تحالف جنرالات بريطانيا مع يهود ككلة وطرابلس؟
2 مشترك
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
تحالف جنرالات بريطانيا مع يهود ككلة وطرابلس؟
في هدوء تام، جمع اليهود الذين ينحدرون من أصول ليبية في إسرائيل، ما وصفوه بـ«الوثائق والمستندات»، التي ادعوا من خلالها ملكيتهم لأراضٍ ومنازل ومؤسسات تربوية واجتماعية ومعابد في ليبيا؛ ولتفعيل هذا المسعى أوصى رئيس تنظيم اليهود «من أجل يهود ليبيا» الإسرائيلي المدعو مئير كحالون، عدداً من القانونيين بتجميع تلك الوثائق، لرفعها في القريب العاجل للحكومة الليبية من جهة، ومن جهة أخرى عرضها على لجان المؤتمر اليهودي العالمي (المجلس الماسوني الآعلى)، لتجييش الحكومات الغربية، وممارسة ضغوطات على ليبيا، للحصول على تعويضات عن تلك الممتلكات، التي يزعم التنظيم الإسرائيلي في تقديراته الأولية، أنها تبلغ 500 مليون دولار، بالإضافة إلى مئة مليون دولار أخرى، تعويضاً عن المنشآت العامة اليهودية، كالمعابد والمقابر، التي تركها يهود ليبيا إبان هجرتهم إلى أوروبا و الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر الخطة البريطانية .
لم يكن المشروع الإسرائيلي - الصهيوني هو الأول من نوعه، وإنما تم طرحه في الماضي غير البعيد خلال حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، لكن إثارته في الوقت الراهن، تعيد للذاكرة مطامع اليهود في ليبيا منذ أمد بعيد، ففي حين يرتكن اليهود والتنظيمات الصهيونية تلعب وتدمير بأسم الربيع العربي، في مبررات السطو على الأراضي والثروات الليبية، إلى الترويج لمزاعم إجبارهم على التهجير القسري من ليبيا، يؤكد الواقع التاريخي أن تلك الفئة هاجرت طواعيةمن قبل المخابرات البريطانية، عندما سمح لها الملك إدريس السنوسي بالهجرة بناءً على طلب تقدم به رئيس الطائفة اليهودية الليبية في حينه.
أما في ما يتعلق بملكية اليهود الأراضي التي يتحدثون عنها في ليبيا، فيفند الباحث اليهودي، الأستاذ في جامعة السوربون، ناحوم سلاوش، تلك المزاعم بشكل غير مباشر، حينما عاد لفترة تاريخية أقدم، وقال، بحسب تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن الأراضي التي عرضها السلطان العثماني عبدالحميد الثاني لم تكن إلا منطقة سِرت وسط ليبيا. ومعلوم أن منطقة جنوب سرت كانت في عهد الرومان ملجأ لكثير من اليهود الذين فروا إليها من منطقة قورينا، شحات، في شرق ليبيا أثناء قمع الرومان ثورة اليهود الكبرى، التي أشعلها يهود قورينا سنة 115م، واستمرت حتى سنة 118م. واستطاع أولئك اللاجئون أن يؤسسوا مستعمرة لهم بالقرب من تل اليهودية .. فلهذا نشهد دمار كامل لمدينة بشكل ممنهج بأسم قوات البينان المرصوص وحكومة الموساد الوطني بقيادة السراج.
وأشار اليهودي ناحوم سلاوش إلى أن عدد يهود بلدة سرت كان نحو 50 يهودياً سنة 1909. وربما تعني تلك المعطيات بادرة خطيرة من الحكومة العثمانية للمساهمة في حل مشكلة اليهود العالمية، على حساب جزء مهم من ليبيا بحكم الواقع الجغرافي لإقليم سرت، وأهميته بالنسبة لبقية أجزاء ليبيا كحلقة وصل بينها.
كما يفند الهجرة القسرية التي يزعمها يهود ليبيا وتنظيماتهم الصهيونية، الكولونيل البريطاني أ.سوندرز، مدير عام الشرطة خلال أعمال الشغب التي شهدتها ليبيا في 12 يونيو 1948م ضد اليهود بقيادة المخابرات البريطانية.
ففي وثيقة منسوبة إلى سوندرز، تصف في إطارها العام واقع يهود ليبيا خلال تلك الاضطرابات، قال إن الشكوى التي تقدمت بها الطائفة اليهودية زاعمة «فشل الشرطة العربية في تأدية واجباتها في يومي الثاني عشر والثالث عشر من يونيو»، إلا أن تقرير الشرطة الرسمي، فند تلك المزاعم، بل وأكد أن ضباط الشرطة والمدنيين البريطانيين أقروا بفاعلية رجال الشرطة المسلمين في مساعدتهم لليهود، الذين قرروا مغادرة المدينة القديمة ونقل ممتلكاتهم معهم .. واعترف الضابط البريطاني سوندرز بأنه شاهد من خلال تقرير الشرطة الذي حرره بنفسه، العناية التي أبداها رجال الشرطة المسلمين حيال الجرحى اليهود ونقلهم النساء اليهوديات مع أطفالهن إلى أماكن آمنة؛ فضلاً عن أن ممتلكات اليهود المسروقة التي صودرت من السارقين كانت نتيجة لجهود رجال الشرطة.
وأوضح أنه في فترة من الفترات كان هناك 250 يهودياً في مركز شرطة سوق الجمعة، وآخرون في المركز الغربي تحت رعاية رجال الشرطة المسلمين، الذين أعادوهم في ما بعد إلى أماكنهم في سيارات تابعة للشرطة، أو رافقوهم سيراً على الأقدام؛ كما تمكن رجال الشرطة المسلمون من إنقاذ 11 شخصاً ينتمون إلى عائلتين يهوديتين من النيران، التي التهمت شقتهم في إحدى البنايات بالمدينة.
وفي نهاية الوثيقة يعرب الضابط البريطاني عن أسفه من أتباع رؤساء الطائفة اليهودية في ليبيا حينئذٍ الأسلوب نفسه الذي اتبعه يهود فلسطين عند مساعي إقامة إسرائيل.
رغم تلك الأدلة التي تدحض مزاعم اليهود ذوي الأصول الليبية بالتهجير القسري، أو أضطهادهم من قبل الشرطة العربية في ليبيا، إلا أن الدليل الأقوى جاء في سياق الدراسة البحثية المطولة، التي أعدها مدير «مركز دراسات يهود ليبيا» الإسرائيلي، يعقوب حجاجي ليلوف، في 12 مايو 2015، وكشف فيها النقاب عن اللقاءات، التي جرت بين يهود ليبيا في ككلة وطرابلس وجادو ومصراتة والزاوية وزليتين وزنتان وبنغازي وغيرهما من المناطق الليبية أوائل أربعينات القرن الماضي، مع عدد من الجنرالات والضباط اليهود في الجيش البريطاني؛ وبحسب الدراسة، أشار فحوى تلك اللقاءات إلى رغبة يهود الجيش البريطاني في تهجير يهود ليبيا إلى إسرائيل، وتكوين نواة «الدولة»، وبناء عدد أكبر من المدارس اليهودية في مختلف المدن الليبية، وإدراج المناهج الصهيونية في تلك المدارس، لزرع المبادئ الصهيونية في عقول التلاميذ من أبناء الطائفة اليهودية. التي بقت داخل ليبيا وكان لها دور في قيادة ثورة 17 فبراير عام 2011م وكان لهم دور في تدمير أضرحة أولياء الله بالمنطقة وجميع المناطق الليبية بعد سقوط نظام معمر القذافي بقيادة الربي ابوالقاسم الككلي مقيم منطقة السوادنة بدرجة حاخام ويحفظ الترانيم التلمود على ظهر قلب وهو أمام جامع ويصلي بأهل المنطقة، وكان لهم دور في تهجير القواليش والنماطق المجاروة لهم .
ووفقاً لدراسة الباحث الإسرائيلي ذي الأصول الليبية يعقوب حجاجي، بدأت اللقاءات التي يدور الحديث عنها، تزامناً مع احتلال البريطانيين مدينة ككلة في الفترة من ديسمبر 1940 حتى يناير 1941، وكان جنرالات الجيش البريطاني موفقين إلى حد كبير في زرع التعاليم الصهيونية - القومية في عقول يهود ليبيا خلال تلك الاجتماعات الذين خرجوا علينا بقوة في ظل نكبة 17فبراير يتهجمون على الاسلام والاستهزاء بالقرآن الكريم ومحاربة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمنع الاحتفالات بمولده ومنع الختمة والتأليف والذكر الجماعي والمزارات بأسم الدين وكذلك لنشر تعاليم الشيطان عبر الطائفة الصهيونية السلفية القادمة من يهود مملكة بني صهيون السعودية؛ وإلى جانب هذا الهدف حاول الضباط البريطانيون أستقطاب يهود ككلة للتطوع في الجيش، تمهيداً لنقلهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، تزامنًا مع ترتيبات الحركات الصهيونية عن إعلان قيام دولة إسرائيل، وتماشياً مع هذا المنحى خصص الجنرالات البريطانيون اليهود موازنات ضخمة ليهود ككلة، وكان الهدف المعلن منها مساعدة فقراء الطائفة اليهودية، لكن هدفها الحقيقي تجسد في إمداد مناهج التعليم في المدارس اليهودية بالكتب الدراسية، التي تغزي الفكر والأيديولوجيات الصهيونية، فضلاً عن كتب الشعر والثقافة والتاريخ اليهودي، التي تخدم الهدف ذاته؛ وكان لذلك بالغ الأثر في ربط يهود ككلة بـ«النجمة اليهودية»، ونمو فكرة «الوطن المستقل»، وبناء النقاط الاستيطانية، ودعم المعسكر الصهيوني وفتح اتصال بينهم وبين العالم السفلي عبر الانفاق التي تفتح بالقرابين البشرية للسيطرة المدن والقرى .
وفي مدينة بنغازي، بحسب الدراسة العبرية، بدأ الشباب اليهودي في وضع النواة الأولى لما وصفوه بفكرة «الخلاص» والهجرة من ليبيا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكن لقاءات الجنرالات البريطانيين مع يهود ككلة توقفت في أبريل 1941م ، حينما بدأ الجيش البريطاني في الانسحاب من المدينة، تزامناً مع الزحف الألماني - الأفريقي بقيادة الجنرال رومل، ونجح جنرالات بريطانيا اليهود قبل انسحابهم في تهجير 250 يهودياً من المدينة الليبية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكانت رغبة هذا العدد ملحَّة على الهجرة، لاسيما أنهم تعانوا ودعموا إلى حد كبير قوات الجيش البريطاني، ما حدا بهم إلى الخوف على حياتهم بعد انسحاب بريطانيا، فآثروا الهجرة إلى إسرائيل، وهى الوجهة التي كان جنرالات بريطانيا اليهود يرغبون فيها لهم من الأساس؛ وفي فترات لاحقة تمكَّن يهود ككلة بعد هجرتهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من تهجير ذويهم وأقاربهم، عبر تهريبهم من ليبيا إلى مصر، ومنها إلى الأراضي الفلسطينية وثم العودة إلى ليبيا عبر تونس وتمكنوا أكثر مع 2006م عبر السفير الامريكي وانطلاق مشروع ليبيا الغد بقيادة سيف معمر القذافي.
وتشير معطيات الدراسة العبرية إلى أن احتلال البريطانيين ككلة للمرة الثالثة في نوفمبر 1942 بعد معركة «العلَمين»، كان بمثابة تحول مفصلي في حياة الطائفة اليهودية في ليبيا، حينما تواصل ضباط الجيش البريطاني اليهود مجدداً مع يهود ككلة، وطرح الطرفان مبادرة لمساعدة اليهود على الهجرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهى المبادرة التي صادق عليها حاكم بنغازي، وباركتها حكومة الانتداب البريطاني؛ وفي مارس 1943، اُفتُتحت المدرسة العبرية في بنغازي، وكان مقرها في مبنى تعليم التوراة القديم، وشملت حينئذٍ أربعة فصول، ضمت سبعين تلميذاً وتلميذة يهودية، وتطوع إلى جانب المعَلميْن الإقليمييْن الاثنيْن في المدرسة عدد من جنود الجيش البريطاني اليهود، وكان يرتفع عدد هؤلاء الجنود مع زيادة عدد التلاميذ اليهود العائدين من مدينة جادو؛ كما كان أول مدير لتلك المدرسة هو عزري زئيف، الذي كان أكثر المعلمين قدرة وكفاءة في إلقاء الدروس، وبعده في المنصب، جاء ديفيد شومين، ثم إفنار رحميائيل؛ أما عن المناهج التعليمية في تلك المدرسة، فدارت في مجملها العام حول تدريس اللغة العبرية، والحساب، والإنجليزية، والجغرافيا، ومادة أخرى أُطلِق عليها «الوطن»، ثم مادة الشعر؛ بعد ذلك بفترة وجيزة، تحولت المدرسة إلى «مستوطنة إسرائيلية داخل ليبيا»، حينما اعتاد الطلاب على التواصل في الحوار عبر اللغة العبرية، كما أصبحت «أناشيد الوطن» معتمدة في الأغاني التي يرددونها، وكان حوار العروض المسرحية، التي يجسدها الطلاب داخل المدرسة باللغة العبرية؛ وبمساعدة الجنود اليهود في الجيش البريطاني، اكتسبت المدرسة زخماً تربوياً ودراسياً، وتطورت مناهجها التعليمية، ما أهلها إلى تغيير اسمها، ليصبح مكتوباً بالعبرية «المدرسة العبرية - تدريس التوراة - بنغازي».
برعاية جنرالات الجيش البريطاني اليهود، تطورت العملية التعليمية العبرية - الصهيونية في بنغازي لأكثر من مستوى، إلا أن مستواها بلغ قمته مع وصول الكتيبة العسكرية البريطانية الثانية، التي جاء معها معلمون يهود متخصصون من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعكف هؤلاء على ترسيخ المبادئ الصهيونية، وفقاً لإيعازات الضباط اليهود البريطانيين، لكن ذلك، بحسب الدراسة العبرية، أثار بشكل مفاجئ قلق حكومة لندن، التي التفتت إلى مناهج التعليم العبري - الصهيوني، وبدأت في وضع العراقيل أمام هذا النوع من التعليم؛ وفي صيف 1943 نشرت حكومة الانتداب البريطاني مرسوماً، أمرت فيه بإغلاق المدرسة العبرية خلال العطلة الصيفية، لاسيما أنها كانت تواصل نشاطها في تعليم اللغة العبرية للشباب اليهودي؛ وبعد إغلاق المدرسة في العطلة، طولب التلاميذ بالالتحاق بمدارس عربية، بداعي أن العبرية ليست لغة رسمية في البلاد، وعليه فإن المدرسة العبرية - الصهيونية لا تستحق أي دعم حكومي.
ينتقل معد الدراسة العبرية، يعقوب حجاجي، من الحديث عن يهود ككلة، وعلاقتهم بجنرالات الجيش البريطاني اليهود إلى الحديث عن يهود طرابلس، مشيراً إلى أنهم سمعوا عن التعاون الوثيق بين الجانبين، وما أثمر عنه من نتائج، تهدف إلى دعم نواة الدولة العبرية، وتهجير اليهود إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة تمهيداً للمشروع الصهيوني الوليد؛ وفي يناير 1943 بدأت لقاءات هؤلاء اليهود مع نظرائهم في الجيش البريطاني، ليبدأ، بحسب وصف الباحث الإسرائيلي، عهد جديد في حياة يهود طرابلس، فحينما لاح في الأفق جنود الجيش البريطاني، استقبلهم يهود المدينة بحفاوة بالغة، واتضح ذلك إلى حد كبير في سياق يوميات الضابط البريطاني اليهودي «م. موسنزون»، التي أدرجها في كتابه ذائع الصيت «رسائل من الصحراء».
وفي ربيع 1943، بدأ الجنود البريطانيون اليهود في تدشين مدرسة، لتعليم العبرية - الصهيونية في طرابلس، وذلك خلافاً لمرسوم حكومة لندن، الذي حظر تلك المدارس في ككلة، وفي المرحلة الأولى، التي سرت فيها معلومات حول قصر مدة بقاء الضباط البريطانيين اليهود في ليبيا، عكف هؤلاء على تأهيل طاقم من المعلمين المحليين المتطوعين، الذين تلقوا دورات تدريبية على التدريس بالطريقة، التي اعتمدها اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لذلك ارتبط بالمدرسة الوليدة في طرابلس أربعة جنود من البريطانيين اليهود، لتأهيل المعلمين بعد توزيعهم على مجموعتين: الأولى، كانت من الفتيات اليهوديات الليبيات، أما الثانية، فكان يندرج فيها الرجال الأكبر عمراً عن فتيات المجموعة الأولى، ووفقاً لما كان مقرراً يقوم أعضاء تلك المجموعة بالتدريس للطلبة البالغين؛ وجرى تأهيل مبنى المدرسة هو الآخر ليستوعب مئات التلاميذ اليهود؛ وفي لندن عكف اليهود المثقفون على إعداد الكتب الدراسية، وتولى الضباط البريطانيون اليهود عملية نقلها من لندن إلى طرابلس. ويقارن معد الدراسة الإسرائيلية بين العملية التعليمية اليهودية - الصهيونية في بنغازي حينئذٍ، وبين نظيرتها في طرابلس، مشيراً إلى أنها تميزت في الأخيرة بالارتباط الوثيق بما يدرسه التلاميذ اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة أن العملية التعليمية في طرابلس بشكل عام كانت منظمة وأكثر تقدماً عنها في بنغازي، إلا أن الجنود البريطانيين اليهود ساهموا إلى حد كبير في توجيه العملية التعليمية في المدارس العبرية بما يتسق والمناهج القومية - الصهيونية.
وفي ما يخص الحركة الصهيونية، تشير دراسة الباحث الإسرائيلي إلى أنه رغم عزوف البريطانيين رسمياً عن السماح بممارسة هذا النشاط في ليبيا، ومنعهم تدشين «المنظمة الصهيونية الطرابلسية»، وحظرهم استقدام المعلمين اليهود من الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه تم استئناف الأنشطة الصهيونية في ليبيا، ووصلت إلى أقصى ذروتها في طرابلس، مقارنة بفترة الاحتلال الإيطالي في ليبيا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
ويعزو الباحث الإسرائيلي هذا الحراك الصهيوني إلى حالة التضامن، التي تحكمت في اليهود بعد الحرب العالمية الثانية، وحرضتهم على إحياء إشعال لهيب ما وصفوه حينئذٍ بـ«القومية - الصهيونية»، وترجم هذا الحراك الجنرالات اليهود في الجيش البريطاني، حينما عمدوا إلى ذرع نشاط الحراك الصهيوني في رأس اليهود الليبيين، ولاقى هذا النشاط أرضاً خصبة في الرياضة والثقافة والعمل الصهيوني، لكنه أصبح أكثر قوة مع أفتتاح نادى «مكابي الشباب» العريق والجديد في طرابلس العام 1944م، فكان النادي نواة رئيسية في بناء العمل التنظيمي الصهيوني، وكان عدد كبير من ضباط الجيش البريطاني اليهود أعضاء فيه.
ونظراً لسياسة حكومة الانتداب البريطاني في ليبيا، التي كانت تحظر - على أستحياء - الأنشطة الصهيونية، أقترح الضابط البريطاني اليهودي، الميجور «أركين» على نشطاء التنظيم الصهيوني البارزين، الذي كان يحمل اسم «بن يهودا» عدم ربط نشاطهم بـ«المنظمة الصهيونية» حتى يحول ذلك دون عرقلة أو إغلاق نادي «مكابي الشباب»، وفي محاولة للالتفاف على حظر حكومة لندن، قرر النشطاء تغيير اسم تنظيمهم من «بن يهودا» إلى «منظمة الثقافة العبرية - بن يهودا»، وأصبح هذا التنظيم فرعاً من المنظمة اليهودية الدولية المعروفة بـ«التحالف العبري العالمي» الذي يعمل في ليبيا حتى يومنا هذا، وتم افتتاح الفرع من جديد في طرابلس بحضور ومباركة الضباط البريطانيين اليهود، وبدأ التنظيم أنشطته المتشعبة، وكان في طليعتها تقديم الدعم للمدرسة العبرية - الصهيونية، ونشر الأيديولوجيات والأفكار الصهيونية بين جدرانها، وتنظيم فصول لتعليم اللغة العبرية في المساء للبالغين، الذين لم يتم إدراجهم في إطار المنظومة التعليمية؛ بالإضافة إلى أنشطة ثقافية قومية صهيونية في النادي للشباب اليهود .. جميع الذين شاركوا في ثورة 17 فبراير هم من أصول يهودية وأحفاد بني صهيون وجميع الدول التي تعتبر في نفسها دول عربية وتشدقت علينا عبر قنواتهم بالأمن القومي العربي ومحاربة الروافض وغيرها من أكاذيب بني صهيون عبر أجتماعاتهم بالجامعة العربية لحماية المدنيين والبكاء عليهم في ليبيا وسوريا عبر منابر ومنظمات بني صهيون (الامم المتحدة ومنظماتها) لأن امراء وملوك وقادة التي تحكم الدول عربية هي عائلات يهودية تحالفت مع بعضها ضد الاسلام والمسلمين بأسم التحالف الدولي .. بينما يقود رفائيل الفلاح المنطقة الشرقية من مساعد حتى زليتين وديفيد جربي يقود المنطقة الغربي من جربة إلى الخمس وباقي المناطق الأخرى هم عبارة عن قوادة وتبع وكناين لهم بدعم بريطاني امريكي وعهم باقي بني صهيون من الغرب والعرب .. وماخفي كان أعظم ياكلاب ليبيا.
هذه صورة لسلفي يهودي http://alwasat.ly/images/cache/620x368/crop/images%7Ccms-image-000130149.jpg
إلى الامام والكفاح الثوري مستمر ضد جرذان بني صهيون
لم يكن المشروع الإسرائيلي - الصهيوني هو الأول من نوعه، وإنما تم طرحه في الماضي غير البعيد خلال حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، لكن إثارته في الوقت الراهن، تعيد للذاكرة مطامع اليهود في ليبيا منذ أمد بعيد، ففي حين يرتكن اليهود والتنظيمات الصهيونية تلعب وتدمير بأسم الربيع العربي، في مبررات السطو على الأراضي والثروات الليبية، إلى الترويج لمزاعم إجبارهم على التهجير القسري من ليبيا، يؤكد الواقع التاريخي أن تلك الفئة هاجرت طواعيةمن قبل المخابرات البريطانية، عندما سمح لها الملك إدريس السنوسي بالهجرة بناءً على طلب تقدم به رئيس الطائفة اليهودية الليبية في حينه.
أما في ما يتعلق بملكية اليهود الأراضي التي يتحدثون عنها في ليبيا، فيفند الباحث اليهودي، الأستاذ في جامعة السوربون، ناحوم سلاوش، تلك المزاعم بشكل غير مباشر، حينما عاد لفترة تاريخية أقدم، وقال، بحسب تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن الأراضي التي عرضها السلطان العثماني عبدالحميد الثاني لم تكن إلا منطقة سِرت وسط ليبيا. ومعلوم أن منطقة جنوب سرت كانت في عهد الرومان ملجأ لكثير من اليهود الذين فروا إليها من منطقة قورينا، شحات، في شرق ليبيا أثناء قمع الرومان ثورة اليهود الكبرى، التي أشعلها يهود قورينا سنة 115م، واستمرت حتى سنة 118م. واستطاع أولئك اللاجئون أن يؤسسوا مستعمرة لهم بالقرب من تل اليهودية .. فلهذا نشهد دمار كامل لمدينة بشكل ممنهج بأسم قوات البينان المرصوص وحكومة الموساد الوطني بقيادة السراج.
وأشار اليهودي ناحوم سلاوش إلى أن عدد يهود بلدة سرت كان نحو 50 يهودياً سنة 1909. وربما تعني تلك المعطيات بادرة خطيرة من الحكومة العثمانية للمساهمة في حل مشكلة اليهود العالمية، على حساب جزء مهم من ليبيا بحكم الواقع الجغرافي لإقليم سرت، وأهميته بالنسبة لبقية أجزاء ليبيا كحلقة وصل بينها.
كما يفند الهجرة القسرية التي يزعمها يهود ليبيا وتنظيماتهم الصهيونية، الكولونيل البريطاني أ.سوندرز، مدير عام الشرطة خلال أعمال الشغب التي شهدتها ليبيا في 12 يونيو 1948م ضد اليهود بقيادة المخابرات البريطانية.
ففي وثيقة منسوبة إلى سوندرز، تصف في إطارها العام واقع يهود ليبيا خلال تلك الاضطرابات، قال إن الشكوى التي تقدمت بها الطائفة اليهودية زاعمة «فشل الشرطة العربية في تأدية واجباتها في يومي الثاني عشر والثالث عشر من يونيو»، إلا أن تقرير الشرطة الرسمي، فند تلك المزاعم، بل وأكد أن ضباط الشرطة والمدنيين البريطانيين أقروا بفاعلية رجال الشرطة المسلمين في مساعدتهم لليهود، الذين قرروا مغادرة المدينة القديمة ونقل ممتلكاتهم معهم .. واعترف الضابط البريطاني سوندرز بأنه شاهد من خلال تقرير الشرطة الذي حرره بنفسه، العناية التي أبداها رجال الشرطة المسلمين حيال الجرحى اليهود ونقلهم النساء اليهوديات مع أطفالهن إلى أماكن آمنة؛ فضلاً عن أن ممتلكات اليهود المسروقة التي صودرت من السارقين كانت نتيجة لجهود رجال الشرطة.
وأوضح أنه في فترة من الفترات كان هناك 250 يهودياً في مركز شرطة سوق الجمعة، وآخرون في المركز الغربي تحت رعاية رجال الشرطة المسلمين، الذين أعادوهم في ما بعد إلى أماكنهم في سيارات تابعة للشرطة، أو رافقوهم سيراً على الأقدام؛ كما تمكن رجال الشرطة المسلمون من إنقاذ 11 شخصاً ينتمون إلى عائلتين يهوديتين من النيران، التي التهمت شقتهم في إحدى البنايات بالمدينة.
وفي نهاية الوثيقة يعرب الضابط البريطاني عن أسفه من أتباع رؤساء الطائفة اليهودية في ليبيا حينئذٍ الأسلوب نفسه الذي اتبعه يهود فلسطين عند مساعي إقامة إسرائيل.
رغم تلك الأدلة التي تدحض مزاعم اليهود ذوي الأصول الليبية بالتهجير القسري، أو أضطهادهم من قبل الشرطة العربية في ليبيا، إلا أن الدليل الأقوى جاء في سياق الدراسة البحثية المطولة، التي أعدها مدير «مركز دراسات يهود ليبيا» الإسرائيلي، يعقوب حجاجي ليلوف، في 12 مايو 2015، وكشف فيها النقاب عن اللقاءات، التي جرت بين يهود ليبيا في ككلة وطرابلس وجادو ومصراتة والزاوية وزليتين وزنتان وبنغازي وغيرهما من المناطق الليبية أوائل أربعينات القرن الماضي، مع عدد من الجنرالات والضباط اليهود في الجيش البريطاني؛ وبحسب الدراسة، أشار فحوى تلك اللقاءات إلى رغبة يهود الجيش البريطاني في تهجير يهود ليبيا إلى إسرائيل، وتكوين نواة «الدولة»، وبناء عدد أكبر من المدارس اليهودية في مختلف المدن الليبية، وإدراج المناهج الصهيونية في تلك المدارس، لزرع المبادئ الصهيونية في عقول التلاميذ من أبناء الطائفة اليهودية. التي بقت داخل ليبيا وكان لها دور في قيادة ثورة 17 فبراير عام 2011م وكان لهم دور في تدمير أضرحة أولياء الله بالمنطقة وجميع المناطق الليبية بعد سقوط نظام معمر القذافي بقيادة الربي ابوالقاسم الككلي مقيم منطقة السوادنة بدرجة حاخام ويحفظ الترانيم التلمود على ظهر قلب وهو أمام جامع ويصلي بأهل المنطقة، وكان لهم دور في تهجير القواليش والنماطق المجاروة لهم .
ووفقاً لدراسة الباحث الإسرائيلي ذي الأصول الليبية يعقوب حجاجي، بدأت اللقاءات التي يدور الحديث عنها، تزامناً مع احتلال البريطانيين مدينة ككلة في الفترة من ديسمبر 1940 حتى يناير 1941، وكان جنرالات الجيش البريطاني موفقين إلى حد كبير في زرع التعاليم الصهيونية - القومية في عقول يهود ليبيا خلال تلك الاجتماعات الذين خرجوا علينا بقوة في ظل نكبة 17فبراير يتهجمون على الاسلام والاستهزاء بالقرآن الكريم ومحاربة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمنع الاحتفالات بمولده ومنع الختمة والتأليف والذكر الجماعي والمزارات بأسم الدين وكذلك لنشر تعاليم الشيطان عبر الطائفة الصهيونية السلفية القادمة من يهود مملكة بني صهيون السعودية؛ وإلى جانب هذا الهدف حاول الضباط البريطانيون أستقطاب يهود ككلة للتطوع في الجيش، تمهيداً لنقلهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، تزامنًا مع ترتيبات الحركات الصهيونية عن إعلان قيام دولة إسرائيل، وتماشياً مع هذا المنحى خصص الجنرالات البريطانيون اليهود موازنات ضخمة ليهود ككلة، وكان الهدف المعلن منها مساعدة فقراء الطائفة اليهودية، لكن هدفها الحقيقي تجسد في إمداد مناهج التعليم في المدارس اليهودية بالكتب الدراسية، التي تغزي الفكر والأيديولوجيات الصهيونية، فضلاً عن كتب الشعر والثقافة والتاريخ اليهودي، التي تخدم الهدف ذاته؛ وكان لذلك بالغ الأثر في ربط يهود ككلة بـ«النجمة اليهودية»، ونمو فكرة «الوطن المستقل»، وبناء النقاط الاستيطانية، ودعم المعسكر الصهيوني وفتح اتصال بينهم وبين العالم السفلي عبر الانفاق التي تفتح بالقرابين البشرية للسيطرة المدن والقرى .
وفي مدينة بنغازي، بحسب الدراسة العبرية، بدأ الشباب اليهودي في وضع النواة الأولى لما وصفوه بفكرة «الخلاص» والهجرة من ليبيا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكن لقاءات الجنرالات البريطانيين مع يهود ككلة توقفت في أبريل 1941م ، حينما بدأ الجيش البريطاني في الانسحاب من المدينة، تزامناً مع الزحف الألماني - الأفريقي بقيادة الجنرال رومل، ونجح جنرالات بريطانيا اليهود قبل انسحابهم في تهجير 250 يهودياً من المدينة الليبية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكانت رغبة هذا العدد ملحَّة على الهجرة، لاسيما أنهم تعانوا ودعموا إلى حد كبير قوات الجيش البريطاني، ما حدا بهم إلى الخوف على حياتهم بعد انسحاب بريطانيا، فآثروا الهجرة إلى إسرائيل، وهى الوجهة التي كان جنرالات بريطانيا اليهود يرغبون فيها لهم من الأساس؛ وفي فترات لاحقة تمكَّن يهود ككلة بعد هجرتهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من تهجير ذويهم وأقاربهم، عبر تهريبهم من ليبيا إلى مصر، ومنها إلى الأراضي الفلسطينية وثم العودة إلى ليبيا عبر تونس وتمكنوا أكثر مع 2006م عبر السفير الامريكي وانطلاق مشروع ليبيا الغد بقيادة سيف معمر القذافي.
وتشير معطيات الدراسة العبرية إلى أن احتلال البريطانيين ككلة للمرة الثالثة في نوفمبر 1942 بعد معركة «العلَمين»، كان بمثابة تحول مفصلي في حياة الطائفة اليهودية في ليبيا، حينما تواصل ضباط الجيش البريطاني اليهود مجدداً مع يهود ككلة، وطرح الطرفان مبادرة لمساعدة اليهود على الهجرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهى المبادرة التي صادق عليها حاكم بنغازي، وباركتها حكومة الانتداب البريطاني؛ وفي مارس 1943، اُفتُتحت المدرسة العبرية في بنغازي، وكان مقرها في مبنى تعليم التوراة القديم، وشملت حينئذٍ أربعة فصول، ضمت سبعين تلميذاً وتلميذة يهودية، وتطوع إلى جانب المعَلميْن الإقليمييْن الاثنيْن في المدرسة عدد من جنود الجيش البريطاني اليهود، وكان يرتفع عدد هؤلاء الجنود مع زيادة عدد التلاميذ اليهود العائدين من مدينة جادو؛ كما كان أول مدير لتلك المدرسة هو عزري زئيف، الذي كان أكثر المعلمين قدرة وكفاءة في إلقاء الدروس، وبعده في المنصب، جاء ديفيد شومين، ثم إفنار رحميائيل؛ أما عن المناهج التعليمية في تلك المدرسة، فدارت في مجملها العام حول تدريس اللغة العبرية، والحساب، والإنجليزية، والجغرافيا، ومادة أخرى أُطلِق عليها «الوطن»، ثم مادة الشعر؛ بعد ذلك بفترة وجيزة، تحولت المدرسة إلى «مستوطنة إسرائيلية داخل ليبيا»، حينما اعتاد الطلاب على التواصل في الحوار عبر اللغة العبرية، كما أصبحت «أناشيد الوطن» معتمدة في الأغاني التي يرددونها، وكان حوار العروض المسرحية، التي يجسدها الطلاب داخل المدرسة باللغة العبرية؛ وبمساعدة الجنود اليهود في الجيش البريطاني، اكتسبت المدرسة زخماً تربوياً ودراسياً، وتطورت مناهجها التعليمية، ما أهلها إلى تغيير اسمها، ليصبح مكتوباً بالعبرية «المدرسة العبرية - تدريس التوراة - بنغازي».
برعاية جنرالات الجيش البريطاني اليهود، تطورت العملية التعليمية العبرية - الصهيونية في بنغازي لأكثر من مستوى، إلا أن مستواها بلغ قمته مع وصول الكتيبة العسكرية البريطانية الثانية، التي جاء معها معلمون يهود متخصصون من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعكف هؤلاء على ترسيخ المبادئ الصهيونية، وفقاً لإيعازات الضباط اليهود البريطانيين، لكن ذلك، بحسب الدراسة العبرية، أثار بشكل مفاجئ قلق حكومة لندن، التي التفتت إلى مناهج التعليم العبري - الصهيوني، وبدأت في وضع العراقيل أمام هذا النوع من التعليم؛ وفي صيف 1943 نشرت حكومة الانتداب البريطاني مرسوماً، أمرت فيه بإغلاق المدرسة العبرية خلال العطلة الصيفية، لاسيما أنها كانت تواصل نشاطها في تعليم اللغة العبرية للشباب اليهودي؛ وبعد إغلاق المدرسة في العطلة، طولب التلاميذ بالالتحاق بمدارس عربية، بداعي أن العبرية ليست لغة رسمية في البلاد، وعليه فإن المدرسة العبرية - الصهيونية لا تستحق أي دعم حكومي.
ينتقل معد الدراسة العبرية، يعقوب حجاجي، من الحديث عن يهود ككلة، وعلاقتهم بجنرالات الجيش البريطاني اليهود إلى الحديث عن يهود طرابلس، مشيراً إلى أنهم سمعوا عن التعاون الوثيق بين الجانبين، وما أثمر عنه من نتائج، تهدف إلى دعم نواة الدولة العبرية، وتهجير اليهود إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة تمهيداً للمشروع الصهيوني الوليد؛ وفي يناير 1943 بدأت لقاءات هؤلاء اليهود مع نظرائهم في الجيش البريطاني، ليبدأ، بحسب وصف الباحث الإسرائيلي، عهد جديد في حياة يهود طرابلس، فحينما لاح في الأفق جنود الجيش البريطاني، استقبلهم يهود المدينة بحفاوة بالغة، واتضح ذلك إلى حد كبير في سياق يوميات الضابط البريطاني اليهودي «م. موسنزون»، التي أدرجها في كتابه ذائع الصيت «رسائل من الصحراء».
وفي ربيع 1943، بدأ الجنود البريطانيون اليهود في تدشين مدرسة، لتعليم العبرية - الصهيونية في طرابلس، وذلك خلافاً لمرسوم حكومة لندن، الذي حظر تلك المدارس في ككلة، وفي المرحلة الأولى، التي سرت فيها معلومات حول قصر مدة بقاء الضباط البريطانيين اليهود في ليبيا، عكف هؤلاء على تأهيل طاقم من المعلمين المحليين المتطوعين، الذين تلقوا دورات تدريبية على التدريس بالطريقة، التي اعتمدها اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لذلك ارتبط بالمدرسة الوليدة في طرابلس أربعة جنود من البريطانيين اليهود، لتأهيل المعلمين بعد توزيعهم على مجموعتين: الأولى، كانت من الفتيات اليهوديات الليبيات، أما الثانية، فكان يندرج فيها الرجال الأكبر عمراً عن فتيات المجموعة الأولى، ووفقاً لما كان مقرراً يقوم أعضاء تلك المجموعة بالتدريس للطلبة البالغين؛ وجرى تأهيل مبنى المدرسة هو الآخر ليستوعب مئات التلاميذ اليهود؛ وفي لندن عكف اليهود المثقفون على إعداد الكتب الدراسية، وتولى الضباط البريطانيون اليهود عملية نقلها من لندن إلى طرابلس. ويقارن معد الدراسة الإسرائيلية بين العملية التعليمية اليهودية - الصهيونية في بنغازي حينئذٍ، وبين نظيرتها في طرابلس، مشيراً إلى أنها تميزت في الأخيرة بالارتباط الوثيق بما يدرسه التلاميذ اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة أن العملية التعليمية في طرابلس بشكل عام كانت منظمة وأكثر تقدماً عنها في بنغازي، إلا أن الجنود البريطانيين اليهود ساهموا إلى حد كبير في توجيه العملية التعليمية في المدارس العبرية بما يتسق والمناهج القومية - الصهيونية.
وفي ما يخص الحركة الصهيونية، تشير دراسة الباحث الإسرائيلي إلى أنه رغم عزوف البريطانيين رسمياً عن السماح بممارسة هذا النشاط في ليبيا، ومنعهم تدشين «المنظمة الصهيونية الطرابلسية»، وحظرهم استقدام المعلمين اليهود من الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه تم استئناف الأنشطة الصهيونية في ليبيا، ووصلت إلى أقصى ذروتها في طرابلس، مقارنة بفترة الاحتلال الإيطالي في ليبيا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
ويعزو الباحث الإسرائيلي هذا الحراك الصهيوني إلى حالة التضامن، التي تحكمت في اليهود بعد الحرب العالمية الثانية، وحرضتهم على إحياء إشعال لهيب ما وصفوه حينئذٍ بـ«القومية - الصهيونية»، وترجم هذا الحراك الجنرالات اليهود في الجيش البريطاني، حينما عمدوا إلى ذرع نشاط الحراك الصهيوني في رأس اليهود الليبيين، ولاقى هذا النشاط أرضاً خصبة في الرياضة والثقافة والعمل الصهيوني، لكنه أصبح أكثر قوة مع أفتتاح نادى «مكابي الشباب» العريق والجديد في طرابلس العام 1944م، فكان النادي نواة رئيسية في بناء العمل التنظيمي الصهيوني، وكان عدد كبير من ضباط الجيش البريطاني اليهود أعضاء فيه.
ونظراً لسياسة حكومة الانتداب البريطاني في ليبيا، التي كانت تحظر - على أستحياء - الأنشطة الصهيونية، أقترح الضابط البريطاني اليهودي، الميجور «أركين» على نشطاء التنظيم الصهيوني البارزين، الذي كان يحمل اسم «بن يهودا» عدم ربط نشاطهم بـ«المنظمة الصهيونية» حتى يحول ذلك دون عرقلة أو إغلاق نادي «مكابي الشباب»، وفي محاولة للالتفاف على حظر حكومة لندن، قرر النشطاء تغيير اسم تنظيمهم من «بن يهودا» إلى «منظمة الثقافة العبرية - بن يهودا»، وأصبح هذا التنظيم فرعاً من المنظمة اليهودية الدولية المعروفة بـ«التحالف العبري العالمي» الذي يعمل في ليبيا حتى يومنا هذا، وتم افتتاح الفرع من جديد في طرابلس بحضور ومباركة الضباط البريطانيين اليهود، وبدأ التنظيم أنشطته المتشعبة، وكان في طليعتها تقديم الدعم للمدرسة العبرية - الصهيونية، ونشر الأيديولوجيات والأفكار الصهيونية بين جدرانها، وتنظيم فصول لتعليم اللغة العبرية في المساء للبالغين، الذين لم يتم إدراجهم في إطار المنظومة التعليمية؛ بالإضافة إلى أنشطة ثقافية قومية صهيونية في النادي للشباب اليهود .. جميع الذين شاركوا في ثورة 17 فبراير هم من أصول يهودية وأحفاد بني صهيون وجميع الدول التي تعتبر في نفسها دول عربية وتشدقت علينا عبر قنواتهم بالأمن القومي العربي ومحاربة الروافض وغيرها من أكاذيب بني صهيون عبر أجتماعاتهم بالجامعة العربية لحماية المدنيين والبكاء عليهم في ليبيا وسوريا عبر منابر ومنظمات بني صهيون (الامم المتحدة ومنظماتها) لأن امراء وملوك وقادة التي تحكم الدول عربية هي عائلات يهودية تحالفت مع بعضها ضد الاسلام والمسلمين بأسم التحالف الدولي .. بينما يقود رفائيل الفلاح المنطقة الشرقية من مساعد حتى زليتين وديفيد جربي يقود المنطقة الغربي من جربة إلى الخمس وباقي المناطق الأخرى هم عبارة عن قوادة وتبع وكناين لهم بدعم بريطاني امريكي وعهم باقي بني صهيون من الغرب والعرب .. وماخفي كان أعظم ياكلاب ليبيا.
هذه صورة لسلفي يهودي http://alwasat.ly/images/cache/620x368/crop/images%7Ccms-image-000130149.jpg
إلى الامام والكفاح الثوري مستمر ضد جرذان بني صهيون
محسن الاخضر- عضو فعال
-
عدد المساهمات : 3298
نقاط : 5762
تاريخ التسجيل : 12/10/2013
رد: تحالف جنرالات بريطانيا مع يهود ككلة وطرابلس؟
اراه استغلال وضع لن يدوم طويلا
ترهونية دمي اخضر- مشرفة منتدي الأخبار الليبية العاجلة
-
عدد المساهمات : 5249
نقاط : 5471
تاريخ التسجيل : 01/08/2013
الموقع : الجماهيرية العظمي
مواضيع مماثلة
» اجتماع باليونان من تنظيم يهود ليبيا بمشاركة جنرالات الكيان الصهيوني بتواطئ من شخصيات و وزراء ليبيين
» بريطانيا || عودة 250 إرهابيا بريطانيا من سورية
» اعترافات قادة يهود مصراتة على قناة يهود مصراتة
» انتقال .الخوارج من مدينة اجدابيا الى سرت ومصراتة وطرابلس
» إغلاق الطريق الساحلي الرابط بين جنزور وطرابلس
» بريطانيا || عودة 250 إرهابيا بريطانيا من سورية
» اعترافات قادة يهود مصراتة على قناة يهود مصراتة
» انتقال .الخوارج من مدينة اجدابيا الى سرت ومصراتة وطرابلس
» إغلاق الطريق الساحلي الرابط بين جنزور وطرابلس
منتديات الدفاع عن الجماهيرية الليبية و سوريا العروبة :: المنتديات السياسية :: منتدى الأخبار العاجلة الليبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:32 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة سجلات الأعمال الإحصائية للبلدان العربية|قطاع التامين:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:31 pm من طرف ايمان محمد
» دورة إدارة وبرمجة وتخطيط وجدولة وضبط المشاريع بإستخدام الحاسب الالي MS Project و بريمافيرا:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تخطيط وتطبيق مكاتب إدارة المشاريع والتحضير لشهادة مدير مشاريع محترف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:19 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة إتصالات ومخاطر وتوريدات المشاريع|إدارة المشاريع:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:16 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة تطبيقات الحوكمة فى القطاع المصرفى Governance|البنوك والمالية:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:07 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة مبادىء وإعداد القوائم المالية فى القطاع المصرفى|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:04 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة إدارة وتحصيل الإشتراكات التأمينية|البنوك قطاع المصارف:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 3:02 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة استراتيجيات وتقنيات اعداد وادارة العقود والحد من المخاطر المالية والقانونيةالقانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:57 pm من طرف ايمان محمد
» دورات تدريبية:دورة الأســـس الفنيـــة لصياغــــة عقـــود المقـــاولات الإنشائيـــــة|القانون والعقود:مركزITR
الأحد نوفمبر 03, 2024 2:54 pm من طرف ايمان محمد