محمد البوعزيزي شاب بسيط يجمع قوت يومه من عربة فواكه في سيدي بوزيد

شجار حول البيع بالمخالفة جعله يشتاط غضبا ويسب الذات الإلهية . ويلجأ بعدها إلى الإنتحار دلالة على ضعف الإيمان ووهن الشخصية وخور العزيمة وفقدان الإرادة .
مخالفة صريحة لما جاء به الله سبحانه في محكم كتابه ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا ) .
أشعل الإعلام بإنتحار البوعزيزي يوم 17 ديسمبر 2010 الشارع وكأنها الحادثة الأولى من نوعها . وحرك الشارع من خلف الشاشات للميادين والحرق . ودخل القناصة المجهولين ليسيل الدم وتبدأ طريق اللاعودة .
أطلق دعاة الدين عليه من الأوصاف مالا أذن سمعت حيث وصفوه شهيدا وثائرا وبطلا . وأعدت التقارير على عجل عن حياته وسيرته وكأنه أحد الصحابة رضوان الله عليهم أو أحد الأئمة الفقهاء والفاتحين في سبيل الله والأولياء الصالحين . وسلطت كل الشاشات دعاياتها وفواصلها الإعلانية عليه قبل أن تختمها بكلمة العجوز الحفناوي ( هرمنا ) .
...
سجنت فايدة حمدي المتهمة بصفع البوعزيزي لمدة أربعة شهور في 2011 ثم حكمت عليها المحكمة بالبراءة . بعد أن أكدت بأنها لم تقم سوى بحجز عربة الفاكهة بناءً على تعليمات البلدية . وقام الكثير من الشهود بنفي أن تكون فايدة قد صفعت البوعزيزي .
...
عبر جريدة ( الشروق أو لاين ) الجزائرية وبتاريخ 3 . 3 . 2012 قالت التونسية فايدة حمدي ::
* لم أصفع البوعزيزي .. هو من سب الدين قبل أن يحرق نفسه .
* كنت كبش فداء لبن علي .. والمحامون رفضوا الدفاع عني .
* الصفعة مجرد كذبة أطلقها الإعلام لتبرير فكرة " البوليس القمعي " .
* " مستحيل أن أتسبب في مقتل أي شخص " ، " البوعزيزي شاب جاي للدنيا فرحان بعمرو " ، " لم أصفعه "..
* يا ناس، يا عالم ، يا إعلام ، يا صحافة ، يا عرب ، يا مسلمون، أقسم أني لم أصفع محمد البوعزيزي ، وأسطورة الصفعة كذبة واهية من الإعلام "
* أن سبب إضرام النار في جسده كان بسبب الوضع الاجتماعي المتأزم الذي يعيشه
...
اليوم تبكي فايدة لأنها كانت ضحية تاجر بها الإعلام . ولم تجد من يواسيها في محنتها من ( قنوات وشيوخ وثوار ودول ومنظمات حقوق الإنسان ). وذهبت إلى طي النسيان لأن صوتها لايطرب أنصار ودعاة الربيع .
وأسرة البوعزيزي حصلت على 40 ألف هدية الشهداء ومنزل فاخر وحظيت بتكريم من عدة دول وعلى رأسها قطر . أما منوبية والدة البوعزيزي تركت ياسمين تونس وأخذت اللجوء في كندا . وأخته بررت ذلك بوصول تهديدات لأسرتها باعتبار شقيقها البوعزيزي وراء تدني الأوضاع في تونس . وصرحت ( أنا احب تونس لكن أشعر أنني ولدت من جديد في كندا ) . ولم يبقى الياسمين إلا إسم تعتزم عائلة البوعزيزي وضعه على مطعم في كندا .
...
أخر تقرير للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في فبراير الماضي يقول ( أن عدد محاولات وحالات الانتحار المسجلة خلال سنة 2015 في تونس بلغت 549 حالة، مقابل 203 حالات سنة 2014، مبيناً حصول زيادة بنسبة170 % ) . لكن صمت الجميع من مانحي صفة الشهادة والثوار نهاية بالمتباكين على الوضع الإقتصادي .
هكذا بدأ الربيع الخادع ( بكذب بواح وإنتحار محرم ) وأنتشرت شظاياه لتصل ليبيا بخدعة ( إغتصاب العبيدي ) والتي مرت في طريقها لذات دوحة قطر قبل أن يستقر بها الحال في حانات أمريكا ثم في سجونها .
ومن نيرة الكويت إلى بوعزيزي تونس وإيمان ليبيا تظل المؤمرات تنسج بطريقة قذرة وعقولنا تفتح أبوابها لكل أنواع الخديعة لنكتشف الغباء بعد إصتدام جبهاتنا بالأرض إذا لم ندفع أرواحنا في أتون فتنة كبرى نخسر فيها الدنيا والأخرة ... الفارس الليبي