
عدد المساهمات : 3599
نقاط : 9832
تاريخ التسجيل : 17/08/2015
مواضيع مماثلة
» ما أوجه الشّبه بين معركتي تحرير حلب بالأمس والغوطة الشرقية اليوم؟..بقلم شارل أبي نادر
» حلب: الجيش نحو الأحياء الشرقيّة عبر الأبواب التاريخيّة....بقلم صهيب عنجريني
» الإرهابيون منعوا المدنيين من مغادرة الأحياء الشرقية
» قيادة الجيش: بدء التهدئة الإنسانية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب أيام 20-21-22
» خروج مجموعة جديدة من أهالي الأحياء الشرقية بحلب المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية
» حلب: الجيش نحو الأحياء الشرقيّة عبر الأبواب التاريخيّة....بقلم صهيب عنجريني
» الإرهابيون منعوا المدنيين من مغادرة الأحياء الشرقية
» قيادة الجيش: بدء التهدئة الإنسانية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب أيام 20-21-22
» خروج مجموعة جديدة من أهالي الأحياء الشرقية بحلب المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة السورية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 12:48 am من طرف larbi
» بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترحب بإعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية
أمس في 10:47 am من طرف larbi
» مراسل التلفزوين العربي: 4 ملايين إسرائيلي يدخلون الملاجئ وحيفا تتحول لمدينة أشباح
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:23 pm من طرف larbi
» يوم كئيب في تل أبيب» حزب الله يقصف إسرائيل 5 مرات متوالية و4 ملايين في الملاجئ.
الأحد نوفمبر 24, 2024 10:14 pm من طرف larbi
» عصبة العز وثلة الهوان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:40 pm من طرف عبد الله ضراب
» الاهبل محمد بن سلمان يحاصر الكعبة الشريفة بالدسكوهات و الملاهي الليلية
السبت نوفمبر 23, 2024 9:34 pm من طرف larbi
» نكبة بلد المشاعر
السبت نوفمبر 23, 2024 4:41 pm من طرف عبد الله ضراب
» صلاح الدين الايوبي
الخميس نوفمبر 21, 2024 10:36 pm من طرف larbi
» جنائية الدولية تصدر أمري اعتقال ضد نتنياهو وغالانت
الخميس نوفمبر 21, 2024 4:06 pm من طرف larbi
» الى فرسان اليمن
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 9:52 pm من طرف larbi